من يعتلى منابر الجوامع والزوايا فى قرى المحافظات؟.. دعاة التطرف يشنون حربا ضد الأوقاف للعودة إلى منابر الإسكندرية.. ومساجد صغيرة تخرج عن سيطرة "الأزهر" بالدقهلية.. والزوايا منبر السلفيين لبث أفكارهم ف

انتشار خطباء بدون تصريح بالأقصر يدفع المديرية لوضع شروط للأئمة.. ودورات لمواكبة لغة العصر وكلاء وزارة الأوقاف: نسيطر على المساجد الكبرى بالقرى ومفتشونا يوقعون عقوبات شديدة على الأئمة المتغيبين حظر الخطب لغير خريجى المعاهد أو الكليات الأزهرية وغير الحاصلين على تصريح كتابى فى الوقت الذى يدعو الجميع لضرورة تجديد الخطاب الدينى فى المساجد والزوايا حتى يتماشى مع سيكولوجية العقل البشرى فى الوقت الحالى ويتناسب مع أفكاره وعاداته وتقاليده، إلا أن هناك مساجد وزوايا مازالت تبث أفكارا أقرب إلى التطرف لبعض الجماعات الإسلامية والسلفية، الأمر الذى يطرح سؤالا عن من يعتلى منابر المساجد والزوايا فى قرى محافظات مصر؟ وما هو مدى تأثير هؤلاء على تجديد الخطاب الدينى؟ وهل نجحت وزارة الأوقاف فى فرض سيطرتها على المساجد والزوايا أم مازالت خارج سيطرتها؟. حروب الأوقاف والسلفيين على منابر الإسكندرية تعتبر محافظة الإسكندرية هى المعقل الأول والرئيسى للدعوة السلفية، التى خرجت من عباءتها وانتشرت وتوغلت بين قراها وشوارعها خاصة فى العشر سنوات الأخيرة، وأصبح هناك مريدين وأتباع لشيوخ السلفية حتى سيطروا بشكطل كامل على المساجد والزوايا خاصة فى المنطق الشعبية، وتقسمت المساجد بين مساجد الجماعة الإرهابية والدعوة السلفية واندثار دور الأوقاف بالمحافظة. وبعد انتهاء حكم الإخوان واستطاعت الدولة فى إعادة هيكلها من جديد وضعت الأوقاف خطة خاصة بمحافظة الإسكندرية على وجه الخصوص للقضاء على الأفكار المتطرفة وشيوخ السلفية الذين خرجوا بفتاواهم الشاذة التى أحدثت بلبلة لدى المجتمع المصرى. ولأوقاف الإسكندرية دور فى تنفيذ هذه الخطة، حيث ضمت المئات من المساجد والزوايا لدى وزارة الأوقاف وضع أئمة متخصصين ومقيمى الشعائر بالإضافة إلى إطلاق قوافل دعوية أسبوعية بجميع أنحاء المحافظة لتوعية المواطنين إحداث عملية تجديد لدى عقول الشباب التى سيطر عليها شيوخ الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدينى فى إطار خطة دينية وثقافية محكمة بالمحافظة. كما أطلقت أوقاف الإسكندرية مدرسة مجانيه فى إطار اهتمام الأوقاف بالنشء لتعليم علوم القرآن والتفسير، كما خصصت حلقات مجانيه للكبار للرد على جميع الاستفسارات الخاصة بالمواطنين. وقال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن قيادات الدعوة ومديرى الإدارات الفرعية والأئمة المتميزين بالمديرية بدأوا أولى حلقات العلم فى المدرسة الجامعة واستقبال الراغبين، التى تدور حول استعادة دور المسجد فى نشر القيم والأخلاق وخدمة المجتمع من خلال تفعيل دور المسجد بصفة عامة والمساجد الجامعة بصفة خاصة. وأضاف لـ"انفراد" أن "مدرسة المسجد الجامع" ستكون مفتوحة يوميا من العصر وحتى المغرب، وستعقد فى نهاية الدورة مسابقات للمتميزين، مع تكريم الفائزين فيها ماديا ومعنويا كما سيتم مكافأة أفضل الأئمة والمحفظين المتميزين القائمين بهذا النشاط. وأضاف العجمى: "هذه المبادرة تعد واجبا وطنيا وقومى تقوم به الوزارة من أجل حفظ أبنائنا فى هذه المرحلة الهامة من تاريخ وطننا ونبتغى به وجه الله". وتتحكم الإسكندرية حاليا فى 80 % من مساجد وزوايا المحافظة، بعد أن كانت تحت السيطر الكاملة لأصحاب الأفكار المتطرفة، من الجماعات الإسلامية بينما التجاوزات، التى تحدث يتم تحرير محضر بها بحكم الضبطية القضائية لدى قيادات الأوقاف بالإسكندرية. غياب للأوقاف والأزهر عن الزوايا وحضور فى المساجد الكبرى بالدقهلية وفى نفس الإطار تشهد العديد من قرى محافظة الدقهلية، والزوايا بمدينة المنصورة، غياب لأئمة وخطباء الأزهر، والأئمة التابعين لوزارة الأوقاف، مما يعطى الفرصة لاعتلاء العديد من الأشخاص الحاملين للأفكار الغريبة والهدامة، وتلك الأفكار المتشددة للمنابر بعدد من المساجد الصغيرة والزوايا بمدينة المنصورة، وبعض مساجد القرى. بينما تسيطر مديرية الأوقاف بالدقهلية، بشكل شبه كامل على مساجد المحافظة الكبرى، والمساجد الرئيسة بالمحافظة، والتى يحضرها آلاف الخطباء، ويلتزم من خلالها الخطباء بالخطبة الموجدة، والتى تصدرها وزارة الأوقاف أسبوعيا، للحديث حول العديد من الأمور الدينية بشكل معتدل. وتفقد "الأوقاف" سيطرتها على العديد من زوايا المحافظة، وذلك لتراميها وبعدها، ومنها ما أنشئ بدون ترخيص سرا، ويتم تعيين خطباء بها بمجرد أن يتم اكتشاف هذه الزوايا، وقد تم منع المئات من الخطباء السلفيين والإخوان، الحاملين للأفكار المتشددة من الصعود للمنابر، وتم التنبيه على الأهالى الذين أقاموا تلك الزوايا بعدم استقدام هؤلاء الخطباء، ويتم تعيين خطباء مكافأة من خريجى الجامعات الأزهرية، والمعلمين بالأزهر الشريف بدلا منهم. وقال الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف: "إن مديرية الأوقاف بسطت سيطرتها خلال الأشهر القليلة الماضية، تماما، على كل المساجد المترامية بالقرى والزوايا الصغيرة، ومن خلال مفتشين من وزارة الأوقاف يقوموا بالمرور على المساجد، والتأكد من وجود كافة الخطباء فى يوم الجمعة بالذات، والالتزام بالخطبة الموحدة، ويتم توقيع عقوبات صارمة على كل المخالفين فى المساجد". بينما استطاع العديد من السلفيين من خلق مساحة لأنفسهم، خلال العديد من الزوايا الصغيرة، فى القرى النائية بمحافظة الدقهلية، كقرى الحفير التابعة لمركز بلقاس، وقرى تابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، على الحدود مع محافظة الشرقية، التى لا يعقد بها صلوات الجمعة، لصغر حجمها، ويقومون بإلقاء دروس بعد الصلوات. ولا تخضع تلك الدروس لرقابة الأزهر الشريف، أو وزارة الأوقاف، ويبت من خلالها بث الأفكار السلفية والغريبة عن الفكر الأزهرى المعتدل، والبعيدة عن خطة وزارة الأوقاف، كما يقوم العديد من حاملى الفكر السلفى، بنشر ملصقات ولافتات داخل المساجد، وعلى أبوابها. الماجستير والدكتوراه لا تكفى لاعتلاء منابر الأقصر وفى الأقصر، صرح الشيح محمد صالح وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الأقصر، بأن المديرية تسير على الشروط التى وضعتها وزارة الأوقاف فى شأن تنظيم عمل الآئمة والخطباء فى المساجد، وأن الوزارة حدد كافة ضوابط الحصول على تصريح الخطابة بالمكافأة أو تطوع، ويعمل الخطيب بالمكافأة أو الخطيب المتطوع وفق خطة وزارة الأوقاف الدعوية واحتياجاتها وتوزيعها للخطباء على المساجد، وألا يقوم بالخطابة خارج مديرية الأوقاف المصرح له بالعـمل فيها إلا بتنسيق مسبق بين مديريتى الأوقاف المصرح له بالعمل فيها، والتى وجهت له الدعوة أو يرغب فى أداء الخطبة بأحد المساجد التابعة لها، وذلك من خلال موافقة كتابية صريحة من مديرية الأوقاف التابع لها. وأضاف وكيل أوقاف الأقصر لـ"انفراد"، أنه بالنسبة للحاصلين على درجة الماجستير أو الدكتوراه فى العلوم الشرعية والعربية من جامعة الأزهر لا يصرح لهم بالخطابة إلا بعد اجتياز المقابلة الشخصية التى تحددها وزارة الأوقاف، ولوزير الأوقاف أن يستثنى من شرط المقابلة أساتذة جامعة الأزهر المعروفين بوسطيتهم وتمكنهم من الخطابة، ويستخرج لهم التصريح بمعرفته أو من يفوضه فى ذلك تفويضا كتابياً، أما بالنسبة للحاصلين على مؤهل جامعى أزهرى فى العلوم الشرعية أو العربية مسبوق بالثانوية الأزهرية، والحاصلين على معاهد إعداد الدعاة المركزية التابعة لوزارة الأوقاف وفق نظامها الجديد الذى تبدأ الدراسة به ابتداء من العام الدراسى القادم، يشترط لحصولهم على تصريح الخطابة اجتياز الاختبار الذى تحدده وزارة الأوقاف فى هذا الشأن، ويشترط فى الحاصلين على مؤهل أزهرى فى العلوم الشرعية غير مسبوق بالثانوية الأزهرية، والحاصلين على مؤهل جامعى من الكليات العملية مسبوق بالثانوية الأزهرية للحصول على تصريح بالخطابة، اجتياز الاختبارات والدورة التأهيلية التى تعقدها الوزارة بنجاح، ولوزير الأوقاف أن يعفى من مارس الخطابة بتصريح مسبق من الأوقاف دون إخلال بواجباته الدعوية من الدورات إذا اجتاز الاختبارات المطلوبة. كما يشترط للحصول على تصريح الخطابة بالنسبة للحاصلين على معاهد الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف (النظام القديم) والحاصلين على الثانوية الأزهرية، والحاصلين على عليا القراءات من الأزهر الشريف، والحاصلين على معاهد المعلمين الأزهرية، أن يجتازوا بنجاح الدورات والاختبارات التى تجريها الوزارة فى هذا الشأن، والحاصلون على درجة الماجستير أو الدكتوراه فى العلوم الشرعية من الأقسام العلمية المتخصصة فى الجامعات المصرية يشترط لحصولهم على تصريح الخطابة اجتياز الدورات والاختبارات التى تجريها الوزارة فى هذا الشأن، ولوزير الأوقاف أن يعفى أساتذة الجامعات والخطباء المعروفون من الدورات بشرط اجتياز الاختبار الذى تجريه الوزارة. ويكون إصدار تصاريح الخطابة وفق حاجة كل مديرية أو كل إدارة حال العجز فى عدد الأئمة المعينين بالنسبة لعدد المساجد التابعة لها، ويُسحب تصريح الخطابة حسب القرار إذا أخل المصرح له بمقتضيات العمل المسند إليه، أو خالف تعليمات الوزارة المنظمة لخطبة الجمعة وأداء الدروس الدينية بالمساجد أو ما فى حكمها، أو خالف أياً من أحكام القانون الصادر فى هذا الشأن. أما فى عمل الإمام بالمسجد، فيقول أبو إسلام الأزهرى المتحدث باسم مديرية أوقاف الأقصر، أنه فى إطار تنظيم عمل الإمام يشترط أن يبدأ الدرس الدينى بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ويبدأ موعد إلقاء الدرس الدينى خلال شهر رمضان من بعد صلاة العصر وحتى قبل صلاة المغرب، حيث إن موضوعات الدرس الدينى بالمسجد كل أسبوع تشمل يوم الأحد فى الأخلاق والسلوك والآداب والحقوق والواجبات وفقاً للخطة الشهرية والسنوية للوزارة، ويوم الثلاثاء فى السيرة والسنة، ويوم الخميس فى الفقه، ويكون يوم السبت راحة كاملة للإمام ويؤدى درس الراحة يوم الأربعاء بين المغرب والعشاء، وتؤدى القافلة الدعوية يوم الاثنين من كل أسبوع بمراكز الشباب أو قصور الثقافة أو الشركات أو الهيئات أو المؤسسات الكبرى أو المساجد وفقاً للخطة التى تضعها المديرية وتعتمدها الوزارة. كما نص القانون الذى وضعه وزير الأوقاف على أن يعاقب من يخطب فى أى زاوية غير مصرح بإقامة الجمعة فيها بإلغاء تصريح خطابته إن كان مصرحًا له، وبتطبيق القانون عليه إن كان غير مصرح له، ويعد مقصّرًا فى واجباته الوظيفية تقصيرا يستوجب المساءلة الإدارية والقانونية كل مسئول يسمح بذلك. الزوايا ملجأ السلفيين لبث أفكارهم عقب سيطرة الأوقاف على المساجد أسوان وفى أسوان، هناك بعض المساجد والزوايا التى تعد ملجأ للدعوة السلفية والتيارات الأخرى التى تسعى إلى بث أفكارها وأسلوب منهجها على المترددين على المساجد والتى معظمها لا يخضع لولاية الأوقاف مباشرة، وينتشر معظم هذه المساجد فى مركزى كوم أمبو وأسوان بكثرة، ويستغل معظم هؤلاء القائمين على المساجد أسلوب الترغيب فى المسجد من خلال إعداد حلقات قرآن كريم حفظ وتلاوة وأحاديث نبوية، حتى يمكن للمترددين أن يحافظوا على التواصل فى هذه المساجد التى تبث عليهم الأفكار المتشددة. من جانبه، أكد الشيخ زكريا السوهاجى، مدير الأوقاف بأسوان، أن الأوقاف لم ترد إليها أى شكاوى من اعتلاء المنابر من جانب أى تيارات دينية ممنوعة من ذلك الأمر أو تتحدث فى أمر يضر بمصلحة البلاد، مؤكداً أن محافظة أسوان من المحافظات التى تتسم بالهدوء. وأوضح مدير الأوقاف بأسوان، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الأوقاف تخصص دورات للأئمة والخطباء فى مساد محافظة أسوان، حتى يكون الخطيب مواكباً للغة العصر التى يفهما المواطن البسيط وتكون المادة العلمية التى يلقيها تتماشى مع الفئة التى يخاطبهم وكذلك طريقة الأداء ومراعاة المدى الثقافى للخطيب.


















الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;