يحل اليوم الأربعاء 2 أغسطس الذكرى الأولى لرحيل العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، وتقيم مدينة زويل مؤتمرًا مساء مساء اليوم لإحياء ذكرى العالم الراحل بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة.
وأكد شريف فؤاد، مستشار مدينة زويل والمتحدث باسم الدكتور مصطفى السيد، رئيس مجلس أمناء مدينة زويل، على أنه من المقرر أن يحضر اللقاء نخبة كبيرة من أصدقاء وشركاء العالم الراحل وبعض أفراد أسرته وأعضاء مجلس إدارة مدينة زويل والباحثين والعلماء والمسئولين بالمدينة، ويلقى عدد من الشخصيات كلمات وعلى رأسهم اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى، والدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية، وعدد من أفراد أسرة العالم الراحل.
وأضاف "فؤاد"، لـ"انفراد"، أن أسرة الدكتور الراحل أحمد زويل، نظمت مع عدد من الشخصيات التى كانت على مقربة من صاحب نوبل، نظمت زيارة إلى ضريح العالم الراحل بمدينة 6 أكتوبر صباح اليوم الأربعاء.
يذكر أن الدكتور أحمد زويل، رحل عن عالمنا يوم 2 أغسطس من العام الماضى عن عمر يناهز 70 عامًا كرسها للعلم والبحث ورفع اسم مصر عاليًا بحصوله على جائزة نوبل فى الكيمياء منفردًا عام 1999 والعديد من الجوائز الأخرى الهامة، وبذل جهدًا كبيرًا من أجل تنفيذ مشروع علمى فى مصر خرج إلى النور عام 2012 ممثلا فى مدينة زويل التى يشار إليها بالبنان الآن بفضل التعليم الراقى الذى يحصل عليه طلاب جامعتها التى خرجت الدفعة الأولى هذا العام.
وقالت المدينة، إنه بفضل جهود الباحثين فى المراكز البحثية بالمدينة الذين نشروا العديد من الأوراق البحثية المتعلقة بقضايا المجتمع المصرى فى كبرى الدوريات العلمية العالمية، وذلك الأمر الذى احتلت به المدينة المركز الأول محليا فى معدل النشر الدولى متفوقة على كل الجامعات والمراكز المصرية رغم عمرها القصير وقلة عدد الباحثين، وذلك فى إطار منظومة شديدة الدقة والرقى يقودها الدكتور مصطفى السيد الآن مع نخبة من كبار العلماء خلفًا للراحل الكبير أحمد زويل.
وولد أحمد حسن زويل فى 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وفى سن 4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسى، والتحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 فى الكيمياء، وعمل معيداً بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث فى علم الضوء.
سافر إلى الولايات المتحدة فى منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا فى مجال علوم الليزر، ثم عمل باحثاً فى جامعة كاليفورنيا، بركلى (1974 - 1976)، وانتقل للعمل فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ 1976، وهى من أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا.
وفى 1982 حصل على الجنسية الأمريكية، وتدرج فى المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة "كالتك" إلى أن أصبح أستاذاً رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمى جامعى فى أمريكا خلفاً للينوس باولنغ الذى حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى فى الكيمياء والثانية فى السلام العالمى، وفى 1989 تزوج من السيدة ديما الفحام، وأنجب منها 4 أبناء.
وحصل "زويل" على لقب "أبو كيمياء الفيمتو" نتيجة لاختراعه ميكروسكوب يصور أشعة الليزر فى زمن مقداره فمتوثانية، مما يسمح برؤية الجزيئات خلال التفاعلات الكيميائية.
فى 21 أكتوبر 1999 حصل أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتوثانية (بالإنجليزية Femtosecond Spectroscopy) ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها ليصبح بذلك أول عالم مصرى وعربى يفوز بجائزة نوبل فى الكيمياء، وبعد حصوله على جائزة نوبل، توالت نجاحات زويل وإنجازاته حتى حصل على 31 جائزة دولية من أبرزهم: جائزة ماكس بلانك وهى الأولى فى ألمانيا، وجائزة وولش الأمريكية، وجائزة هاريون هاو الأمريكية، وجائزة الملك فيصل العالمية فى العلوم، وجائزة هوكست الألمانية.
وانتخب زويل عضوًا فى أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية، وفاز بميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية، وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشى، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية، كما حصل على جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهى أكبر جائزةعلمية هناك، وجائزة باك وتينى من نيويورك، وجائزة السلطان قابوس فى العلوم والفيزياء سنة 1989 سلطنة عمان، وحصل زويل على قلادة النيل فى عام 1999 وعى أرفع وسام مصرى.
وقدم الدكتور أحمد زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا، كما ورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة التى تضم أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر فى الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل).
وفى أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما للعلوم والتكنولوجيا، والذى يضم 20 عالمًا مرموقًا فى عدد من المجالات.
وفى نوفمبر 2009 عين زويل كأول مبعوث علمى للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط، وفى 2014 حصل أحمد زويل على دكتورة فخرية من جامعة "سيمون فريزار"، وكتب زويل نحو 600 مقال علمى و16 كتابا، من بينها "رحلة عبرالزمن..الطريق إلى نوبل"، و"عصر العلم" عام 2005، و"حوارالحضارات" عام 2007، كما دعا إلى تكوين قاعدة علمية متكاملة فى مصر لتطوير البحث العملى والتعليم، وأطلق مشروع المدينة التكنولوجية التى تحمل اسمه "مدينة زويل"، وتوفى الدكتور أحمد زويل فى مثل هذا اليوم 2 أغسطس 2016 بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم نقل جثمانه إلى مصر حسب وصيته التى أوصى بها زوجته.