يرأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سيمنار المجمع المقدس للآباء الأساقفة والمطارنة فى الثامن والعشرين من فبراير الجارى بدير الأنبا بيشوى.
يعتبر السيمنار أول اجتماع للمجمع المقدس بكامل طاقته بعدما يرسم البابا فى الـ27 من فبراير مطران القدس الجديد بحضور الأساقفة أيضًا فى الكاتدرائية القديمة بكلوت بك مع احتمالية رسامة أسقف جديد للخليج للمرة الأولى بعد قرار البابا فصل إيبراشية الخليج عن الكرسى الأورشليمى عقب وفاة مطران القدس الأنبا ابراهام فى نوفمبر الماضى.
كشفت مصادر من المجمع المقدس، لـ"انفراد"، أن السيمنار يبدأ فى الـ28 من فبراير وينتهى فى الثانى من مارس على أن يعود البابا بعدها إلى القاهرة، حيث تتضمن جلسات السيمنار الاستماع إلى آراء الآباء الأساقفة اللاهوتية فى قضية الأحوال الشخصية التى أصبحت صداعا فى رأس الكنيسة.
وأوضح المصدر أن السيمنار يتضمن الاستماع إلى تقرير اللجنة القانونية بالكنيسة التى كلفها البابا بصياغة أحكام القانون بما لا يتعارض مع التشريع المصرى والدستور، حيث يتم عرض التقرير النهائى الذى رفع للبابا تواضروس للتأكد من عدم وجود تعارض مع نص القانون والرأى الدينى فى ذلك.
وقال: إن الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة يعرض على المجمع فى محاضرة له، تقريره حول اجتماع الكرادلة الفاتيكان الذى حضره فى أكتوبر الماضى ممثلًا عن الكنيسة الأرثوذكسية، وناقش فيه الفاتيكان الأسباب التى دفعت الأوروبيين لتفضيل الزواج المدنى على الزواج الدينى وكيفية مواجهة الفاتيكان لذلك وهو ما أسفر عن قرارات باباوية جديدة وسعت من أحكام فسخ الزيجة عند الكاثوليك.
ولفت المصدر، إلى وجود شبه إجماع بين الآباء الأساقفة على إقرار مواد فسخ الخطبة بسبب الإدمان أو الإلحاد أو المرض الذى يعيق استمرار الحياة الزوجية، وكلها مستحدثات لم يكن معمولًا بها من قبل.
وأكد المصدر الذى رفض الكشف عن اسمه، على وجود خلاف فى الكنيسة على إقرار الهجر ضمن أسباب الطلاق دون ربطه بالزنا الحكمى بعد تعديل مسودة القانون التى تم الكشف عنها العام الماضى وهو نفس ما ألمح إليه البابا تواضروس الثانى الذى اعتبر ترك الزوج لزوجته كسرا لوصية المسيح ولمفهوم الزواج فى المسيحية.
المصدر قال: إن الكنيسة وجدت مخرجًا جديدًا لبند الزنا الحكمى كسبب من أسباب الطلاق بعد الخلافات التى دارت عليه، مشيرًا إلى أن التعديلات الجديدة تتضمن ضوابط للزنا الحكمى، بحيث تصبح حالة الزنا محددة، ولا تقبل الشك ولا تتعارض مع القانون المصرى.
كان البابا تواضروس قد قرر فى نوفمبر الماضى تأجيل عقد المجمع المقدس بعد السيول التى اجتاحت دير الأنبا بيشوى، حيث يحسم سيمنار الأساقفة القضية الأهم فى مسيرة الكنيسة المصرية بعدما ورثها البابا الحالى عن سلفه البابا شنودة بعدما أقر الأخير قصر "الطلاق على علة الزنا" وألغى العمل بلائحة 38 التى كانت تبيح ثمانية أسباب للطلاق وهو الأمر الذى تسبب فى وجود مئات الحالات العالقة بين الزواج والطلاق دأبت على الاحتجاج داخل الكنيسة وخارجها من أجل الضغط على السلطة الدينية لحل المشكلة.