بالصور.. فى مولد "السيوطى" مجاذيب بالشكوى شدوا الرحال.. تقديم ماء المورد للزائرين والفول النابت أكلة المحبين.. وإنارة الشموع وطلب الكرامات.. والطرق الصوفية تشرف على الاحتفال وتستخرج التصاريح من الأجهز

واصل أهالى محافظة أسيوط، احتفالاتهم بمولد العارف بالله "جلال الدين السيوطى" بمنطقة القيسارية بحى غرب مدينة أسيوط، وسط توافد المئات من المريدين والمحبين من الصوفية على مقام السيوطى، والتى تختتم نهاية الأسبوع وسط احتفالات وابتهالات وإنشاد دينى. على باب "الإمام السيوطى".. بالشكوى شدوا الرحال "يا إمام العلم يللى مقامك منور، يا إمام العصر والقطب واقف على بابك" بالشكوى شدوا الرحال إليك يا سيدى جلال".. هكذا يرتل عشاق سيدى جلال الدين السيوطى أمام مقامه أبياتا شعبية يصاحبها بكاء خفيف لا يخلو من لذة الخشوع أثناء التمسح بأسوار الضريح وطلب "نفحات الإمام". يقول حسن محمد على الشاذلى، أحد أهالى قرية الزاوية بمركز أسيوط، لـ"انفراد": أنه دائما يشارك فى احتفالات مولد سيدى جلال السيوطى، ويأتى على المقام الملحق بالمسجد ويمكث بداخله ويتلوا بعض الآيات القرآنية وينشد أناشيد دينية فى حب الإمام السيوطى. ويضيف:" الإمام جلال الدين السيوطى، أحد العلماء المجددين فى عصره وزمانه؛ وأهل الصعيد وأسيوط خاصة يقدرون الإمام ويحيون ذكراه فى مسجده". لحظات ويدخل أحد الشباب من مريدى الإمام جلال الدين السيوطى، يقوم بترديد الأذكار والدعوات لآل البيت، يقول محمد مصطفى، لـ"انفراد": أنه يحرص على زيارة موالد آل البيت وأولياء الله الصالحين، وقضاء ساعات داخل الحجرة التى يوجد بها مقام الإمام السيوطى. ويتابع: "أنا عاشق لآل البيت وأسافر من أسيوط إلى القاهرة فى مولد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والبدوى وغيرهم من آل بيت الله رغبة فى حب آل البيت". كما تقف الحاجة أم مصطفى، بالقرب من مقام الإمام السيوطى، وتقرأ الفاتحة وتقوم بالدعاء بأن يفرج الله كربها وأن ينعم عليها بالصحة والعافية والشفاء. الفول النابت.. أكلة المحبين فى ساحة السيوطى فى أحد الأزقة المجاورة لمسجد الإمام جلال الدين السيوطى، يقوم "عم حسن"، بحسب ما يناديه زوار مقام الإمام، بنصبته البسيطة لتقديم الخدمات للزوار، إذ يقوم بإعداد الطعام وجبة "الفول النابت" والمشروبات الساخنة كالشاى والقهوة وتقديمها مجانًا. يقول عم حسن لـ"انفراد": نقوم بتقديم الخدمات للناس المحبين للإمام السيوطى، واللى عايز ياكل بنجبله أكل فلازم الكل ياخد واجب الزيارة؛ مشيرا إلى أن الخدمة فى احتفال المولد السيوطى بدون مقابل هنا الناس بتحب تخدم بعضها فى حب الإمام السيوطى علشان ياخدوا الثواب"، كما يقوم أتباع الطرق الصوفية بتقديم الخدمات لزوار الإمام السيوطى، فضلا عن توفير خيام وساحات لإقامة حلقات الذكر والإنشاد الدينى فى ساحة السيوطى. إنارة الشموع.. وطلب الكرامات بساحة السيوطى على ناصية مدخل مقام الإمام جلال الدين السيوطى، تحرص العديد من الأسر على إيقاد الشموع، يقول أحمد على، من مدينة أسيوط، لـ"انفراد": أنه يحرص على إنارة الشموع فى مولد الإمام جلال الدين السيوطى، بصحبة نجله الأصغر، ونطلب العون والتبرك وتحقيق الأمنيات. سقى الماء لمحبين الإمام السيوطى شباب وأطفال يطوفون ساحات مسجد الإمام جلال السيوطى، يقومون بسقى الزائرين "ماء المورد" على المحبين والمصلين داخل المسجد وفى مقام الإمام؛ إذ يقول "على توفيق" أحد المتطوعين فى ساحة السيوطى، أنه يأتى كل يوم ويقوم بجلب الماء البارد وإضافة ماء المورد عليه، بعدها أقوم بالذهاب والإياب داخل مقام الإمام وفى ساحة المسجد وتوزيع الماء على المواطنين. حلقات الذكر والإنشاد فى ساحة السيوطى بالقرب من مسجد السيوطى وبداخل أحدى الخيام يقبع الشيخ" قطب عبدالغفار"، مرتديا جلبابه الأبيض، بصوته العذب ينشد فى حب آل البيت، ويتوافد إليه الزائرين وعلى وجوهم السكينة والمحبة للاستماع للإنشاد والذكر. يقول "قطب عبدالغفار" لـ"انفراد": أنه جاء محافظة المنيا للمشاركة فى مولد الإمام جلال الدين السيوطى، وينشد فى حب آل البيت منذ صغره وعمره 15 سنة آنذاك، لأنه محب لأهل الفضل وآل البيت وأولياء الله الصالحين، وزرع المحبة فى نفوس الناس لأننا متجمعين على الحب.. واللى مش قلبه صافى ما لهوش مكان معانا". وأضاف: "أنه تعلم الإنشاد من خلال زيارته للموالد آل البيت والاستماع إلى المنشدين فى ساحات الموالد، فما أحلى من أنك تردد أناشيد فى حب آل البيت والرسول الكريم". الطرق الصوفية تشرف على الاحتفال أحمد حسن أحمد إبراهيم، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بمنطقة القيسارية بأسيوط، لـ"انفراد" أنه قبل موعد الاحتفال بمولد جلال الدين السيوطى نقوم باستخراج جميع التصاريح من الأجهزة الأمنية والتنفيذية، بعدها يبدأ الاحتفال بالمولد بمسيرة للطرق الصوفية تجوب الشوارع بمدينة أسيوط، مرددين الاناشيد الدينية ودعوة المواطنين للمشاركة فى مولد السيوطى. ويتابع: نقوم بعمل سرادق بساحة سيدى جلال الدين السيوطى نستقبل فيها جميع المحبين للسيوطى من مختلف المحافظات نعمل على خدمتهم على مدار أسبوعين، يتخلله إقامة حلقات من الإنشاد الدينى والتواشيح، داعيا المولى عز وجل بان يحفظ مصر من كيد الحاقدين. الإمام السيوطى فى سطور "انفراد" توجه إلى منطقة القيسارية بحى غرب أسيوط، فعلى بُعد خطوات من مرمى البصر، ترى مئذنة خضراء لمسجد جلال الدين السيوطى، وسط عدد كبير من الأبنية القديمة، فما أن تطأ قدماك ساحة المسجد حتى تشعر بالطمأنينة والسكينة وجموع غفيرة من المواطنين تتوافد لقراءة الفاتحة والدعاء فأصوات المصلين والذاكرين تملأ المكان. ويتميز بناء المسجد بالتناسق بين ضخامة البناء وجلال الهندسة وتنوع الزخارف ويتكون منقبة معقودة تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وداخلة مقام الشيخ الجليل؛ وبنى المسجد فى 766 هجرية. يقول الشيخ على عبد المعطى، أمام وخطيب ومدرس بمسجد السيوطى، لـ"انفراد": العارف بالله الشيخ جلال الدين السيوطى، ولد فى غرة شهر رجب من سنة 849 هـ، المـوافق سبتمبر من عام1445م، بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، حيث كان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يده. وأضاف: "الشيخ جلال الدين السيوطى، تميز بقدرته على حفظ الكتب فى سن مبكر من العمر ومنها كتب منهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك والعمدة، فاتسعت مداركه وزادت معارفه حتى المئات من الكتب بلغت 600 مصنف فى الفقه والحديث والتفسير والبلاغة والنحو والأدب والتاريخ". وأوضح الشيخ عبد المعطى:" أن المؤرخين قالوا عن الإمام السيوطى أنه سافر وتجول فى عدة بلدنا عربية منها اليمن والمغرب الإسلام والحجاز والشام إلى أن وصل الهند وذلك لجمع وتحصيل العلم ودراسة الحديث قبل أن يتفرع للعبادة وتأليف الكتب ومن أشهر مؤلفاته:" فضائل مكة والمدينة ومختصر الأحياء، الإتقان فى علم القرآن، وشرح الصدور بشرح حال الموتى.