المخرج اللبنانى زياد دويرى لـ "انفراد": "القضية 23" يتصدر شباك التذاكر.. تصوير الفيلم بإسرائيل لم يكن سهلا وفضلت موقع الأحداث الحقيقى.. ويؤكد: هناك مخرجون فلسطينيون يحصلون على تمويل من إسرائيل ولم يحا

ضجة كبيرة أحدثها المخرج زياد دويرى بعد عرض فيلمه المثير للجدل القضية 23، حيث شغل قضيته الأوساط السينمائية خاصة بعد توقيفه فى مطار لبنان وتحويله لمحاكمة عسكرية على خلفية تصويره لبعض مشاهد من فيلمه الصدمة عام 2011 فى تل أبيب، ورغم أن الدويرى كان عائدا من فينسيا ويحمل جائزة أفضل ممثل لكامل الباشا عن دوره فى فيلم القضية 23، وكان يتوقع احتفاءا إلا أن الوضع كان بالنسبة له صادم ومغاير لتوقعاته..فيلم القضية 23 اختير ليعرض فى مهرجان الجونة السينمائى الذى تستمر فاعلياته حتى 29 سبتمبر الجارى.. «انفراد» التقى المخرج زياد دويرى وتحدث معه عن احتفاء مهرجان الجونة به، وعن أزمة توقيفه بعد عرض فيلمه واتهامه بالتطبيع مع إسرائيل. مر على تصويرك فيلم الصدمة سنوات طويلة لماذا أطلت الأزمة من جديد فى هذا الوقت تحديدا؟ القصة وما فيها أن هناك جهات فى لبنان لا تريد فيلمى الجديد القضية 23 أن يعرض فى دور العرض السينمائى اللبنانين، وذلك لأن موضوع الفيلم تراه بعض الجهات فى لبنان أنه لا يتناسب مع فكرهم وتعاطيهم مع الأمور، رغم أن الفيلم بكل بساطة يتحدث عن مسيحيى لبنان ممن تم تهميشهم واتهامهم بالتخوين بعد الحرب رغم المعاناة التى تعرضوا لها. وهل ترى أنه رغم كل ما مر على لبنان لا تزال هناك ملفات مغلقة يتغاضى فيها الرأى العام عن المناقشة؟ من الضرورى أن نقوم بفتح الملفات التى أغلقت دون مناقشة، لا يجب أن نغلق الصفحة دون معالجة، وتداوى لما حدث فى لبنان ولأهله لابد على الشعوب أن تحكى وتتكلم ولابد من وجود دراسات تتناول الأزمات التى مرت على لبنان وتعالج آثارها، ويكون هناك نظام لدراسة الأزمات للخروج منها ونسيانها الماضى لا ينسى بالتقادم يجب أن تحل الأمور وتناقش لتنسى مثلما حدث فى علاقة فرنسا وألمانية فهى الآن قوية وسليمة بعد المصالحة، فالحوار ضرورى خاصة فى وطنا العربى. وهل أثناء عودتك إلى لبنان كنت متوقعا هذا الجدل كنت أعى أن الفيلم سيحدث جدل ولكن لم أتوقع الاتهامات بالتخوين والتطبيع على خلفية تصويرى فيلم الصدمة فى 2011 بالأراضى المحتلة، وتلك الإشكاليات التى تعبر عن العقليات المعتمة التى إذا لم تقل رأيا يعبر عنهم فأنت بالنسبة لهم خائن، ويبدأون فى سرد الكليشيهات المعروفة المجهزة للنيل من الإنسان. وما الذى حمسك لعرض الفيلم فى الجونة رغم أنها دورة أولى؟ انتشال التميمى مدير المهرجان هو كلمة السر أنا أعرفه منذ فترة طويلة وعلاقتى به جيدة، ولم أستطع الاعتذار رغم انشغالى بتصوير الجزء الجديد من مسلسل Baron noir فى باريس، وكان علىّ أن أدعمه وأدعم المهرجان. ألم تتوقع احتفاء بك وبجائزة فينسيا أحد أهم الجوائز العالمية؟ أى تكريم ينالها الفيلم هو تكريم للعمل وللكاتب والمخرج وأنا اشتغلت فى الفيلم مع طاقم تقنى ونخبة ونيل الجوائز يشعرك أن مجهودك لم يذهب هباء، لأنه فى النهاية يعتبر تكريما للسينما اللبنانية وللممثل الفلسطينى الذى سجن فى سجون إسرائيل كامل الباشا، ولكن هناك مرض نفسى لدى بعض الصحفيين وحالة تعصب غير منطقية وغير مبررة هى التى تنال منى، ولكننى لا أبالى ولا أهتم، فأنا عانيت من الاحتلال وجيب علينا مناقشة كل الأمور فى السينما لو لم نفتحها وننقاشها كسينمائيين ونراجعها من يفعل؟ وكيف استعددت لتصوير فيلم القضية 23؟ بالنسبة لى كانت وجوه المملثين فى لبنان غير معروفة ولم أعرف من شاركوا فى الفيلم إلا مؤخرا، مثل ريتا حايك وكنت أختار بصعوبة، لأن الأدوار مركبة وصعبة وقمت بعمل اختبار لممثلين واختارت الممثلين من بين 500 ممثل قاموا بتجربة أداء وصورنا فى 42 يوما فقط، واختيارى للممثل كامل الباشا جاء من خلال مقابلة عبر سكايب. وهل كنت تتوقع حصول كامل الباشا على جائزة أفضل ممثل بمهرجان فينسيا؟ لم أكن أتوقع أبدا، وكانت مفاجأة حلوة جدا، وفرحت جدا، لأنه ممثل مسرحى، ولأول مرة يعمل بالسينما، ولأنه عاش طوال عمره فى القدس وسجن فى السجون الإسرائيلية، وبالتالى الجائزة كانت تكريما له وللفيلم ولكل العاملين به. وهل ستعطلك أزمة توقيفك واتهامك بالتطبيع عن مسيرتك؟ لا أبدا «بحط روا ظهرى». وهل أزمة توقيفك فى مطار بيروت جعلتك تشعر بأن وجودك غير مرغوب به؟ فيلم القضية 23 فى لبنان رقم واحد فى إيرادات البوكس أوفس وإيراداته أقوى من إيرادات الأفلام الأمريكية بلبنان، فإذا كان هناك من يرفضنى فهناك من المؤكد من يحبنى، والفيلم يضع وجعا كبيرا فى لبنان، فبلدنا حساس جدا، ومنقسم جدا سياسيا واجتماعيا، وهناك مخيميات يؤيدون بعض الدول وآخرون يؤديون بلدانا أخرى، وأنا أعرف أن أفلامى «ما تعجب كل الناس وتخلق بلبلة». رغم أن الفيلم مر على تصويره وعرضه سنوات لكن لابد أن نطرح تساؤلا لماذا فضلت التصوير فى تل أبيب؟ صورت فيلم الصدمة فى فلسطين المحتلة ومع ممثلين فلسطينيين، هل يمكن تصوير فيلم إسكندرية ليه أو عمارة يعقوبيان أو بمبة كشر فى مكان آخر غير مصر، بالمغرب مثلا أو نيويورك، أنا أعطيت الأفضلية للمكان الطبيعى الذى تحدث فيه القصة، ولكن تربينا على أن إسرائيل هى العدو، وأن الثقافة والفن هى آخر حائط بيننا وبينهم. كيف كسرت هذا الحاجز النفسى؟ الأمر لم يكن سهل على أبدا، وكنت مترددا ولم أشعر بالارتياح، ولكن كان على أن أصور الفيلم كما يجب أن يكون، كما أن التطبيع يكون بين الحكومات، والفيلم إنتاج فرنسى وليس إسرائيليا، وتساءل بحدة..ألا يوجد مخرجون فلسطيننن يعملون فى إسرائيل وبتمويل إسرائيلى ولا يحاسبهم أحد؟ فلماذا أحاسب أنا اللبنانى، وبالمناسبة لست مع محاسبتهم على شىء ولكن السؤال لماذا يحاسب اللبنانين على نفس الفعل ولا يحاسب الفلسطينى؟، لماذا لم يحاسبوا مصر التى مضت اتفاقية سلام؟ ولكن مصر تمت محاسبتها بالفعل من الدول العربية بعد توقيع كامب ديفيد؟ وهناك أيضا حركة حماس التى تتناقش مع إسرائيل وتتفاوض، وفى النهاية أنا أعتبر أن فيلمى القضية 23 أحلى فيلم قدمته لأنى تعلمت من أفلامى الماضية، وفكرته فكرة فلسفية بسيطة لم تكن فى خيالنا حادث صغير رجل مسيحى لبنانى ينقط مزرابه ماء على رجل لأجئ فلسطينى تحدث بينهم مشاهدة وتتطورت أفكارالأحداث كما سيجدها المشاهد فى الفيلم. وهل ترى أن منحك جائزة أفضل موهبة عربية من مجلة فارايتى تأكيد على أهميتك كمخرج وأن وطنك لبنان لا يزال يعرف قدرك؟ أنا لست فى موقف تبرير، أنا أقدم فيلم وأتحمل مسؤوليته، البعض يحاكمك ويخونك، والآخر يحتفى بك، ولكن أنا أعتبر أن الجائزة تتويج للفيلم ومسيرة الفيلم، وأنا سعيد بيها لأنها جائزة كبيرة جدا وعرض الفيلم فى توورنتو جائزة كبيرة وفى فسنييا وفى الولايات المتحدة أيضا وفى النهاية «مفيش حد يقدر يخوفنى أنا اللى بخوفهم». وهل ترى أن العالم بدأ ينظر للمبدع العربى بشكل مختلف؟ «كتير منيح بلش تتفتح العيون على العرب»، ولكن الفاشستى سيحاربك ويخونك حتى ولو فزت بثلاثة جوائز أوسكار مثل جورج بوش لو لست معه إذا أنت ضده، فأثناء عودتى من فينسيا حامل جائزة أفضل ممثل لم أكن أتوقع أن تفرش الأرض بالسجاد الأحمر، ولكننى لم أتوقع توقيفى فما حدث قلة تقدير. وكيف ترى حال السينما اللبنانية حاليا؟ لا تزال السينما فى لبنان ببداية الطريق وتتعتبر بدائية لم تتطور حتى الآن. وماذا عن المشهد السياسى فى لبنان والوطن العربى؟ أعيش فى فرنسا، ولكننى متعلق بلبنان، لأنهم أهلى وعروبتى وأنا آسف على وضع العالم العربى جدا، فالوضع مذرٍ وأعتقد أنه فى أسوأ مرحلة، فعندما أعود إلى فرنسا أحزن وأنا متشائم للعالم العربى جدا، وربما هذا مفيد، لأن الأمل يبعث عندما نصل إلى قاع الظلام والوطن العربى فى نفق مظلم.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;