فى مؤتمر هيئات الإفتاء بالعالم.. الإمام الأكبر: الهجوم على الأزهر يتزامن مع مطالب بإباحة الشذوذ ومساواة المرأة والرجل فى الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم.. وأمين رابطة العالم الإسلامى: ضبط الفتوى يحت

مفتى الجمهورية: نسعى لسحب البساط من الجماعات المتطرفة.. والفتاوى المضللة المنحرفة سبب انتشار الإرهاب فى العالم وزير الأوقاف: اقتحام غير المتخصصين مجال الفتوى يفتح على العالم أبواب الفتن تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبمشاركة 63 دولة، عقد مؤتمر دور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت عنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والمستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل. حضر المؤتمر أعضاء هيئة كبار العلماء وممثلين من الكنائس المصرية، بالإضافة إلى الوفود المشاركة، وانطلقت فعَاليَات المؤتمر بعرض فيلم قصير عن أنشطة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. قال الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى، إن ضبط الفتوى يحتاج إلى قانون، لما لها من أثر كبير على سلم المجتمعات، مشددًا على أن خطاب الإفتاء، خطاب توعوى يجب أن يبتعد عن العجلة، فالفتوى تختلف من أفراد لمؤسسات ودول. وأضاف العيسى، أنه يتوجب محاسبة كل مخالف للفتاوى التى اتفق عليها أئمة الدين وكل من جعل العلم غرضا لهواه، فشرع الله لا يستفرغ على الهواء مباشرة بل يجب فحصه ودارسته دراسة متعمقة. من جهته قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،:" إن دور الإفتاء هى الجهات الوحيدة التى يعرفها الناس، ويطرقون أبوابها كلما حزبهم أمر البحث عن حكم الله تعالى فيما يطرأ لهم من شئون الدنيا والدِّين، وفيما يرغبون أن تستقيم على هديه حياتهم: إبراءً للذمَّة وطمعًا فيما عند الله.. وكان اختيار المفتى هو بمثابة اختيار لمن يبلغ عن الله تعالى". وأكد الإمام الأكبر:" أهل العلم الصحيح وأهلُ الفتوى فى أيامنا هذه قد ابتلوا بنوعٍ من الضغوط والمضايقات ، وأعنى به الهجوم على تراث المسلمين، والتشويشَ عليه من غير مؤهَّلين لمعرفته ولا فهمه، لا علمًا ولا ثقافة، ولا حسن أدب أو احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث ، وأصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذَّة منكرة ينبو عنها السمع والذوق، قبل أن تُبث فى حلقاتٍ نقاشية، تُلصق من خلالها بشريعة الإسلام وأحكام فقه المسلمين عبر حوار ملؤه السفسطة والأغاليط والتشويش والخطأ فى المعرفة". وأوضح شيخ الأزهر، أنه أصبح من المعتاد إدانة الأزهر وإدانة مناهجه عقب أية حادثة من حوادث الإرهاب، فى سعى بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده فى قلوب المسلمين، وحتى صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد أن رصدناه بدقة، ووجدنا أنه يحدث فى إحدى حالتين: الأولى بعد وقوع حوادث الإرهاب، والثانية كلما أحرز الأزهر نجاحًا فى تحقيق رسالته فى الدَّاخل أو فى الخارج، والخطة فى هذه الحالة إما الصمت المطبق وإخفاء الحسنات، وإما البحث والتفتيش عن الهنات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها. وبين الطيب، أن الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر تزامن أيضًا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان، وفى جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشـرق الذى عرف برجولته، وباشمئزازه الفطرى من هذه الانحرافات والأمراض الخلقية الفتاكة، كما تزامن ذلك مع إزاحة البرقع عن وجه التغريب، ودعوات وجوب مساواة المرأة والرجل فى الميراث، وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أى تمييز للرجل عن المرأة، يراد للعرب والمسلمين الآن أن يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه. واقترح الإمام الأكبر على المؤتمر الجامع لأئمة الفتوى فى عالمنا العربى والإسلامى إنشاء أقسام علمية متخصصة فى كليات الشـريعة أو كليات العلوم الإسلامية باسم «قسم الفتوى وعلومها» يبدأ من السنة الأولى، وتصمَّمُ له مناهجُ ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط، بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة فى علوم الآلة، والعلوم النقلية والعقلية، مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقًا على مسائل الفقه، والعناية –عناية قصوى- بدراسة مقاصد الشـريعة وبخاصة فى أبعادها المعاصرة. فيما قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، فى كلمته:" إذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغى على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، وجهادنا فى ميدان المعركة لا ينفك لحظة عن جهادنا فى ميدان الفقه والفكر". وأضاف أنه ينبغى على أهل العلم - وأخص منهم المعنيين بشأن الفتوى والاجتهاد ومتابعة المستجدات- أن تتوحد كلمتهم فى شأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المضللة المهددة لاستقرار وأمن المجتمعات. وأكد المفتى أن تصدر غير العلماء وغير المؤهلين للفتوى أحدث اضطرابا كبيرا نتج عنه خلل واضح فى منظومة الأمن والأمان، وأصبح السلم العالمى مهددا نتيجة التهور والاندفاع والتشدد الذى اتخذه البعض مطية لتحقيق أغراض سياسية بعيدة تماما عن تحقيق مقاصد الشريعة السمحة الغراء. وأكد علام، أن من أهداف المؤتمر سحب البساط من تحت الجماعات المتطرفة التى تستغل الفتوى، كما نقوم برصد الفتاوى الشاذة وتعقبها، ونأمل أن يعود هذا المؤتمر بالخير على الأمة كلها، موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لرعايته المؤتمر والدعم الذى يقدمه لدار الإفتاء. وأكد أن مصر الأزهر كعبة العلم وهى بلد الخير والسلام، وأن الظرف العصيب الذى تمر به مصر والعالم نتيجة إصدار الفتاوى المضللة المنحرفة مما كان له تهديد الأمن والسلم، وإذا كان العالم ينتفض لمحاربة الإرهاب فانه ينبغى على أهل العلم أن يصدوا الأفكار المتطرفة ونشر تعاليم ديننا السمحة، فهو جهاد فى مجال الفكر. وأضاف أنه ينبغى على أهل العلم أن تتوحد كلمتهم فى شأن مكافحة الإرهاب ومحاصرة الفتاوى الشاذة المضللة، وهذا المؤتمر يعد فرصة لتحقيق هذا الغرض، فلا تتوقف أهمية المؤتمر عند حد قضية الإرهاب والتطرف بل تتطرق إلى الفتاوى المضللة التى تؤدى إلى بلبلة فى مجتمعاتنا. فيما قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا شك أن أمر الفتوى جلل وانضباطها يسهم بقوة فى أمن الأوطان والأمم واقتحام غير المتخصصين لمجال الفتوى قد فتح على العالم كله أبواب من الفتن والقلائل، فالإرهاب لا دين له ولا وطن له ويشكل خطرا دائما على المجتمعات ويحتاج جهود العلماء لمواجهة الأفكار الشاذة والمنحرفة التى تدمر المجتمعات. وأضاف وزير الأوقاف، أن الإقدام على التجديد أمر ليس باليسير يحتاج إلى عزيمة لا تخشى لومة لائم وأنتم علماء الدين معقل الأمل.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;