"جمعهم الكيف وفرقهم المال".. الشياطين الثلاثة اختطفوا مهندسا وطلبوا 20 ألف جنيه لإطلاق سراحه.. المتهمون عذبوه 8 ساعات لرفض أسرته السداد.. وباعوا هاتفه وسرقوا سيارته.. الضحية غافلهم وقفز من "الرابع"

فى ليلة هادئة من ليالى نوفمبر الجارى فوجئ أهالى منطقة بولاق الدكرور بسقوط شاب من شرفة أحد المنازل بالطابق الرابع، هرولوا على الفور إلى موقع سقوط الشاب وتجمعوا حوله، وبفحصه تبين لهم أنه فارق الحياة، وفى تلك اللحظات فوجئوا بشاب من قاطنى الشقة السكنية التى سقط منها الضحية، يسرع نحوهم بخطوات مرتبكة وأخبرهم أنه ليس له علاقة به، نافياً أن يكون قد سقط من منزله؛ إلا أنه ذلك لم يثنيهم عن الشك فى وجود شبهة جنائية حول الحادث، فاجروا اتصالاً هاتفياً برجال المباحث الذين حضروا على الفور إلى موقع الجريمة، ونقلوا الشاب إلى المستشفى، واقتادوا الآخر إلى قسم الشرطة لمناقشته فيما حدث. اعترفات أحد المتهمين والتحريات تفك لغز القضية بدأت خيوط تلك القصة الدرامية تتفكك شيئاً فشيئاً، من خلال اعترافات الشاب المضبوط وتحريات المباحث، وأقوال أسرة الشاب الضحية، وتبين أن القصة ورائها الـ"مخدرات"، حيث تبين أن المجنى عليه "يحى.ا" 30 عاماً ويعمل مهندس مدنى، وأنه اعتاد تعاطى المواد المخدرة منذ فترة، وقبل الواقعة بما يقرب من 3 أشهر، تعرف على ثلاثة عاطلين معروفين بمنطقة بولاق بتجارة وتعاطى المواد المخدرة وهم كلاً من "م.ا" 23 سنة و"ب.ا" 28 سنة و"ع.س" 26 سنة، والذين ساعدوه فى توفير ما يحتاجه من "مخدرات". توطدت علاقة المهندس "يحى" بالشياطين الثلاثة، وبدأت تنشأ بينهم صداقة مربطها "الهيروين"، تقابلوا عدة مرات فى شقة "م.ا" بمنطقة بولاق الدكرور، من أجل التعاطى، ولكن تلك العلاقة لم تكن لها أن تستمر على تلك الوتيرة، بعد جلسة تعاطى أعدها المتهمين بصحبة المهندس "يحى"، فكروا فى كيفية ابتزازه مالياً من أجل انعاش حالتهم المادية، خاصة بعدما علموا بأنه ميسور الحال، وعمل قبل ذلك فى المملكة العربية السعودية، فقرروا مساومته، أجروا اتصالاً هاتفياً به وأخبروه أنهم تعرضوا لمشاكل بسبب أخر شحنة مخدرة اشتراها منهم، وأنهم خسروا نتيجتها مبلغ مالى ضخم قدره 10 آلاف جنيه وطالبوه بسدادهم. المتهمون ابتزوا الضحية للنصب عليه فى 10 آلاف جنيه لم يكن من السهل أن ينخدع المهندس فى تلك الحيلة التى أعدها المتهمين، ولم يكن من الممكن أن يعطى لهم ذلك المبلغ الذى طلبوه ببساطة، فحاول المتهمون استدراجه إلى منزلهم ببولاق من أجل مساومته، وبالفعل اتصلوا به مرة أخرى وأخبروه أنهم يريدون التحدث معه لحل أمر شحنة المخدرات التى اشتراها منهم، والتوصل لحل وسط يرضى جميع الأطراف؛ ولإغرائه أعدوا له جلسة تعاطى، وصل "يحى" فى الموعد المحدد، ولم يكن مخوناً أى من المتهمين، وجدهم أعدوا له جلسة لتعاطى الحشيش والهيروين، وهذا طمأنه أنه لا نية لديهم للغدر. انتهت جلسة التعاطى وبدأ المتهمين فى تنفيذ ما خططوا إليه، فقبل أن يهم المهندس "يحى" بالمغادرة من المنزل، منعوه من الخروج، وأجبروه على المكوث معهم بعد أن قيدوا يديه وقدميه، وأخبروه أنه لن يتم الإفراج عنه حتى تسدد أسرته مبلغا ماليا قدره 20 آلف جنيه، وأجروا اتصالاً هاتفياً بأسرته، طلبوا فيه المبلغ سالف الذكر، إلا أن الأسرة امتنعت عن السداد، لسابق علمهم بسوء سلوك ابنهم "يحى" واعتياده تعاطى المواد المخدرة، وخوفاً من أن تكون تلك مكيدة منه للحصول على المال لشراء المخدرات. المتهم قفز من الطابق الرابع هرباً من المتهمين فتوفى فى الحال دفع رفض أسرة "يحى" لتسديد مبلغ الفدية المتهمين الثلاثة لصب جم غضبهم عليه، فأوسعوه ضرباً وتعذيباً لمدة 8 ساعات متواصلة، تسببت فى إصابته بكدمات وسحجات فى مختلف أنحاء جسده، وسرقوا هاتفه المحمول ومفتاح سيارته، وأخذهم أحد المتهمين وباع الهاتف، واقتاد السيارة إلى مكان مجهول، وقرروا بعد ذلك المحاولة مرة أخرى مع أسرته من أجل حثهم على دفع مبالغ الفدية، الذين خفضوه إلى 10 آلاف جنيه، فاجروا اتصالاً هاتفيا بهم مرة أخرى إلا أن عرضهم قوبل بالرفض. بعد يوم شاق خاضه المتهمون فى تعذيب ضحيتهم، خلدوا إلى النوم وبحيلة ما استطاع "يحى" فك قيوده، وحاول فتح باب الشقة إلا أنه عجز عن ذلك، فقفز من الطابق الرابع وسقط على الأرض جثة هامدة، وكان ذلك بمثابة الصدمة بالنسبة للمتهمين الثلاثة، الذين فر أثنين منهم هاربين مستقلين سيارة المجنى عليه، وهرول الآخر إلى الأهالى الذين تجمعوا نحو جثة الضحية وحاول إقناعهم أنه لم يسقط من منزله، وانتهى به الأمر فى قبضة الأجهزة الأمنية. مناظرة النيابة: الضحية أصيب بكسر فى الجمجمة والساق اليسرى كشفت مناظرة نيابة بولاق الدكرور برئاسة المستشار هشام رفعت الشريف عن إصابة المجنى عليه بكسر فى الجمجمة وكسر كامل بالساق اليسرى أدى إلى انفصالها عن منطقة الحوض، نتيجة السقوط من مكان مرتفع، بالإضافة إلى جروح وكدمات فى مناطق متفرقة بالجسد والوجه نتيجة تعرضه للتعذيب بالضرب والتعدى عليه بالعصى الخشبية، فأمرت بتشريح جثمانه، وطلبت تقريرا طبيا وافيا عن أسباب الوفاة، واستدعى كريم محمد السيد وكيل أو النائب العام أسرة المجنى عليه لسماع أقوالهم، بعدم أمر بحبس اثنين من المتهمين 4 أيام، وأمر بسرعة ضبط وإحضار متهم آخر هارب، وإجراء عملية تتبع لهاتف الضحية للتوصل لمكان بيعه.








الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;