"الخوذ البيضاء" وقود حرب دعائية بين موسكو والغرب.. وسائل إعلام روسية تتهم "الدفاع المدنى السورى" بتورطها بالإرهاب وارتباطها بداعش والقاعدة.. وجارديان ترد: تشويهها هدفه تقليل مصداقية فيديوهاتها عن انته

حرب دعائية جديدة بين موسكو والغرب بدأت تظهر ملامحها، ولكن هذه المرة لا تتعلق بتدخل روسيا فى انتخابات دولة غربية، وإنما باختلاف وجهات نظر كل منها تجاه منظمة "الدفاع السورى المدنى"، ففى حين تراها موسكو كمنظمة إرهابية تربطها صلة بتنظيمى القاعدة وداعش، يراها الغرب أداة لتوثيق انتهاكات الجانب الروسى الذى قلب موازين الصراع فى سوريا لصالح النظام السورى، وذلك منذ اشتراكه فى العملية العسكرية فى 2015، لتكتسب موسكو بذلك زخمًا فى المنطقة يفوق ذلك التى تتمتع به غريمتها واشنطن. وزعمت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن عمال الإنقاذ المتطوعين السوريين المعروفين باسم أصحاب "الخوذ البيضاء" أصبحوا هدفًا لحملة تضليل غير عادية تصورهم على أنهم منظمة إرهابية مرتبطة بتنظيمى القاعدة وداعش. وكشفت صحيفة "الجارديان" فى تحقيق خاص لها عن كيفية نشر هذا السرد المضاد عبر الإنترنت من قبل شبكة من النشطاء المناهضين للإمبريالية والمؤمنين بنظريات المؤامرة والمتصيدين بدعم من الحكومة الروسية التى تقدم الدعم العسكرى للنظام السورى. وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة "الخوذ البيضاء"، المعروفة رسميًا باسم الدفاع المدنى السورى، هى منظمة إنسانية تتألف من 3400 متطوع، بينهم معلمون سابقون ومهندسون وخياطون ورجال إطفاء، ويسارعون إلى إنقاذ الناس وسحبهم من الأنقاض عندما تسقط القنابل على المدنيين السوريين. وكان لهم الفضل فى إنقاذ آلاف المدنيين خلال الصراع السورى. كما تعرضوا، من خلال لقطات فيديو مباشرة، لجرائم حرب بما فى ذلك هجوم كيماوى في أبريل الماضى. وعرض عملهم فيلم وثائقى لنيتفليكس حائز على جائزة الأوسكار وحصل على ترشيح لجائزة نوبل للسلام. ورغم هذا الاعتراف الدولى الإيجابى، تضيف الجارديان، هناك رواية مضادة تدفع بها شبكة من الأفراد الذين يكتبون لمواقع إخبارية بديلة لمواجهة "أجندة وسائل الإعلام الرئيسية". وتتفق وجهات نظر هذه الشبكة مع مواقف سوريا وروسيا وتجذب جمهور هائل على الإنترنت، حتى أن بعض هؤلاء الأفراد يظهرون على التليفزيون الحكومى الروسى وغيرهم ممن يستخدمون الإنترنت. وأوضح تحقيق "الجارديان"، أن الطريقة التى استهدفت بها آلة الدعاية الروسية "الخوذ البيضاء" تعد دارسة حالة دقيقة فى الحروب الإعلامية السائدة، لأنها تظهر كيف تنتشر الشائعات، ونظريات المؤامرة ونصف الحقائق على خوارزميات البحث الخاصة بيوتيوب، وجوجل وتويتر. وقال ديفيد باتريكاراكوس، مؤلف كتاب "الحرب فى 140 حرفًا: كيف تعمل وسائل الإعلام الاجتماعية على إعادة تشكيل الصراع فى القرن الحادى والعشرين"، إن "هذا هو قلب الدعاية الروسية. فى الأيام الخوالى كانت تحاول تلك الدعاية تصوير الاتحاد السوفياتى على أنه مجتمع نموذجى. ولكن أصبح الأمر الآن متعلقًا بإضفاء الارتباك على كل قضية من خلال سرد الكثير من الروايات لنفس الموضوع مما يزيد من صعوبة تعرف الناس على الحقيقة عندما يرونها". وقالت الجارديان، إنه بالبحث عن "الخوذ البيضاء" على يوتيوب، تجد أن نتائج البحث كلها تتعلق بنظريات المؤامرة وتورط "الدفاع المدنى السورى" مع داعش تحت عناوين مثل "الوجه الحقيقى للخوذ البيضاء"، "هذا الفيديو يثبت أن الخوذ البيضاء تعمل مع داعش"، و"أجندة الخوذ البيضاء الحقيقية". وبدأت حملة تشويه سمعة الخوذ البيضاء فى الوقت نفسه الذى شنت فيه روسيا عمليتها العسكرية فى سوريا فى سبتمبر 2015، مما دعم جيش الرئيس بشار الأسد بضربات جوية قصفت المناطق التى تسيطر عليها المعارضة. وبدأت وسائل الإعلام الحكومية الروسية على الفور تقريبًا مثل روسيا اليوم وسبوتنك، الإدعاء زورًا - بحسب الجارديان - أن داعش هو الهدف الوحيد من الضربات، وشككت فى التفجيرات التى استهدفت البنية التحتية ومواقع المدنيين. وأضافت الصحيفة، أن الآلة الدعائية نفسها حشدت للناشطين المناهضين للولايات المتحدة والمدونين والباحثين الذين يعتقدون أن الخوذ البيض إرهابيون، ومنحتهم منصة على التليفزيون الحكومى، وضاعفوا مقالاتهم من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية. ولا يوجد أى دليل يشير إلى أن هؤلاء الناشطين والمدونين ينشرون معلومات خاطئة عن علم، على الرغم من أن تقاريرهم غالبًا ما تكون قليلة المصادر. ويصف سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية فى جامعة برمنجهام، الحملة الشاملة بأنها "دعاية إثارة"، لكنه قال إن بعض المشاركين فيها لا يدركون أنه يتم استخدامهم. لماذا الخوذ البيضاء؟ وأضافت الجارديان، أن استهداف "الخوذ البيضاء" يعود إلى أنهم يلعبون دورين داخل سوريا. الأول هو عملهم الإنقاذ: توفير خدمة الإسعاف، خدمة الإطفاء والبحث والإنقاذ فى مناطق الصراع، حيث تم تدمير البنية التحتية. أما الدور الثانى هو توثيق ما يجرى داخل البلد عن طريق الكاميرات المحمولة فى خوذهم. وقالت كريستيان بينيديكت، مديرة الاستجابة للأزمات التى تتخصص فى سوريا: "هذا الأمر لم يزعج نظام الأسد والسلطات الروسية فحسب، بل الكثير من الدعاة الذين يعملون فى محيطهم". وأضافت، "هذا بالفعل يدمر رواية الحرب التى تسردها كلا من سوريا وروسيا".








الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;