السعودية تشنُّ حربًا على التشدُّد فى المدارس.. خبراء لفايننشال تايمز: إيقاف برنامج "فطن" بعد تعاطف بعض موظفيه مع الإخوان يعكس حرص المملكة على إصلاح التعليم.. ويؤكدون عزم الرياض الوفاء بتعهدات ولى العه

ألقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على مساعى المملكة العربية السعودية إلى تطبيق رؤية ولى العهد محمد بن سلمان بتحويل البلاد إلى مجتمع أكثر تسامحا، وذلك من خلال تحديث المناهج الدراسية لمحاربة التشدد فى المدارس. وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى سعت الحكومة السعودية إلى تكثيف جهودها لمكافحة التطرف، من خلال تنظيم مسابقة لتلاميذ المدارس لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر "عمل المملكة في خدمة الإسلام" أو معركة قوات الأمن ضد المسلحين الإسلاميين، اضطرت السلطات إلى تعليق المبادرة بعد مزاعم أن المشروع نفسه يسيطر عليه متشددون، وإلى الآن يبقى مستقبل هذه المسابقة غير واضح. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم فصل أول رئيس للبرنامج فى أكتوبر الماضى بعدما أفادت وسائل الإعلام أن موظفيه أعربوا عن تعاطفهم مع جماعة الإخوان المصنفة تنظيما إرهابيا من قبل المملكة، فى الوقت الذى تم فيه فصل من خلفه (هدى على الحمود) على المنصب، بعد 72 ساعة فقط من تعيينها للسبب نفسه. واعتبرت "فايننشال تايمز" أن تجربة الحكومة مع البرنامج الوطنى الوقائى للطلاب والطالبات والذى يحمل اسم "فطن"، يعكس التحديات التي تواجهها لإصلاح نظام التعليم المحافظ، مشيرة إلى أن نجاحها سيكون محوريا لقدرة الرياض على الوفاء بتعهد الأمير محمد بن سلمان بتحويل الدولة كما يريد. وقد انُتقد أكثر من مرة نظام التعليم فى السعودية بزعم تبنيه منهجا يروج للكراهية لغير المسلمين ويخلق أرضية خصبة للتطرف. ويصر المسئولون الحكوميون على بذلهم جهودا كبيرة لتحديث التعليم وتنقيح الكتب المدرسية لضمان عدم وجود أى مواد تحث على التعصب. غير أن التقارير الأخيرة الصادرة عن هيئات التفكير وجماعات حقوق الإنسان تشير إلى أن مواد التدريس لا تزال تتضمن عناصر إشكالية. وأعلن أحمد العيسى، وزير التعليم السعودى العام الماضى أن الحكومة تعتزم وقف طباعة الكتب المدرسية بحلول عام 2020 كجزء من جهودها الرامية إلى إصلاح النظام. وبدلا من ذلك، سوف تكون المدارس مجهزة بأجهزة لوحية تفاعلية ومناهج رقمية يمكن تحديثها. وأوضحت الصحيفة أن هذا معناه أن تلك المناهج متاحة للتدقيق، ويمكن تغيير أى مادة تعتبر مسيئة بسهولة. لكن الخبراء يرون أن ضمان إتباع المدرسين للمناهج الدراسية وعدم إضفاء معتقداتهم الشخصية التى ربما تكون أكثر أصولية سيكون حاسما لنجاح هذه الخطة. وقالت الوزارة إنها اتخذت اجراءات تأديبية ضد بعض المعلمين الذين أعربوا عن آرائهم المتطرفة فى الفصول الدراسية. وتقول فوزية البكر، أستاذة التربية فى جامعة الملك سعود، إن هناك تقدم بالفعل تم إحرازه لإصلاح النظام، وخاصة فى المدن الكبيرة. غير أن المخاوف لا تزال قائمة حول ما إذا كانت المدن الصغيرة والمناطق الريفية تتلقى نفس المستوى من الاهتمام فى بلد يمثل فيه الشباب دون سن الثلاثين 70 % من تعداد السكان. وأضافت البكر أن "المجتمع يتغير في العديد من الجوانب، خاصة في المدن الكبرى. وكانت المشكلة تتعلق بسياسات الحكومة لأنها رجعية. ولكنها بدأت الآن المضي قدما بطرق عديدة". ومع ذلك، فإنها تشعر بالقلق إزاء الأنشطة خارج المنهج أو تلك التى تمارس بعد المدرسة، والتي كانت تنظمها وتنفذها عادة مجموعات "التوجيه الديني" التى يقودها المعلمون. وأوضحت الصحيفة أن برنامج "فطن" سيتم وضعه الآن تحت مسئولية "مركز الوعى الفكرى" الذى أعلنته وزارة التعليم الشهر الماضى. وقال سعد المشوح، المشرف الجديد على البرنامج لوكالة الأنباء الرسمية إن وزارة التعليم ستعيد النظر فى خططها قبل إعادة إطلاق المبادرة فى فصل الربيع. واعتبرت البروفيسور فوزية البكر إن سرعة تعليق البرنامج لارتباط رئيسه بالإخوان مؤشرا على التقدم. وأوضح مستشار وزير التعليم المشرف العام على برنامج "فطن" الدكتور سعد المشوح فى تصريحات سابقة أنه مراجعة أداء البرنامج كشفت عن عدد من الأمور التى استوجبت تعليق البرنامج إلى حين إعادة هيكلته حالياً، ثم إعادته خلال الفصل الدراسى الثانى من هذا العام.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;