تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر "حكاية وطن" على أن مسئولية الأمن مشتركة بين الموطنين والدولة، وحثه للمواطنين على توخي الحذر ممن يقطنون بالشقق السكنية بجوارهم، لم يأت من فراغ في ظل اتخاذ البعض الشقق المفروشة مكان للتخطيط لتنفيذ الجرائم.
الشقق المفروشة باتت قنبلة موقوتة بمعنى الكلمة، حيث دأبت الجماعات الارهابية مؤخراً على الزحف لها لاتخاذها مصانع ومعامل لتصنيع المواد المتفجرة تارة، ولعقد اللقاءات التنظيمية بها تارة أخرى، حيث هبت العمليات الإرهابية الضخمة التي شهدتها البلاد مؤخراً من شقق مفروشة.
وخرج الانتحاري "محمود شفيق" من داخل احدى الشقق المفروشة في القاهرة متجهاً نحو الكنيسة البطرسية بحزامه الناسف ليقتل ويصيب عشرات الأبرياء، وخرج الكثيرون غيره من الشقق المفروشة لارتكاب أعمال تخريبية.
الإرهابيون يستغلون ثقافة الطمع عند بعض السماسرة وحبهم الجم للمال، ومن ثم يعرضون عليهم استئجار شقق سكنية بعض أيام مقابل حفنة من الأموال شريطة عدم توثيق أية عقود ، ومن ثم يبادر السمسار بتوفير مزيد من الشقق السكنية للعناصر المتطرفة، التي ترتكب من خلالها أعمال تخريبية ثم يتحركون من المكان بحثاً عن منطقة أخرى.
الأجهزة الأمنية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام "الشقق المفروشة" للإرهابين، وإنما تحركت سريعاً، من خلال التأكيد على السماسرة بضرورة إخطار الأمن بالأشخاص الذين يستأجرون الشقق السكنية بعد الحصول على صور من بطاقة الرقم القومي لهم لفحصهم جنائياً من قبل الأمن العام، وسياسياً من قبل جهاز الأمن الوطني، لسد منابع الجريمة من البداية.
وشددت الأجهزة الأمنية على السماسرة بخضوعهم لاجراءات قانونية صارمة حال التستر على أحد وعدم إخطار أجهزة الأمن بهم، وكلفت أجهزة الأمن رؤساء المباحث في كافة المناطق على مستوى الجمهورية بإجراء فحص يومي على الشقق المفروشة للتأكد بأنفسهم من عدم استغلال الإرهابين لها.
التحركات الأمنية الجادة الهادفة لحماية المواطنين من خطورة الإرهابيين الذين يخزنوا المتفجرات وسط الكتل السكنية، ساهمت خلال الأشهر القليلة الماضية في ضبط نحو 50 شقة يستغلها الإرهابيون في أعمالهم التخريبية، وأسقطت العديد من الخلايا الإرهابية في القاهرة والمحافظات، بناءً على معلومات دقيقة من قبل الأجهزة المعلوماتية بوزارة الداخلية.
بدوره، أشاد اللواء علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، بتحركات الأجهزة الأمنية لاستهداف الشقق المفروشة، فيما عُرف بـ"الضربات الاستباقية" التي زلزلت كيان العناصر المتطرفة.
وأوضح الخبير الأمني، لـ" انفراد"، أن إجهاض الأمن لمحاولات المتطرفين السيطرة على هذه الشقق، ساهم بشكل كبير في حماية المواطنين من كوارث حقيقية، بسبب جنوح الإهابيين لتخزين المتفجرات داخل هذه الشقق، الأمر الذي قد يتسبب في كوارث ضخمة، حيث لا يبالي هؤلاء الإرهابيون بالأبرياء فلا يشغلهم سوى القتل والتدمير وسفك مزيد من الدماء.
وشدد الخبير الأمني، على المواطنين بضرورة مساعدة الأمن في مهمتهم عن طريق الإبلاغ عن أية عناصر غريبة تقطن العقارات، وسرعة التواصل مع أجهزة الأمن التي تتكتم على سرية البلاغات ولا تفحص عن هوية المبلغ، لافتاً إلى أن الوعي الشعبي والتلاحم مع أجهزة الأمن من شأنه القضاء على استغلال الإرهابيين للشقق المفروشة لارتكاب أعمالهم التخريبية.