عيل تايه يا ولاد الحلال فى زمن الإنترنت.. صفحة للأطفال المفقودة على فيس بوك تنجح فى إعادة 790 طفلا لأهله.. مؤسس الصفحة: أعدنا أشخاص اختفوا لعشرات السنوات لذويهم.. ولدينا 200 محامى متطوع يساعدوننا بقضا

منذ نحو عامين و8 أشهر تقريبا لاحظ رامى الجبالى، الذى يعمل مهندسا، نشر بعض الصفحات صورا لأطفال وإعلان أنهم مفقودين وأن أهلهم يودون المساعدة فى البحث عنهم، مثل غيره ظن رامى أن انتشار مثل هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعى كان كفيلا بعودة هؤلاء الغائبين إلى ذويهم، لكن شيئا ما دفعه للتواصل مع أهالى هؤلاء الأطفال عبر أرقام الهواتف التى نشروها ليجد مفاجأة بانتظاره، أن أغلب هؤلاء الأطفال لم يعودوا لذويهم. ساعتها دشن رامى الجبالى صفحة على الإنترنت سماها "أطفال مفقودة"، كان الغرض منها الاستماع إلى واقعة فقدان الأطفال، ومحاولة استخلاص كيف وقعت حادث اختفاء الطفل حتى يضع ما يشبه دليلا إرشاديا للأهالى كى لا يمروا بتلك التجربة المأساوية، لم يكن رامى يعلم وهو يدشن تلك الصفحة أن عدد متابعيها سيزيد بعد مرور عامين ليصل إلى ما يزيد عن مليون متابع، وأنه سينجح ومن انضموا له فى إعادة 790 طفلا مفقودا إلى أهله.

"انفراد" تواصلت مع رامى الجبالى مؤسس صفحة "أطفال مفقودة" والذى قص حكاية تلك الصفحة، قائلا أنه فى البداية لم يكن يتوقع أن يكون لدينا فى مصر عدد كبير من الأطفال "المفقودة" لكن بالتفكير فى الأمر فنحن لسنا مجتمعا صغيرا، نحن 100 مليون مواطن، ومصر ليست القاهرة وحدها بل هى محافظات عدة، والأكثر من هذا أننى منذ تأسيسى لهذه الصفحة اكتشفت أن أبناء المناطق والمحافظات الأكثر فقرا هم الأكثر معاناة فى مسألة الأطفال المفقودة. رغم أن رامى أنشأ الصفحة فى البداية بأغراض "توعوية" إلا أن مواطنين لجأوا إليه ليتحول الأمر إلى النشاط الأساسى للصفحة، أن تنشر صور الأطفال المفقودة للبحث عنهم، وبمرور الوقت انضم له آخرون فى إدارة الصفحة وصل عددهم اليوم إلى 6 أفراد، ومع زيادة الإقبال على الصفحة بدأ القائمون عليها بحسب رامى وضع قواعد واضحة وصارمة للتأكد من عدم نشر قصص مزيفة، مثل مشكلات بين الأب والأم، أو ادعاءات بالاختطاف وهمية، أو حتى مزاح بين الأصدقاء، وهذا ما جعلهم أكثر دقة وأكثر مصداقية؛ بحسب تصريحات رامى الجبالى.

يقول "مؤسس صفحة أطفال مفقودة" لـ"انفراد": "أصبح لدينا عدد يقترب من 200 محامى متطوع يعملون على مختلف القضايا المعنية بالأطفال، ولم يعد نشاطنا مقصورا فقط على نشر صور الأطفال المفقودة، بل وصل الأمر إلى العمل على محاولة تحسين ظروف دور الرعاية، وقمنا بحملة على الدور المخالفة ونجحنا فى إغلاق عدد منها وكذلك فى تغيير مجالس إدارة عدد منها، كما قمنا بنشر قصص لبعض الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية للعلاج فى الخارج.

يرى رامى الجبالى إنه حتى لا نرى فى مصر المزيد من "الأطفال المفقودة" فإننا بحاجة إلى قاعدة بيانات واضحة للأطفال المفقودين فى مصر، قائلا إنه لا يوجد جهة فى مصر يمكن للأهل الذين فقدوا أبناؤهم منذ فترة أن يجدوا فيها صورا للأطفال الذين عثر عليهم أو أماكن تواجدهم، قائلا إنه يمكن أن نجد طفلا مفقودا وحرر أهله محضرا بتغيبه فى دائرة أحد الأقسام، فيما عثر أشخاص آخرون على الطفل وحرروا محضرا فى قسم آخر، لكن فى النهاية لا يوجد أي وسيلة مركزية تجمع البيانات فى مكان واحد، وهو ما يراه رامى سببا لأن نرى أطفال تقيم فى دور الرعاية لأكثر من 10 سنوات دون العثور على ذويهم، قائلا إنه حتى دور الرعاية نفسها تمنع تصوير الأطفال لنشر صورهم ومحاولة العثور على أهلهم، فبالتالى نحن نحتاج إلى تنسيق بين الجهات العدة، نحتاج قاعدة بيانات أكثر، فنحن بلد به 100 مليون شخص وأن يضيع طفل فى وسط هذا العدد السكانى الضخم أمر سهل. فى نهاية حوارنا معه سألنا رامى الجبالى ما هى أكثر القصص المؤثرة التى صادفها فى الصفحة خلال عامين و8 أشهر، فقال إنه رغم كون القائمين على الصفحة استطاعوا أعادة أشخاص اختفوا عن ذويهم لعشرات السنين، لكن القصة التى لن ينسوها أبدا كانت لطفل صاحب إعاقة ذهنية تاه عن اسرته والتى فى النهاية لجأت إلى الصفحة لنشر صورته، وحين تواصل شخص أخيرا مع الصفحة مبلغا عن مكان تواجد الطفل الذى اصبح يقيم فى الشارع فى مدينة نصر، وبالفعل توجهت والدته إلى المكان الذى يتواجد به الطفل، لكنها فوجئت به وقد توفى.










الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;