فيديو وصور.. من ينقذ أكبر قرية منتجة ومصدرة للكتان؟ وعود وهمية من محافظ الغربية لأصحاب 30 مصنعا بشبرا ميلس تدمر عمود الاقتصاد المصرى منذ آلاف السنين.. والمصنعون يناشدون رئيس الوزراء بالتدخل لتوفير الم

كارثة حقيقة تواجه أكثر من 30 مصنعا لصناعة الكتان بمشتقاته فى قرية شبرا ميلس بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، تتمثل فى عدم منحهم التراخيص وتجاهل المسئولين لاستغاثاتهم، وعلى رأس هؤلاء المسئولين اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، الذى منحهم عشرات الوعود دون تنفيذ على أرض الواقع، مما دفع العشرات منهم للاستغاثة بالمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، للتدخل لحل أزمتهم وإنقاذ تلك الصناعة التى تساهم بشكل فعال فى بناء الاقتصاد المصرى. فرغم الوعود التى أطلقها محافظ الغربية لخدمة صناعة الكتان بقرية "شبرا ملس" بمدينة زفتى، لحل أزمة مصانعالكتان، وتأكيده المحافظ على إعداد مذكرة متكاملة بالأزمة فى 30 مصنعا يحتاج للتراخيص الرسمية بدلاً من العمل بالجهود الذاتية، وذلك لخدمة مصر فى تصنيعه بدلاً من بيعه خام وشرائه بأسعار أعلى من الخارج بعد تصنيعه فى الصين وباقى الدول التى تستورده خام من القرية، إلا أن ذلك لم يخرج للنور، ولم يتم حل أزمة أكثر من 20 ألف أسرة تعيش على إنتاج وعمل تلك المصانع. ولم تنته الأزمة وتصل لطريق الحل بإصدار تراخيص ودعم من الدولة لأصحاب مصانع الكتان الـ30 فى قرية شبرا ملس بمدينة زفتى، وذلك رغم زيارةالعميد محمد شوقى بدر، رئيس مدينة زفتى، فى بداية شهر يناير الماضى، وعقد لقاءات مع أصحاب مصانع وعمالالكتانلبحث مشاكلهم. وفى هذا الصدد أطلق أهالى وأصحاب مصانع الكتان بقرية شبراملس صرخة مناشدة إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، للضغط على المسئولين وإنهاء تلك الأزمة وتوفير التراخيص والدعم اللازم لهم خلال الفترة المقبلة، وذلك لخدمة إنتاج الكتان بمصر وتوفير مليارات الجنيهات سنويا على الدولة من استيراد الكتان مصنع بعد تصديره خام للخارج. ويقول الحاجممدوح عبدالخالق سرحان أحد أصحاب مصانعالكتانبقرية شبراملس، أن 80٪ من محصولالكتانفى مصر تنتجه قرية شبراملس وتبلغ مساحة زراعةالكتانفى القرية 70 ألف فدان ينتج الفدان 5.5 طن، ويصل سعرالكتان إلى 15 ألف جنيه، بخلاف قيمة منتجات بذوره، التى تصل إلى 600 كيلو جرام، مؤكداً أن مصانع القرية مهدده بالغلق من قبل مجلس مدينة زفتى والوحدة المحلية بالقرية. أحمد ضيف صقر محافظ الغربية ويضيف ممدوح سرحان لـ"انفراد"، أنهم يحتاجون التراخيص لزيادة كميات الكتان حيث أنهم يقومون بالعمل باعتمادات ذاتية، والدولة لا تهتم بهم نهائياً منذ أكثر من 150 سنة مضت، وفى كل عام يتعرضون للحوادث والحرائق التى تعرضهم لخسائر كبيرة. أما جمال السيسي، أحد مصدرى مشتقاتالكتان بالغربية، أن الكتانله فوائد كثيرة وهامة للجميع، فبذرة الكتان تستعمل فى إنقاص الوزن (الريجيم) وأيضاً علاج للشعر، أما عودالكتانفيستخدم فى صناعات كثيرة مثل الملابس والدهانات والخشب الحبيبى وأدوات السباكة، مؤكدا أن قيمة تصدير طن الألياف المعروفة بشعرالكتانالخام تبلغ 20 ألف جنيه، ويتم استيراده مرة أخرى بعد غزله بـ 60 ألف دولار. وأضاف جمال السيسي لـ"انفراد"، أن 40٪ من زيت بذرالكتانبه نسبة عالية من أوميجا 3 و22٪ بروتينات و4٪ معادن، و10 جرامات يتم تناولها من بذور الكتانقد تساعد المرأة على الحمل والإنجاب، حيث أنه للكتانالمصرى استخدامات لا حصر لها منذ زراعته على يد الفراعنة قبل آلاف السنين واستعان القدماء المصريون بمنتجاتالكتانفى الكثير من الاستخدامات التى لم تقتصر على الملابس فقط، وإنما استخدموه أيضا فى صناعة حبال منالكتانلرفع الصخور التى أقاموا بها مبانيهم، والأشرطة التى تلف حول مومياوات الفراعنة المصنوعة منالكتانلحفظ المومياوات بعد إتمام عملية التحنيط التى اشتهر بها المصريون فى ذلك الوقت. وأوضح إبن قرية شبرامليس، أن نباتالكتانيعد من أقدم النباتات المستخدمة فى الصناعة، حيث يتم استخراج الزيت والألياف منه، ويُستخدم ساق نباتالكتانفى الحصول على الألياف التى تكون على شكل حزم، ومن المعروف أن اللون الطبيعى للكتانيكون مائلًا للصفرة وأحيانًا مائلًا للرمادى أو الأخضر، وتدخل ألياف الكتان فى صناعة الأنسجة والأغطية وأقمشة الخيام، والأكياس القماشية وصناعة الملابس والحقائب، أما بذور"الكتان" فيستخرج منها زيتالكتانوالمعروف باسم الزيت الحار كما هو معروف فى بعض دول شمال إفريقيا، فهو زيت يستخدم فى الطعام ويستخدم فى الطبخ والصيدلة والطب، لكونه غذاء صحيا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات. ويؤكد عصام عبد الله، صاحب مصنعكتانمن قرية شبراملس، أن القرية بها حوالى 30 مصنعاللكتانيعمل فيها أكثر من 20 ألف عامل بمختلف دوراتالكتانمن الزرع والقلع والتحميل والتصنيع، موضحا أن كل عامل لديه أسرة ينفق عليها جراء العمل فى الكتان، قائلاً: "توجهنا للمحافظ أكثر من مرة ولكافة المسئولين بالغربية ولم نجد حتى الآن من يساعدنا على تراخيص المصانع وينقذ كل هذه الأسر من خراب بيوتهم وتشريد أسرهم". ويضيف عصام عبد الله لـ"انفراد"، أن مشتقات الكتانقرية شبراملس تفيد الدولة سنويا بحوالى مليار و300 مليون جنيه، وتدر عائدا كبيرا من النقد الأجنبى نظير التصنيع والتصدير منذ عشرات السنين، ومازال التصنيع والتصدير قائماً حتى الآن، مناشداً الجميع بالوقوف فى صف أصحاب المصانع بضرورة إصدار قرارات بتراخيص مصانعهم لكى ينعموا بحياة هادئة دون الخوف من الغلق والتهديدات المتكررة من مجلس مدينة زفتى والوحدة المحلية للقرية. وكان اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، قد قرر فى مطلع يناير الماضى بعد شكاوى وتضرر أكثر من 20 ألف عامل فى حوالى 30 مصنعا لإنتاج الكتانبقرية شبرا ملس بمركز زفتى، للسعى فى حل أزمة عدم صدور قرارات لتراخيص تلك المصانع التى تجمع وتجهز مشتقات نباتالكتانفى القرية التى تعد الأكبر على مستوى الجمهورية فى إنتاج وزراعةالكتانوتصديره للخارج، وقرر المحافظ عملمذكرة حول الأزمة ورفعها آلى وزير الزراعة لبحث تراخيص تلك المصانع، وذلك فى قرية شبرا ملس التى تعتبر قلعة صناعةالكتانفى مصر والشرق الأوسط أزمات كارثية تهدد تلك الصناعة الهامة لمصر بأكملها، حيث إن الإهمال ووقف التراخيص بات أزمة حقيقية تهدد أسر أكثر من 20 ألف عامل فى تلك المصانع بالتشرد، والجميع ينتظر الخطوة الفاصلة من محافظ الغربية للتدخل وحل تلك الأزمة وإعادة الحياة للقرية والمصانع المهددة بالغلق.