الخبير الإعلامى عمرو قورة فى "ندوة انفراد":تكلفة إنشاء منصة إلكترونية فى مصر مثل "نت فليكس" 500 مليون جنيه.. وهذا رقم قليل مقارنة بخسائر الفضائيات.. لايوجد بمصر ما يقيس نسب المشاهدة والإعلانات بشكل حق

- صناعة الإعلام من المفترض ألا تخسر فى أى مكان وفى مختلف دول العالم لا يخسرون لأن كل شىء محسوب بالورقة والقلم هناك معلنون يوزعون إعلاناتهم حسب آراء أصدقائهم على «فيس بوك» والمنظومة كلها تسير بشكل خاطئ.. وكل مؤسس قناة يسعى إلى تأسيس 493 قناة بجانب قناته الرئيسية لأنه إما يريد السيطرة على السوق أو يريد أن يكون له ضهر وسطوة يعد الخبير الإعلامى عمرو قورة، من الشخصيات متعددة المواهب التى تعى جيدا كل ما يدور داخل السوق الإعلامى بمختلف فروعه، فهو رجل متعدد المهارات، فيستثمر مواهبه بشكل دائم فى السوق الإعلامى والإنتاجى، ويسعى دائما للمشاركة فى تطوير سوق الميديا ومواكبة العصر، لذلك كان من الأوائل بمصر الذين فتحوا باب تواصل مع شبكة نتفلكس العالمية، حيث يتوقع أنها ستحتكر السوق المصرى والعربى خلال السنوات المقبلة، بعدما نجحت على مستوى باقى بلدان العالم فى تلبية مختلف طلبات مشاهديها بدقة شديدة، وتوفير ما يريدونه فى الوقت الذى يرغبون فيه. وعن رؤيته لمستقبل الإعلام والفضائيات فى مصر، وتجربة نتفلكس وإمكانية تطبيقها لدينا، التقت «انفراد» بالخبير الإعلامى ليجيب على العديد من الأسئلة المهمة. - بداية كيف ترى المشهد الحالى فيما يتعلق بالإعلام والفضائيات؟ طيلة الوقت ونحن نسير خلف العالم فيما ينجزه من تقدم، ولكن بسبب التكنولوجيا أصبحنا متأخرين 3 و4 سنين فى تطبيق الإعلام والميديا الرقمية، لأن المشاهد التقليدى للتليفزيون هو الذى تعود على رؤية الفضائيات والتليفزيون بقنواته المختلفة منذ صغره، وليس الجيل الحديث الذى كبر وفى صباه ابتدى التعرف على عالم الإنترنت، وبالتالى الحصيلة البصرية والمعلوماتية عند الشباب مختلفة تمامًا عن ما أراه الآن، وكذلك كل ما هو فوق الـ45 سنة، ولذلك فالإعلام الحالى يخاطب فئة معينة، وهو جيل كبار السن، وأيضا صناع القرار الذين لايتعدون نسبة كبيرة من الناس، ومثلهم «من الناس العاديين» فى نفس المرحلة العمرية، والذين لا يوجد لديهم قدرة أن يكون لديهم إنترنت، فهؤلاء فى رأيى لا يتعدون 20 أو 25 % من الشعب المصرى، وما أعرفه جيدًا أن 69 % من الشعب المصرى، أقل من 35 سنة وهذا معناه أن 69 مليونا أقل من 35 سنة، وهذا يؤكد أن سوق الإنترنت هو الذى يكبر، لأنه هو الذى أصبح لديه قوة شرائية ويشترى اهتمامات الفئة الأكبر من المجتمع، حيث إن الشباب يكثرون والكبار يتقلصون، ومع مرور الوقت سيختفون وسيصبح عالم الإنترنت هو المتصدر، وستقلص تدريجيا دور الفضائيات. - وكيف ترى تجربة نتفلكس؟ وإلى أى مدى تشكل خطورة على الفضائيات؟. تجربة نجحت بسرعة الصاروخ، وفى وقت قصير أصبح لديها 110 ملايين مشترك حول العالم، كل واحد منهم يدفع فى أول كل شهر 10 دولارات، وهذا موحدا فى كل دول العالم، والآن أًصبح القائمين عليه ينتقون مشتركيهم من دول العالم لضمهم إلى الشبكة، ومثلا مشتركيها من دولة إنجلترا، وبما أن فى هذه الدولة سوق درامية كبيرة، قدمت لهم نتفلكس، مسلسل the crowen الذى يحكى عن العائلة المالكة البريطانية، وبالتالى استطاع بعمل واحد أن يجمع كل الشعب الإنجليزى، وضمهم إلى الشبكة، وبذلك بدأوا ينتقوا مشاهديهم، فأصبح الأمر علميا أكثر من أن يكون بمزاج صاحب القناة، وهم الآن لديهم أكبر قاعدة بيانات فى العالم، فيما يتعلق بقياس نسب المشاهدة، وبالتفاصيل الدقيقة أيضا، لكل المنتجات الخاصة التى تعرضها، ويعلمون كل مشترك لديهم ما الذى يحبه، وما هى المادة التى يشاهدها بكثافة. - باشتراك المشاهد المصرى والعربى فى تجربة نتفلكس أو بتطبيقها هنا، ما هى الفائدة التى تعود على السوق الإعلامى فى مصر؟ فائدته هو أننا سنفكر، وهذا التفكير نابع من الذى يحدث فى الإعلام حاليا، من استحواذات على القنوات ووسائل الإعلام، والسبب فى ذلك ليس لأن القنوات أو وسائل الإعلام تربح، وإنما تخسر خسائر كبيرة للغاية كل سنة، ولكننا فى حاجة إلى ما يشبه نتفلكس حتى نؤثر على الملايين الموجودة فى الشعب الآن. - ومن وجهة نظرك، لماذا تخسر صناعة الإعلام، ولماذا يلجأ مؤسس كل قناة إلى تأسيس 3 و4 قنوات بجانب قناته الرئيسية؟ صناعة الإعلام من المفترض ألا تخسر فى أى مكان، وفى مختلف دول العالم لا يخسرون، لأن كل شىء محسوب بالورقة والقلم، ونحن هنا بالفعل لدينا عدد قنوات غير طبيعى، وغير منطقى، وكل هذه القنوات تقدم نفس المحتوى، فما يعرض هنا يعرض على القناة الأخرى، وبصراحة أصحاب هذه القنوات، يؤسسونها حتى يكون لهم، «ضهر ومحدش يضربه على بطنه»، ولايفرق معه تطويرها، فالأهم بالنسبة له أن تظل موجودة، وفى وقت من الأوقات، كانت كل قناة تقدم برنامج توك شو، وتستعين بإعلامى كبير، وتدفع له أموال مبالغ فيها، حتى يجلب لهم الإعلانات، ولكن الآن ومع مرور الوقت قل تأثير الفضائيات والتوك شو على الشعب، وكل قناة تصرف فى الشهر 5 ملايين جنيه من غير شراء محتوى برامجى أو درامى، فهذه الأموال تنفق فقط ما بين إيجار وقمر صناعى وأجور العاملين، وهذا يعنى أنه فى العام الواحد يكون إنفاق أى قناة 60 مليون جنيه، وبالنظر إلى القنوات وعددها 20 مثلا فيكون إجمالى الإتفاق 1 مليار و200 ألف جنيه، أضف عليهم 4 أضعاف محتوى، فتقريبا يكون إجمالى الإنفاق 6 مليارات جنيه، والآن لا يوجد ما يقيس نسب المشاهدة والإعلانات بشكل حقيقى، والحقيقة أن السوق الإعلانى فى القنوات لا يتخطى 2 أو 2.5 مليار دولار لكل السوق والقنوات، ولذلك فالخسائر السنوية تصل إلى 4 مليارات جنيه، ومع زيادة عدد الفضائيات منذ 2012 فالخسائر تزداد. وكل مؤسس قناة يسعى إلى تأسيس 3 و4 قنوات بجانب قناته الرئيسية، لأنه إما يريد السيطرة على السوق، أو يريد أن يكون لديه ضهر وسطوة، أو أنه يدفع كل هذه الأموال، ولاتفرق معه الخسارة، وأنا من وجهة نظرى هناك فضائيات كثيرة كان من المفترض أن يتم إغلاقها لأنها ظلت تشترى مادة درامية وبرامجية دون أن تدفع أثمانها فتكدست مديوناتها حتى أضاعت هذه الفضائيات هذه الأموال على أصحابها. - إذن كيف يكون هناك سوق يحكم العملية الإعلامية حتى لا يكون هناك خسائر بهذا الكم؟ لا يوجد خطوات من الممكن أن نتبعها ونحن نضيع الوقت فى الميديا التقليدية، فأى مجهود نبذله فى القنوات الآن، ما هو إلا تضيع وقت، وللأسف المعلن الذى تعتمد عليه الفضائيات، يعتمد هو على تقرير إبسوس لنسب المشاهدة، ورغم معرفتهم جميعا بأنه مضروب، إلا أن صاحب الإعلان أو الذى يتفق مع الفضائيات على الإعلان يذهب للقناة الفائزة بتقرير إبسوس حتى يرضى مديره فى العمل، ولذلك لابد من وجود عدد قليل من القنوات حتى يكون هناك فرصة لتوزيع الإعلانات، وللأسف هناك معلنون يوزعون إعلاناتهم حسب آراء أصدقائهم على «فيس بوك»، ويتأثر بما يكتبونه عن المنتجات الإعلامية سواء مسلسلات أو برامج، ولذلك فالمنظومة كلها خاطئة وتسير بشكل خاطئ وظالم، وما أريد أن أقوله هو كفانا إنفاق وصرف على القنوات الفضائية، فليس هناك حل سوى إغلاق بعض القنوات، وضم الآخر فى كيان واحد أو اثنين. - وما هى توقعاتك لمستقبل الإعلام وبالأخص التجارى؟ واضح جدا أن الثورة الرقمية غيرت كل المعادلات التى نفهمها، وحالياً لا نتوقع ماذا سيحدث الأسبوع المقبل مثلا من كثرة السرعة فى الأداء، والعالم كله الآن يتجه نحو الإعلام الرقمى، وهو ينقسم إلى قسمين، الأول المحتوى المنتج عبر المستخدم نفسه، و«يوتيوب» بيأخذ هذه المنتجات ولكن هذا محتوى ضعيف، أما الثانى فهو المنصات الإلكترونية الرقمية مثل نتفلكس وأمازون وأبل وديزنى وغيرها. - إذن ما هى الفروق بين المنصات الإلكترونية والتليفزيون العادى بفضائياته المختلفة؟ دا فرق مهم، فهو يناسب العصر الذى تعيش فيه، حيث يتحكم المشاهد فى المحتوى الذى يشاهده فى الوقت الذى يناسبه دون تحكمات من أحد، فلو نظرنا إلى الشباب من سن 18 إلى 25 تجدهم يشاهدون التليفزيون وبعضهم لا يعرف عنه شيئاً، فنحن نرى مسلسلات ليس لها أى جودة إطلاقاً، ولا تقدم رسالة معينة، فمثلا مسلسل «أبو العروسة»، والذى يعرض حاليا، يُظهر أن الرجل ملاك، ولا يخطى نهائياً، كما أن المسلسل 60 حلقة ولا يوجد أشخاص لديهم وقت غير ست البيت تتفرج على ستين حلقة، فكل شاب يريد أن يشاهد 4 أو 5 حلقات فقط، ، فكل المسلسلات التى تقدم حالياً فى 30 حلقة لا يحتمل الموضوع الذى تناقشه 5 أو 6 حلقات بالكتير، وأنا طالبت أحد أصدقائى المنتجين الذين قدموا مسلسلا ناجحا جدا العام الماضى، أن يقلص مسلسله الناجح هذا فى 8 حلقات فقط، حتى نعرضه على نتفلكس، لكن للأسف ما يحدث الآن هو أن المسلسلات كلما زادت حلقاتها، بأمر من الفضائيات التى تتولى عرضها، لأن هذا الأمر يكون الأصلح لها، لأنه طالما المسلسل موجود تكون الإعلانات موجودة، ورغم أن مشاهدات يوتيوب فى رمضان مرتفعة للغاية، إلا أنه ليس مقياسا حقيقيا لتقييم نسب المشاهدة أيضا. - إذا قررنا إنشاء منصة إلكترونية، هل ستكون بالاتفاق مع المنتجين، وهل سيستمر دور الفضائيات؟ وما دور الدولة فى هذا الأمر، وكم تبلغ تكلفتها؟ تكلفة إنشاء منصة إلكترونية فى مصر على غرار نت فليكس 500 مليون جنيه، وهذا رقم قليل للغاية، وفى متناول صناع الإعلام، ولكن لو اعتمدنا على المسلسلات التقليدية سنفشل تماما، خاصة وأن الطريقة المتبعة الآن فى الدراما التليفزيونية مثلا، التعاقد مع النجم أولاً، ومن ثم البحث عن سيناريو ومخرج وبعد ذلك تسكين كل الأبطال، وهذا غير موجود فى المنصات التى تشبه نتفلكس، إضافة إلى أسلوب العرض فى شهر رمضان، فنحن نقدم موضوعا لا يحتمل 8 حلقات فى 30 حلقة. أما فيما يتعلق باستمرار القنوات، بالفعل ستستمر لفترة، لأننا مازلنا نعتمد على التليفزيون فى الرياضة والمباريات، ولكن للأسف نحن لدينا مشكلة، وهى البحث عن إصلاح منظومة ليس فيها أمل، ونترك المنظومات المستقبلية، وبشأن السينما ونفلكس، فالسينما هنا فى مصر تعتبر خروجة، وهذا معروف عند كل الجمهور، وهذا لن ينتهى ولكن بالنسبة للفرق، العام الماضى أوسكار رفضوا أن يترشح فيلم من نتفلكس بحجة أن أفلامهم، لابد أن تعرض فى دور العرض السينمائية، والقائمين على نتفلكس هينتجوا 80 فيلما، أى أكثر من أى استوديو فى أمريكا، وهيعرضوا هذه الأفلام على الشبكة فقط وذلك سيجذب نصف جمهور السينما، ولكن من الممكن أن يتم عرض الفيلم فى المنصة الإلكترونية لأسبوع قبل طرحه فى السينمات مع نسبة على كل فرد، فيكون جمع أموال من عرضه فى نتفلكس وفى نفس الوقت يربح من السينما أيضاً، والمنصات الإلكترونية تستطيع عرض الأفلام التى لا تقبلها السينمات مثل الأفلام التسجيلية الطويلة بعض الشىء أو الأفلام القصيرة، وهذا سيشجع صناع السينما على تقديم محتوى فى الأساس، فالأهم بالنسبة لهم المحتوى كى يخاطبوا كل الفئات والأعمار، بدون النظر إلى اللغة أو حتى الأبطال، لأن الأساس عندهم أن تكون القصة جاذبة دون الاهتمام بمن هم الأبطال. - فى النهاية حدثنا عن مشروع «إكتبلى» والذى أطلقته خلال الفترة الماضية، وإلى أى شىء يهدف؟ أسسنا هذا المشروع كى يرسل الكتاب أفكارهم، على اعتبار أن القصة من المفترض أنها هى البطل، ونحن نحتاج لهذا الأمر الآن، وقد حددنا مساحة للفكرة، وهو أن يتم شرحها فى 300 كلمة، وحتى الآن وصلنا 800 فكرة، وأنا متوقع أن يصلح منها 1 % فقط، فالشبكة ترفض أى مسلسل يكون به النجم بدون أن تكون الفكرة هى الأساس، وأن تكون موجودة قبل النجم، فهم لا يفرق معهم اسم النجم لأنهم لا يعرفونه.














الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;