أثارت الاستقالة المفاجئة للمبعوث الأممى إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتعيين مبعوث جديد فى اليوم نفسه للاستقالة، مارتن جريفيث، عددا من علامات الاستفهام، خاصة أن ولد الشيخ كان سينهى فترته الرسمية نهاية الشهر المقبل.
وبغض النظر عن الدوافع والتعقيدات الداخلية التى تحوم حول مسألة استقالة ولد الشيخ وتعيين جريفيث، إلا أن الحاجة أصبحت ماسة للتعرف على جريفيث عن قرب، خاصة أنه سيشرف على واحد من أعقد الملفات التى تلقى بظلالها ليس على الأمن الإقليمى فحسب، بل على الأمن الدولى بالكامل.
1. يعد مارتن غريفيث واحدا من أهم الدبلوماسيين حول العالم ويصنف وفقا للأمم المتحدة وسيطا دوليا كبير وهو أول مدير تنفيذى للمعهد الأوروبى للسلام، وقد شغل المنصب بين عامى 1999 ـ 2010.
2. فى منتصف إبريل بالعام 2014 نال جريفيث شهرة واسعة فى العالم العربى بعد أن تقلد منصب، رئيس مكتب الأمم المتحدة فى دمشق، وممثل الوسيط الأممى الأخضر الإبراهيمى فى الأزمة السورية، خلفا لمختار لمانى.
3. قام جريفيث بدور دبلوماسى كبير فى عملية انتقال الوساطة فى الأزمة السورية من الأخضر الإبراهيمى إلى ستيفان دى ميستورا، ولذلك يعد أحد الخبراء الأمميين القلائل فى الشؤون العربية بوجه عام.
4. نال جريفيث شهرته العربية على نطاق واسع ولذلك دعته عدد من الجامعات ومراكز الفكر إلى إلقاء محاضرات عن السلام فى الشرق الأوسط، لعل أبرزها تلك المحاضرة التى ألقاها بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، فى قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، فى نوفمبر الماضى.
5. تقوم قناعات جريفيث السياسية حول اليمن، على أن الحرب فى هذا البلد تختلف عن الحرب فى سوريا، ففى سوريا الحل أمر ممكن، ولكن فرص الحل تتضاءل فى اليمن مع مرور الوقت، فالأزمة الاستثنائية فى اليمن ذات بعد إنسانى، وهى أسوأ من العراق وجنوب السودان.
6. يعتبر مارتن جريفيث أحد المؤسسين لشركة إنتر ميديات، وهى مؤسسة خيرية مقرها لندن تعمل فى مجالات حل النزاعات والتفاوض والوساطة، ولذلك استمد سمعته العالمية كوسيط نزيه فى عدد من القضايا ذات الصلة.
7. من بين الأمور التى تخصص فيها مارتن جريفيث، نماذج تطوير الحوار السياسى بين الحكومات والمتمردين فى مجموعة من البلدان فى آسيا وإفريقيا وأوروبا، بين عامى 2012 و2014، وعليه فإن مهمته إلى اليمن ستكون محكومة بخبرته فى هذا الشأن.