عصام تليمة مخالفا رأى السلفيين: "عيد الحب حلال"

فى رأى مخالف تماماً لجموع التيار السلفى وشيوخه، أفتى عصام تليمة المدير السابق لمكتب الدكتور يوسف القرضاوى ، جواز الاحتفال بعيد الحب حلال.

وقال "تليمة" فى مقال حمل عنوان "الإسلام والفالانتاين: من قال إنه حرام؟!:"يحتفل العالم كل عام فى يوم الرابع عشر من فبراير بما يسمى بيوم الحب، وتشتجر الآراء حول الموقف من هذا اليوم، وبالأساس حول موقف الإسلام من الحب، هل فى الدين الإسلامى مكان للحب، ومكان للاحتفال بيوم للحب؟ فمن أبرز خصائص التشريع الإسلامي: الواقعية والتوازن، فالإسلام دين واقعى لا يحلق بالإنسان فى أجواء الخيال، ولا يعامله على أنه ملك مبرأ، أو رسول معصوم، بل يعامله على أنه بشر له مشاعر وأحاسيس، ولا يحجر الإسلام على عواطف الإنسان، إنما يوجهها إلى الطريق الحلال النظيف.

وأضاف "تليمة":"يقرر الإسلام هذه الحقيقة التى لا مفر منها، وهى أن العواطف لا يستطيع الإنسان أن يمنعها عن قلبه، ولا أن يجلبها إليه، بل هى أمر خارج عن إرادته، ولذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقْسِمُ بين أزواجه حقوقهن المادية، ثم يقول: "اللهم إن هذا قَسْمِى فيما أملك، فلا تؤاخذنى فيما تملك ولا أملك" يقصد بذلك: العواطف والمشاعر من حيث الحب ودرجاته، فهذه لا يملكها صلى الله عليه وسلم.

وتابع:"إذا كانت العوطف شيئًا لا إراديًّا بالنسبة للإنسان؛ فيجب أن تكون فى إطار ما أحل الله، لا أن تتسرب إلى ما حرم، والإنسان العاقل حينما يرى عاطفة بين شاب وفتاة، لا يتعامل معها بالمنع، بل يفتح لها أبواب الحلال، لتكون فى النور بدل أن تسير فى الظلام، وهذا ما قصه القرآن الكريم فى قصة موسى -عليه السلام- وابنة الرجل الصالح: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الْأَمِينُ} (القصص:26) وهنا لاحظ الأب ميل الفتاة لموسى وإعجابها به، فلم يكبت عاطفتها، ولم يعنفها، بل عجَّل بالحل الذى يعجل به كل محب للفضيلة، طالب لعفاف محارمه، {..إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَى هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِى حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ..}".

وأضاف :"إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فى موقف آخر يعاتب أصحابه على أنهم لم يرعوا عاطفة الحب بين اثنين، والتى كانت فى إطار ما أحل الله" مضيفاً:"الإسلام فى المواقف يبين أن عاطفة الحب إذا لم تؤدِّ إلى مفسدة لا جرم فيها، وأنها ما دامت فى إطار ما أحل الله، كمشاعر لم تتطور إلى سلوك خاطئ، أو فعل مشين، فلا جناح ولا ملام.

وتابع: "أما وجود يوم يسمى بيوم الحب، يحتفل به، فشأنه شأن الاحتفال بيوم الميلاد، ويوم الزواج، اليوم الوطني، كل هذه الأيام لا تدخل فى إطار الحرام، أو البدعة، بل تدخل فى إطار ما يضعه الناس فى معاملاتهم، وكلها بلا استثناء لا حرمة فيها، ولا دليل من الشرع الإسلامى يمنعه، كل التحفظ عند من يتحفظ على ذلك، ألا يسمى بعيد كذا، لأن المسلمين لهم عيدان فقط: الفطر، والأضحى. ولا حرج فى تسميته بيوم الحب، ما دام لا يشتمل على فعل محرم، فللإنسان أن يحتفل به، وبيوم اليتيم، وبيوم الصحافة، وبيوم الزواج، وبيوم الميلاد، كل ذلك مما أباحه الشرع، وعلى من يحرمه أن يأتى بدليل صحيح صريح فى ذلك".




الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;