الحاجب بين الواقع والدراما.. خبير قانونى: دخول التكنولوجيا يهدد دوره

الحاجب هو الحارس الذى يقف بباب قاعة المحكمة ليسيطر على دخول وخروج الشهود وغيرهم، من المترددين على قاعة المحكمة،والمعروف بصوته الجهورى فى تنبيه المتقاضين بدخول هيئة المحكمة مطلقا صيحته الشهيرة "محكمة"، ومن أشهر ادوار الحاجب دور الممثل سامى جوهر الشهير ببرعى حاجب المحكمة بمسرحية "شاهد ماشفش حاجه". محامى بالنقض: "الحاجب هو مرآة لهيئة المحكمة" قسم ياسر سيد أحمد المحامى بالنقض، الحجاب فى المحكمة إلى ثلاثة أقسام وهم المدنى والجنائى والشرعى كل حسب الدائرة، واصفا أكثر الحجاب فهما وذكاء بحجاب الجنايات. وروى ياسر سيد فى حديثه لـ "انفراد" قصصا لثلاثة من الحجاب الذين أثروا فيه، منهم حاجب فى بداية حياتى المهنية وكان فى مجمع الجلاء بالجنح، كنت تشوفه تنبهر بشكله وكان يرتدى ملابس رسمية كاملة وأنيق فى ملابسه يرتدى بدلة كاملة، تشعر أنه محامى. وأردف قائلا كان لديه خبرية قانونية يلجأ إليه بعض المحاميين للاستفسار عن بعض الأمور القانونية بسبب ثقافته العالية، وتجده مذاكر القاضى كويس فى أى دائرة تيجى عليه، والراجل ده لسه موجود حتى الآن. وتابع ياسر سيد قائلا هناك حاجب كل عمله انتظار القاضى لكى يحمل عنه حقيبته ويوسع له الطريق ويلبى طلبات الهيئة، ولا يريد التطوير من نفسه، ولكن أنا أرى أن الحاجب هو مرآة لهيئة المحكمة التى يعمل معها، وينقلها للمتقاضين حيث يتم من خلاله معرفة توجه الدائرة وأحكامها ومواعيد الجلسات. وحدد سيد أحمد أكثر الحجاب طلبا للاموال من المتقاضين والمحامين، هما حجاب الجنايات ويأتى بعدهم حجاب المدنى، ومعاملة الحاجب مع المحامين تندرج فى معرفة مواعيد الجلسات والأحكام عبر سكرتير الجلسة. وأختتم ياسر سيد حديثه بسرد أحد المواقف الطريفة التى يذكرها من بعض الحجاب، ومنهم عم سيد حسن حاجب جلسات محاكمة الرئيس الأسبق مبارك، والذى كان يدخل القاعة فجأة ويخبط خبطة جامدة كنت تخض المحامين، معلنا تهيئة الجلسة لدخول هيئة المحكمة . قاض سابق "مهمة الحاجب تنظيم القاعة وتهيئة دخول المتقاضين" من جانبه قال المستشار على عرائس رئيس محكمة جنايات الاسكندرية السابق، دور الحاجب الوقوف للنداء ،على المتهمين والقضايا بقاعة الجلسة وفى بداية الجلسة يبدأ، فى تهيئة المتقاضين لدخول قاعة المحكمة كما، أنه يقف أثناء دخول هيئة المحكمة من غرفة المداولة ،لمنصة المحكمة ويصيح بصوت جهورى " محكمة". وأوضح رئيس محكمة جنايات الإسكندرية السابق ، فى حديثه لـ" انفراد"، قائلا وذلك لكى يقف الحضور لتحية المحكمة، ثم يبدأ فى النداء على القضايا بالرول بالترتيب كما أنه أثناء المحكمة يقوم بمساعدة المحامين فى توصيل بعض المستندات لهيئة المحكمة. وسرد المستشار على عرائس قصة حاجب كان يعمل معه خلال بداية عمله فى المحكمة، قائلا إن الحاجب كان يستقل معه سيارته فى آخر الأسبوع لبلدة أخرى لشراء اللحم، وبعد فترة من تركى العمل فى هذه المحكمة تصادف مقابلة هذا الحاجب، فقلت له مداعبا "أنت لسه بتروح تجيب لحمة"، فرد قائلا " ده كان أيام العز يا معالى المستشار لما كنت بتدى الناس براءات، لكن دلوقتى الحال أتغير" . دخول التكنولوجيا يهدد دور الحاجب فى المحاكم واتفق محمد بشر المحامى بالنقض مع سابقه فى الاشادة ،بدور الحاجب فى تنظيم قاعة المحاكمة ومساعدة المحامين والمتقاضين على معرفة دورهم فى رول المحكمة، ومساعدتهم فى توصيل مستنداتهم وطلباتهم إلى القاضى من خلاله . وحذر بشر فى حديثه لـ " انفراد"، من أن دخول التكنولوجيا إلى المحاكم والجلسات، وذلك من خلال وضع شاشات كمبيوتر كبيرة ،داخل قاعات المحاكم تساعد القاضى فى تنظيم الرول ويعرف من خلالها المحامون والمتقاضون لقضاياهم ،فأن ذلك يقلل من دور الحاجب وقد ينهى عمله فى المحاكم نهائيا . حاجب جنايات :"المستشار العشماوى مدرسة و المستشار هشام بركات يتميز بالهدوء والأخلاق والدراما ظلمتنا وفى ذات السياق أوضح س. ع حاجب بمحكمة الجنايات، طبيعة عمله فى المحكمة قائلا، عملى يبدأ باكرا للحضور إلى المحكمة، لاستقبال هيئة المحكمة من القضاة، وتجهيز القاعة لبدء الجلسة لدخول رئيس المحكمة وعضوى الدائرة بإطلاق العبارة الشهيرة "محكمة" لفتح المحكمة، ولتنبه المتقاضين عن دخول هيئة المحكمة للوقوف تحية لهم . ونفى الحاجب تدخله فى شئون القضايا سواء بإخطار المتقاضين بالأحكام ،أو أى شىء يخص القضايا ، مضيفا أن رول القضايا يأتى من محكمة استئناف القاهرة مرتب ويكون قبلها بشهر، ورول الجلسات المنظورة يتم ترتيبه من قبل رئيس المحكمة . وأردف قائلا أنه يعمل منذ 15 عاما فى دوائر الجنايات،مضيفا أن حظه ساقه للعمل فى محكمة الجنايات ، وأن الحاجب فى محكمة الجنح يتبع المحكمة الابتدائية بينما حاجب الجنايات يتبع محكمة الاستئناف ، فلا يجوز أن يترقى حاجب الجنح إلى الجنايات،وأن كانت طبيعة العمل واحدة . من أشهر القضاة الذين عمل معهم المستشار أحمد العشماوى ووصفه بأن كان رجل مدرسة، مضيفا أنا أعتبر القضاء مدرستى أو مدرسة الحياة اللى متعلمش ، عندما يشاهد ما يحدث على المنصة يتعلم منهم . واسترسل قائلا كما شرفت بالعمل مع مستشاريين عظماء مثل أميل حبشى ومحمود سامى ومحمد حمزة ، كما عملت مع النائب العام السابق المستشار هشام بركات ، وهو من الشحصيات الهادئة وكان ذوق فى المعاملة مع الجميع . وتابع قائلا ونظرا لكونى لم أكمل تعليمى، حيث معى الشهادة الابتدائية فأنى أتعلم منهم وأحاول أن أطور من نفسى، ومن أكثر ما يثير غضبى هذه الأيام كثرة عدد قضايا القتل والسرقة بالأكراه، وظلم الدراما لنا . وفى نهاية حديثه نفى الاتهامات الموجهة إلى حاجب الجنايات بالحصول على مبالغ مالية من المتقاضين لإخبارهم بالأحكام عكس حاجب الجنح ، نظرا لكون الاحكام فى الجنايات علنية عكس ما يحدث فى الجنح.