حلم الثراء السريع واللهث وراء جمع الأموال بطرق ملتوية، دفع عصابة من 3 دول إفريقية إلى التفكير فى ففكرة شيطانية، حيث قرروا النصب على المواطنين داخل وخارج مصر بزعم أنهم موظفين تابعين لإحدى السفارات الأجنبية ويقبلون التبرعات و الحوالات، ومن ثم جمع هذه الأموال للمضاربة بها فى عملة "بيتكوين" الالكترونية.
وإمعانا فى تنفيذ مخططهم الإجرامى، أوهموا سيدة مصرية بأنهم موظفون فى سفارة أجنبية ويريدون فتح حساب بنكى دولارى لتلقى الأموال من الخارج والداخل، وبما أنهم أجانب لا يحق لهم ذلك، فعرضوا عليها العمل معهم ليكون دورها فتح الحساب وتلقى التحويلات البنكية مقابل مبلغ 1000 جنيه عن كل عملية تحويلية.
تفاصيل الواقعة بدأت حينما تلقى رجال مباحث الأموال العامة فى مديرية أمن القاهرة، بلاغا من أحد البنوك، يفيد اكتشافه تحويلات بنكية مشبوهة على حساب دولارى فى فرع بشارع الأزهر، وأكد البنك أنه تلقى شكاوى من سيدتين تفيد أنهن أودعن مبالغ مالية فى حساب دولارى على أنه حساب للسفارة الأمريكية ولا يعلمون عنه شيئًا، وبإجراء ترصد للحساب تبين وجود ما يقترب من 1000 تحويل من داخل وخارج مصر بمبالغ باهظة.
وبإجراء التحريات تبين أن الحساب يخص سيدة مقيمة بدائرة قسم شرطة الجمالية تدعى "هبة.ا" سائقة بإحدى شركات نقل المواطنين الخاصة، وتبين وجود تحويلات على الحساب لعملات أجنبية من داخل وخارج مصر بمبالغ باهظة، وباستدعاء مالكة الحساب أكدت أنها لا تعلم أى شيء عن هذه التحويلات وأن شخص أفريقى، أقنعها أنه يعمل فى السفارة الأمريكية ويحتاج لفتح حساب دولارى ولم يتمكن من ذلك لأنه أجنبى فأقنعها بفتحه باسمها مقابل مبلغ مالى 1000 جنيه مصرى، عن كل عملية تحويل.
وبتكثيف الإجراءات وإصدار إذن من النيابة العامة، تم إعداد كمين أمنى بالاتفاق مع السائقة، للإيقاع بالمتهم، وتم القبض عليه وتبين أنه "نيجيرى الجنسية"، وبمواجهته أكد أنه كون تشكيلاً عصابيا بالاشتراك مع فتاة من جنوب السودان وشاب من دولة مالى للنصب على المواطنين داخل وخارج مصر والاستيلاء منهم على أموال بزعم عملهم فى السفارة الأمريكية ومن ثم استغلالها فى المضاربة بعملة "البيتكوين" الالكترونية، وبإرشاده تم القبض على باقى المتهمين.
وباستدعاء المبلغات والإطلاع على الرسائل تبين أن المتهمة أوهمتهن أنها سورية الجنسية ومقمية فى أمريكا وزوجها توفى وترك لها ثروة وتريد تحويل مبلغ 30 مليون دولار للأعمال الخيرية فى مصر، وحتى تتم العملية تحتاج إيداع مبلغ 1000 دولار، فى حساب بنكى بأحد البنوك المصرية، وبعد إيداع المبلغ لم ترد عليهن.
تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات مع المتهمين وأمرت بحبس المتهمين الأفارقة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل السائقة بعد ثبوت التحريات عدم تورطها فى الواقعة وأنها وقعت ضحية للعصابة.