أيام معدودة تفصل عن تحديد جلسة محاكمة "كريم. ص. ع"، المتهم بقتل المصرفية نيفين لطفى الرئيس التنفيذى لبنك أبو ظبى الإسلامى فى فيلتها بحى "سيتى فيو" بالكيلو 19 على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى.
الواقع والحقيقة يؤكدان أن جميع الشواهد التى ليس للأجهزة الأمنية أو النيابة العامة تدخل فيها تتدل على أن المتهم مصيره الإعدام، وذلك دون الاستدلال بالكاميرات التى تم تفريغها وظهر فيها المتهم، ودون التقرير الفنى الذى أعده خبراء الأدلة الجنائية الذى أثبت الواقعة، فضلاً عن البصمات المتطابقة مع آثار يده. وتمثلت تلك المشاهد فى: اعترافات المتهم، وأسباب القتل، وكيفية ارتكاب الجريمة، وأقوال شقيقته، وعامل النظافة، وبعض الشهود.
اعترافات المتهم
اعترف المتهم بقتل مديرة بنك أبو ظبى الاسلامى نيفين لطفى، بتفاصيل جريمته وملابساتها، وما أحاط بها من ظروف من بداية تخطيطه لها وحتى إلقاء القبض عليه.
وأدلى المتهم "كريم. ص. ع" باعترافاته أمام النيابة التى يرأسها المستشار "محمد يسرى" وتحت إشراف المحامى العام الأول لنيابة أكتوبر "أحمد الأبريق"، قائلا إنه عمل منذ عامين فى كومباوند "سيتى فيو"، ودفعه تعاطيه مخدر الهيروين للتفكير فى أى وسيلة للحصول على أموال للإنفاق منها على المخدرات؛ فخطر إلى ذهنه فكرة سرقة فيلا مديرة البنك، والتى يعلم جيدًا إقامتها بمفردها فيها، فتسلل عبر سور الحديقة ودخل الفيلا من خلال نافذة المطبخ، وتمكن من سرقة 6 آلاف جنيه استرلينى، وغادر دون أن تشعر به "نيفين لطفى"، ومرت الأيام داخل المجمع السكنى، ولم يسمع أن مالكة الفيلا اكتشفت السرقة.
أسباب القتل
وأكمل المتهم قائلاً: عند ظهور علامات الإدمان عليه وسوء السلوك طُرِدَ من العمل منذ 8 أشهر، وزاد إلحاح حاجته للأموال من أجل المخدرات، وعند طلبه أموالاً من والديه نهراه وتشاجر معهما، فوسوس له الشيطان ورجعت له فكرة سرقة المرأة الهادئة فى الحى الراقى، وسبق معرفته بطرق دخول الفيلا وتفاصيلها.
كيفية ارتكاب الجريمة
وتحدث المتهم عن تفاصيل يوم الجريمة؛ وأنه توجه إلى المجمع السكنى بساعة مبكرة، وقفز من أعلى السور ومنه إلى سور الفيلا ومر بالحديقة، وقطع أسلاك كاميرات المراقبة بفيلا مديرة البنك، وفيلا جارها ودخل عبر الطريقة التى عاهدها من نافذة المطبخ وسحب سكين، وأخذ يبحث عن متعلقات ثمينة لسرقتها فى الطابق الأول، وسرق بالفعل مبالغ مالية وهاتف محمول.
أقوال شقيقته
كما استمعت النيابة لأقوال شقيقة المتهم "كريم. ص" والذى قتل نيفين لطفى، التى أفادت فى التحقيقات أن شقيقها زارها فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضى، وكان يبدو عليه الارتباك والإعياء الشديدين، وأعطاها مبلغًا ماليًا وطلب منها الاحتفاظ به لحين العودة اليها مجددًا.
عامل النظافة
واستمعت النيابة لأقوال "سيد. ع" عامل نظافة بمنطقة الوراق، وأدلى فى أقواله إنه عثر على حقيبة داخل "الجنينة" التى يعمل بها، وجد بداخلها "ترننج" رياضى مُلَطَّخ بالدماء؛ حيث تبين أن تلك الملابس للمتهم أثناء تنفيذه الجريمة.
كما استمعت النيابة لأقوال "م. ن" 33 سنة الذى اشترى جهاز الـ"آى باد" الذى سرقه المتهم من منزل الضحية، والذى أفاد فى التحقيقات أنه تقابل مع المتهم صباح الثلاثاء، وعرض عليه جهازى "آى باد" من أجل شرائهما منه، فوافق على شرائهما مقابل مبلغ مالى قدره 50 جنيهًا، إلا أنه لم يكن يعرف أن المتهم سرق تلك الأجهزة.
كما أكد حارس الفيلا المجاورة لفيلا الضحية "نيفين لطفى" أن الفيلا الخاصة بالمجنى عليها دائمًا فى هدوء مستمر، لأنها كانت تعيش بمفردها مع الخادمة الخاصة بها، وأنه شعر ليلة الحادث بارتباك فى ساعات متأخرة، وفوجئ بسيارتها تخرج بشكل مفاجئ وبسرعة لم يعهدها منها من قبل.
وتابع الحارس: "ملامح السائق يبدو أنى رأيتها من قبل، ويشبه شخصًا عمل فى العقار المجاور لها لفترة طويلة، وترك العمل منذ 5 شهور، لكن رفضنا الإفصاح عن ذلك لعدم تأكدنا من الشخصية، وحتى لا نظلم أحدًا".
وأشار إلى أن المتهم ظهر خلال الفترات الأخيرة بحجة البحث عن عمل، وطلب العودة لعمله مرة أخرى، "ولكن بعد الحادث تأكدنا أنه كان يأتى فقط لمراقبة الضحية"، موضحا أنها كانت تقيم فى الفيلا بمفردها، وكان يبدو عليها مظاهر الغنى والثراء.