السجين العجوز: كان نفسى أعمل عمرة فى أواخر العمر فلبست أزرق بدل الأبيض

بدلاً من أن يجلس فى بيته يعيش شيخوخته، سلم عقله لبعض أصدقاء السوء، ليجد نفسه متورطا فى قضية مخدرات، دخل السجن على إثرها وقد تخطى عامه الستون، ليقضى سنوات من الشيخوخة خلف أسوار السجن، معلناً ندمه على ما اقترفت يداه فى حق نفسه وأولاده. التقى "انفراد" بالسجين، الذى يقبع خلف أسوار السجون فى منطقة سجون برج العرب بالإسكندرية، حيث سرد قصته بصوت ممزوجا بالأسى والحزن، معلناً ندمه على ما فات، متمنياً سرعة خروجه من محبسه للعيش برفقة أولاده. قال "السجين": اسمى "على. م" تخطى عمرى الستون عاماً، حيث أبلغ من العمر الآن 65 سنة، وكنت أعيش فى محافظة الإسكندرية، حياة كريمة هادئة بعيداً عن "العك"، لكن يبدو أن الأمور لا تسيير بطريقة طبيعية على طول الخط. ويضيف "السجين"، مرت سنوات عمرى السابقة بهدوء، أعيش فى سلام ما بين أسرتى المكونة من زوجتى وأولادى الأربعة، وأتردد على المسجد لأداء الصلوات، وهكذا مر العمر برداً وسلاماً، وكنت أفكر كثيراً فى الذهاب للأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج أو العمر على الأقل، لكن بدلاً من ارتداء الملابس البيضاء الخاصة بالإحرام، ارتديت الملابس الزرقاء الخاصة بالسجناء. وتابع "السجين"، أسمر الملامح: لم أتخيل يوماً دخولى السجن، لكنها ساعة شيطان سلمت فيها عقلى له، فوجدت نفسى متورطا فى قضيتى "مخدرات، وسلاح"، وصدر ضدى حكما بالسجن 4 سنوات، لأجد نفسى وأنا فى هذا العمر خلف أسوار السجون، بسبب "كيس مخدرات وبندقية". وأردف "السجين": كانت اللحظات الأولى لدخولى السجن صعبة وقاسية ومؤلمة، خاصة أننى "رجل كبير فى السن"، وفكرة حبس الحرية شىء قاسى، وكنت كثيراً مشغول بالتفكير فى الخوف من الموت خلف أسوار السجن، وأتمنى سرعة مرور مدة العقوبة للخروج لأولادى. وتابع "السجين": لا أنسى موقف زوجتى ودعمها لى فى وقت الشدة، وحرصها على زيارتى باستمرار، فى أوقات الزيارة الرسمية، وحرص أبنائى على الحضور معها باستمرار، وإن كنت لا أتمنى رؤيتهم فى هذا المكان. وأكمل السجين حديثه قائلاً: تغلبت على الصعوبات فى بداية سجنى، حيث كنت قلقا من الوحدة والعزلة، لكن تعرفت على مجموعة من السجناء هنا، ودارت بيننا صداقة قوية، فضلاً عن حرص مصلحة السجون، بإشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، على تأهيلنا باستمرار، وتوفير فرص عمل لنا، من خلال ورش النجارة الموجودة هنا فى السجن، بالإضافة لوجود مكتبة للقراءة ومكان للصلاة، وساحات كبيرة للتريض، حيث نتغلب على مرور الوقت فى هذه الأماكن. وتابع السجين: مرت 3 سنوات من مدة عقوبتى فى السجن، وأنتظر بفروغ الصبر مرور باقى المدة حتى أخرج لأودى وزوجتى الذين عانوا الأمرين فى غيابى، ولن أعود هنا مرة أخرى، فقد ندمت على مات، لكن فى وقت لا يفيد فيه الندم، وإياكم أن تسلموا عقولكم للشيطان حتى لا تكونوا مثلى هنا.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;