الخارجية: ادعاء "إندبندنت" بأن حادث الطائرة يضع أمن الطيران المصرى "تحت التدقيق" يثير التعجب

رفض المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، ادعاء صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بأن حادث اختطاف الطائرة التابعة لمصر للطيران بالأمس يضع أمن الطيران فى مصر "تحت التدقيق المتزايد"، واصفًا ما ذكرته الجريدة بأنه أمر مثير للتعجب والحيرة.

وقال أبو زيد - فى مقال له نشر على المدونة الخاصة بوزارة الخارجية اليوم الأربعاء- إن الصحيفة قررت نشر قائمة حوادث خطف طائرات تابعة لشركة مصر للطيران على مر التاريخ، باعتباره تذكير هام على ضوء (استثنائية) حادث الأمس، وكذلك الحادث المأساوى لطائرة متروجت فى أكتوبر الماضى (وهو الحادث الذى لم ينطو على اختطاف، وتعرضت له طائرة لشركة طيران أخرى تحمل جنسية دولة أخرى).

وأضاف أبوزيد: "يسرد مقال الاندبندنت سبع حوادث اختطاف تثير مخاوف بشأن أمن الطيران المصرى بحسب الصحيفة المذكورة، وبنظرة سريعة لهذه الحوادث السبع نجد أن أحدث خمس منها لم تسفر عن وقوع إصابات، كما أن اثنين من الحوادث تضمنا شخصين يحملان سلاحاً أبيض، فى حين تضمنت ثلاث حوادث أخرى مخادعة، حيث لم تستخدم أى أسلحة على الإطلاق (مثل حادث الأمس)". وتابع "وفى أحدث واقعتين تم التعامل مع الخاطفين من جانب الطاقم، حتى أنه لم يتم تحويل اتجاه الطائرة. وفى الواقع فإن الحادثتين الوحيدتين اللذين تمكن فيهما الخاطفون من الصعود إلى الطائرة وهم مسلحون كانا قبل عام 1990. وبالتبعية لا يمكن تفهم الدوافع التى ترمى إلى اعتبار قيام ركاب بإصدار تهديدات فارغة بشكل متقطع على مدار عقدين من الزمان بمثابة داع للتدقيق فى أمن الطيران المصرى".

واستكمل "إن حوادث الاختطاف الفاشلة والإنذارات الكاذبة على متن الطائرات ليست حوادث غير معهودة، كما أنها ليست خاصة بمصر وخطوطها الجوية. ففى فبراير عام 2014 تم تحويل اتجاه طائرة تابعة لشركة بيجاسوس بعد أن ادعى أحد الركاب المخمورين زورا بوجود قنبلة على متن الطائرة". واسترسل "وفى مارس عام 2015، أوقفت شركة يونايتد ايرلاينز أحد الركاب وتم ضبطه بعد أن زعم أنه يحمل قنبلة ومحاولته اقتحام قمرة القيادة أثناء رحلة من دنفر إلى دالاس. وفى ديسمبر عام 2015، قامت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية بالهبوط اضطراريا فى مونتريال بعد تهديد مجهول بوجود قنبلة على متن الطائرة. ولم تسفر أى من هذه الحوادث عن مطالب للتدقيق فى أمن الطيران بهذه الشركات أو البلدان، وهو أمر طبيعى بلا شك".

وأردف "إنه من الواجب على الشركات والدول أن تبذل كل ما فى وسعها لضمان أمن المسافرين ومنع الأسلحة أو المواد الخطرة من التسلل على متن رحلاتها. وإذا كان هناك إجراء أمنى يمكن اتخاذه لمنع الركاب غير المستقرين نفسيا من توجيه التهديدات الفارغة، فيبدو أن كتاب صحيفة الاندبندنت وحدهم على علم بهذا الإجراء. فخلال حادث الأمس، والذى يشبه إلى حد كبير الحوادث المذكورة أعلاه، عمل طاقم الطائرة على افتراض أن التهديد حقيقى من أجل ضمان سلامة جميع من كانوا على متن الطائرة حتى يمكن نزع فتيل الأزمة. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الأكثر منطقية فى ضوء ظروف الحادث، ونظرًا لأنه لا يوجد شيء كان يمكن القيام به لمنع الخاطف من الادعاء بأن لديه متفجرات، إلا أن بعض الصحف مثل الإندبندنت تستمر مرارا وتكرارا فى تصوير أى حدث بارز ينطوى على كلمة (مصر) باعتباره دليل آخر على مزاعم (عدم الاستقرار) و(انعدام الأمن) فى البلاد".

وشدد المتحدث - خلال مقاله - على أن استغلال حادثة معزولة، استثنائية، لا يمكن تجنبها فى نهاية المطاف، للتشكيك فى الأمن المصرى لهو أمر غير صادق فضلا عن كونه ضارا، لا سيما فى ضوء التحديات الحالية التى تواجهها صناعة السياحة فى مصر وتضافر الجهود الحكومية لتعزيز أقوى التدابير الأمنية الممكنة فى المطارات المصرية.. مضيفًا "وهو بلا شك معيار مزدوج بشكل صارخ لا ينطبق على البلدان وشركات الطيران الأخرى التى تشهد حوادث مماثلة، ومع الأسف يبدو أن الدافع الوحيد وراء مثل هذا النهج هو التشهير المتعمد بمصر".

وقال أبو زيد إن إبداء مخاوف لا داعى لها بشأن أمن الطيران ليس فقط أمر غير عادل بالنسبة لمصر، والتى تجد نفسها باستمرار موضع انتقاد وسخرية بدلا من التضامن فى أعقاب الأحداث البارزة بما فى ذلك الهجمات الإرهابية، بل هو أيضا أمر غير مسؤول فى ضوء القلق الحالى بشأن الأمن بشكل عام فى جميع أنحاء العالم. وفى جو عالمى من الخوف الطاغى والتهديد الإرهابى المستمر، فإنه يبدو من غير الملائم وغير المهنى أن يتم نشر الذعر بهذا الأسلوب.

وأشار إلى أنه فى أعقاب حادث الاختطاف الذى تعرضت له طائرة شركة مصر للطيران بالأمس وانتهاء المواجهة دون وقوع إصابات، اتصل وزير الخارجية سامح شكرى بنظيره القبرصى للإعراب عن امتنانه للمساعدة الكبيرة التى قدمها الجانب القبرصى فى هذه المسألة. كان رد الوزير القبرصى مطمئنا، حيث قال "هذا هو الحال بين الأصدقاء.. يقفون إلى جوار بعضهم فى الشدائد.. والواقع أن هذه الأوقات بالفعل هى التى تميز بين الأصدقاء وأولئك الذين يحملون نوايا سيئة تجاهك.. ليس هناك شك فى أن حادث الأمس كان مخيفا حتى انتهائه. ومع ذلك، فلا يمكننا تجاهل أن الحادث مثّل مجموعة فريدة من الأحداث غير المتوقعة التى انتهت والحمد لله دون وقوع إصابات، كما تكّشف فى وقت لاحق أن الخاطف لم يكن يحمل أى متفجرات حقيقية".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;