علماء القافلة الدعوية الـ17 للأزهر والأوقاف: التابعون فهموا الدين فهما صحيحا

أنهت القافلة الدعوية الـ17 المشتركة بين علماء الأزهر ووزارة الأوقاف، إلى محافظة القاهرة إدارة أوقاف القاهرة الجديدة، لأداء خطبة الجمعة تحت عنوان : ” الإسلام عمل وسلوك نماذج من حياة التابعين”، وذلك فى إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الوسطى المستنير، وبيان يسر وسماحة الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، وترسيخ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا. من جانبه أكد د. محمد عبد الرحمن محمد الاستاذ بجامعة الأزهر أن الله (عز وجل) يصطفى من عباده من يعمل لدينه ويخلص له ولرسالته، ولقد أخبر النبى (صلى الله عليهم) أن خيار هذه الأمة هم أصحابه (رضى الله عنهم)، ثم التابعون، وتابعوهم، فعن عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه)، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ … )، فهؤلاء هم الصفوة الذين وصفوا بالخيرية، وحملوا أمانة العلم، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ. وأكد الشيخ محمد أحمد عويس عضو مجمع البحوث الإسلامية أن التابعين هم أقرب الناس زمانا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فالتابعون هم الجيل التالى لجيل الصحابة، وأتباع التابعين هم الجيل التالى لجيل التابعين (رضى الله عنهم أجمعين). وأكد الشيخ محمد نبيل أبو الخير عضو مجمع البحوث الإسلامية أن التابعين يعرفون بـصدق محبتهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان الحسن البصرى (رحمه الله) إذا حدَّث بحديث الجذع – وحنينه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) – بَكى، وَقَالَ : يَا عباد الله، الْخَشَبَة تحن إلى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) شوقا إِلَيْهِ، فَأنْتم أَحَق بذلك، وَأَن تشتاقوا إلى لِقَائِه، وقد سئل الإمام مالك (رحمه الله) : متى سمعت من أيوب السختياني؟ فقال : حج حجتين، فكنت أرمقه ولا أسمع منه، غير أنه كان إذا ذكر النبى (صلى الله عليه وسلم) بكى حتى أرحمه … وكان بلغ من توقيرهم للنبى (صلى الله عليه وسلم) أنهم لا يحدثون بحديثه إلا وهم على أحسن حال وأفضل هيئة، وقد تربى أتباعهم على ذلك، قال أبو سلمة الخزاعى (رحمه الله) : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج ليحدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ومشط لحيته، فقيل له فى ذلك، فقال : أوقر به حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). و أشار الدكتورأحمد عبد الهادى على حسن بديوان عام الوزارة، إلى أن التابعين (رحمهم الله) تعلموا من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهم الدين فهما صحيحًا، فهذا الإمام الحسن البصرى (رحمه الله) – وهو من كبار التابعين – عندما سئل : أمؤمن أنت؟ قال : ” الإيمان إيمانان ؛ فإن كنت تسألنى عن الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنة، والبعث، والحساب، أنا مؤمن، وإن كنت تسألنى عن قول الله (عز وجل) : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً}، فوالله ما أدرى أنا منهم أم لا، قال البيهقى معلقًا : فلم يتوقف الحسن فى أصل إيمانه فى الحال، وإنما توقف فى كماله الذى وعد الله (عز وجل) أهله بالجنة، فى قوله تعالى : {لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}. وقال الدكتور دسوقى عبد الحليم توفيق بمديرية أوقاف الجيزة أن التابعين (رحمهم الله) تعلموا من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقه التيسير، وطبقوه فى حياتهم، يقول سفيان الثورى (رحمه الله): إنَّما العلم عندنا الرخصة من ثقة , فأما التشديد فيُحسنه كل أحد. وأضح الدكتور محمود محمد مندوه بمديرية أوقاف الجيزة أن التابعين كانوا قدوة طيبة لمن جاء بعدهم من الأئمة، فهذا الإمام مالك بن أنس (رضى الله عنه) – وهو من تابعى التابعين – قد طلب منه أبو جعفر المنصور (رحمه الله) اعتماد كتابه ” الموطأ ” فى مختلف البلاد الإسلامية، قائلا : إنى عزمت أن آمر بكتبك هذه التى وضعتها – يعنى الموطأ- فتُنْسَخُ نُسَخًا، ثم أبعث إلى كل مِصْرٍ من أمْصَار المسلمين منها بنسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، لا يتعدونه إلى غيره، وَيَدَعُوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحْدَثِ، فإنى رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;