يعد سور مجرى العيون من أشهر المنشآت الأثرية المائية التى تدعم نمط السياحة الأثرية بالقاهرة، بالرغم من القيمة التاريخية والحضارية لهذا السور إلا أن هناك مجموعة من المعوقات التى تقف حجر عثرة أمام استغلاله سياحياً وذلك بطول إمتداه من فم الخليج بمصر القديمة حتى بوابة القرافة بالسيدة عائشة بطول 3500 متر، وهذا ما كشفته دراسة أعدها محمد عطية أحمد،باحث سياحى بقطاع شئون مكتب وزير السياحة، وباحث فى التراث العالمى بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية وباحث بإدارة الأعمال بجامعة إسلسكا بالقاهرة .
معوقات الحركة السياحية بسور مجرى العيون
• تواجد العديد من العشوائيات الكائنة خلف السور من عشش وأكشاك صفيح وما يصاحبها من إرتفاع فى عدد السكان فى ظل غياب المتطلبات المعيشية وعلى رأسها تدهور البنية الأساسية التحتية وكذلك إنتشار ظاهرة الإفتراش العشوائى اللافتة للنظر والتى تتصدرها سلع الباعة الجائلين .
• غياب وسائل الإضاءة الليلية وعدم وجود أكشاك للحراسة الأمنية وفقدان الإتصال بين كافة العناصر الأمنية فى ظل الإزدحام المرورى وحوادث الطرق التى تصطدم بأجزاء من السور .
• ضياع بعض الملامح المعمارية الأصيلة للسور نتيجة قيام الأهالى بهدم أجزاء من جدران السور لبناء منازل ومقاهى وورش عمل ومحال تجارية وأكشاك بيع ملاصقة للأثر التاريخى .
• تعرض بعض الحوائط لأعمال التدمير نتيجة تعرضها للأدخنة والتكدس المرورى وكذلك إنشاء الطرق الجديدة التى تتمثل فى طريق أبو سيفين، حسن الأنور، شارع الفسطاط، الكوبرى المعدنى المخصص لمرور السيارات، علاوة على تدمير أجزاء أخرى بسبب مترو الأنفاق ( سكك حديد حلوان ) وما ينجم عنها من ذبذبات وإهتزازات تؤثر بالسلب على السور وإصابته بالشقوق والتصدعات وتآكل زخارفه .
• تكدس القمامة على جوانب عديدة من سور مجرى العيون مما يهدد النسق الحضارى لهذا الأثر وغياب أعمال النظافة الدورية وعدم توافر صناديق للقمامة مما يصيب هذا المعلم التاريخى الهام بالتلوث البصرى وإخفاء معالمه السياحية .
• إنتشار ظاهرة المدابغ ذات الإنبعاثات الكيميائية والبالغ عددها 486 مدبغ وإلقاء مخلفات المدابغ من النفايات الكيماوية فى شبكة الصرف الصحى مما يهدد البنية التحتية وتآكل الأحجار الأثرية .
• انتشار بعض الظواهر السلبية التى لم يتم حلها حتى الآن كالخفافيش الحية والميتة المتواجدة بالسور وتفاقم مخلفاتها، علاوة على مبيت الخيول والحمير وربطها بأجزاء من السور الامر الذى ينجم عنه إنتشار الروائح الكريهة بكامل المنطقة بسبب مخلفات هذه الحيوانات علاوةً على مبيت الكلاب وإنتشار النفايات بجانب السور .
• قلة الوعى الثقافى والسياحى لدى المواطنين تجاه القيمة والأهمية الحضارية لهذا المبنى التاريخى العريق، وذلك فى ظل غياب دور المراكز الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية والتقنية فى توفير برامج توعوية وسياحية تعمل على نشر التوعية الثقافية لدى جميع فئات المجتمع .
متطلبات التغلب على معوقات الحركة السياحية بسور مجرى العيون
هناك مجموعة من المتطلبات التى من شأنها أن تساهم فى التغلب على كافة المعوقات التى تحد من إستمرارية النشاط السياحى بسور مجرى العيون، وتتمثل أهم هذه المتطلبات فيما يلى :
• نقل عمال المدابغ إلى المنطقة الصناعية بالروبيكى ( طريق مصر- السويس ) بمدينة بدر مع دفع تعويضات مناسبة لهم، وكذلك العمل على توفير أماكن بديلة مناسبة ينقل إليها ساكنى العشوائيات .
• عدم السماح بإقامة أية منشآت حديثة تؤثر بالسلب على النسق الحضارى للسور وعدم مبيت السيارات بجانب المبنى، وكذلك الحد من إرتفاعات البناء حتى لا تطغى واجهات المنازل على قناطر المياه مع مراعاة إزالة كافة المبانى التى تحتاج إلى إزالة، ثم إعادة تطويرها بشكل مخطط معمارياً يتلائم مع طبيعة المكان .
• الإرتقاء البيئى بالسور من خلال إستمرار أعمال النظافة بكافة الطرق المؤدية إلى سور مجرى العيون وإزالة تلال القمامة والمخلفات على جانبى السور مع ضرورة توفير صناديق للقمامة ونقل أعمال المخلفات إلى المقالب الصحية خارج حدود القاهرة التاريخية .
• إنشاء نفق فى الجهة المقابلة لبرج المأخذ وتوصيله بنهر النيل وإزالة الكوبرى المعدنى أعلى مترو الأنفاق مع عمل نفق أرضى بسير المترو، وضرورة إستحداث وسائل نقل سياحية تمر بكافة الطرق المطلة على السور بداية من فم الخليج حتى نهايته عند القلعة .
• تفعيل القوانين الرادعة تجاه من يتعدى على المعالم الأثرية بالتشويه أو الخدش أو الطمس أو السرقة مع توفير كاميرات للمراقبة بطول السور لرصد كافة التعديات .
• نشر الوعى الثقافى والسياحى لدى كافة سكان المناطق المحيطة بسور مجرى العيون، والعمل على تدعيم الشعور لدى كافة فئات المجتمع بالإنتماء، ومن ثم إدراك الأهمية التاريخية لهذا السور .
• تفعيل عناصر التراث الشعبى المعبر عن مختلف الثقافات كإعادة إحياء التراث الفلكلورى واستغلال المهرجانات والعروض الفنية وتنظيم الإحتفالات المتنوعة على مقربة من سور مجرى العيون وتدعيم ذلك بوسائل الصوت والضوء .
رؤية مستقبلية تجاه التنمية السياحية بسور مجرى العيون
يعد سور مجرى العيون فى حد ذاته مقصداً مؤهلاً لإستيعاب مشروعات سياحية مبتكرة تدعم النشاط السياحى بالمنطقة المحيطة بالسور ومن ثم دفع عجلة التنمية الإقتصادية بكافة معالم القاهرة المتعددة العصور التاريخية والأشكال المعمارية، ويمكن إبراز ذلك من خلال :
مشروع تطوير وتجميل سور مجرى العيون
المشروع عبارة عن إعادة ترميم مسار مجرى العيون وتجليد كافة أسواره وجدرانه، مع إحياء السواقى من جديد بشكل يتلائم مع النسق الحضارى لمكونات هذا الأثر الهام كالأحجار والحوائط القديمة التى شيدت فى عصور تاريخية متنوعة ومما يساهم فى تشجيع نمط السياحة الثقافية بالقاهرة التاريخية لاسيما وأن سور مجرى العيون يصل بين المناطق التاريخية الموجودة جنوب القاهرة من ناحية مصر القديمة وبين القاهرة الفاطمية الواقعة فى وسط المدينة .
الهدف من المشروع
• تحويل المنطقة بالكامل إلى منطقة ثقافية وسياحية بإقامة قاعات للعروض والحفلات الثقافية، وكذلك إنشاء المحلات والبازارات التى تعرض السلع والعاديات السياحية والورش الخاصة بالحرف اليدوية والمنتجات الصناعية النادرة إلى جانب المطاعم والمقاهى السياحية التى من الممكن تمليكها لأهالى المنطقة .
• تشجيع إقامة الرحلات النيلية القصيرة التى تقف عند مجارى عيون المياه والتى تتناول الشرح التاريخى للسور بكامل إمتداده مروراً بالمتحف الجديد للحضارة NMES ومن ثم إبتكار منظر بانورامى للقاهرة التاريخية ونهر النيل علاوةً على إستغلال برج المأخذ الرئيسى للسور وعمل جداريات جمالية تساهم فى إحياء كافة الأنشطة السياحية وإمتدادها على ضفتى النيل من ناحية سواقى المياه .
• تشجيع الإستثمار السياحى من خلال جذب الإستثمارات المحلية والعربية والدولية بشأن إستغلال المناطق المحيطة بسور مجرى العيون بإقامة مشروعات سياحية وإقتصادية تساهم فى تدعيم التنمية السياحية بكامل القاهرة التاريخية .
المشروع الثانى : إنشاء تليفريك سياحى بسور مجرى العيون
المشروع عبارة عن تدعيم مسار سور مجرى العيون بتلفريك سياحى متنقل بداية من فم الخليج عند سيالة الروضة ( أول تقاطع مع طريق صلاح سالم ثم المرور بمنطقة السيدة عائشة عند باب قايتباى ثم منطقة عرب يسار عند جامع الغورى ثم ساقية الناصر محمد بن قلاوون ثم المرور الـ7 سواقى أسفل قصر الجوهرة بالقلعة ثم الإنتهاء عند حوائط القلعة ) .
الهدف من المشروع
• تشجيع نمط السياحة الترفيهية بالقاهرة من خلال إقبال العديد من المواطنين والسائحين الأجانب على إستخدام التلفريك السياحى لرؤية المعالم والآثار المتنوعة المحيطة بالسور والتى ترجع لعصور تاريخية متنوعة سواء كانت فاطمية أو أيوبية أو مملوكية أو عثمانية وذلك فى مشهد بانورامى سياحى فريد من نوعه .
• سهولة عملية تنقل السائحين أثناء جولاتهم السياحية بسور مجرى العيون دون أية معوقات أو صعوبات تحد من إستمرار رحلتهم السياحية، وتمكنهم من إلتقاط كافة الصور الفوتوغرافية للقاهرة التاريخية من أعلى السور .