أكدت الدكتورة ميادة عبد القادر الباحثة بالمركز القومى لبحوث المياه، أن السبب فى اختفاء 5 فروع من نهر النيل فى الأزمنة القديمة يرجع إلى تصرف نهر النيل المنخفض وزيادة معدل الإطماء.
وأضافت عبد القادر فى تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن نهر النيل كان يتفرع فى الدلتا إلى سبعة فروع، لم يتبق منها الآن إلا فرعان "دمياط ورشيد"، نتيجة مكافحة الفيضانات وانجراف التربة، مشيرة الى أن فروع النيل قديماً سميت بـ "البيلوزى" الذى كان يمر بسيناء، و "التانيتى" و" المنديسى " و "الفاتنيتى فرع دمياط حالياً، و" السبنتينى" و" البلبتى " و" الكانوبى فرع رشيد حالياً".
وأشارت الباحثة بالمركز القومى لبحوث المياه إلى أن دلتا النيل لم تكن على حالة واحدة فى سائر العصور، وهى على الرغم من أنها قديمة العهد فإنها كانت صالحة للسكنى والعمران خلال العصور التاريخية القديمة.
وأوضحت عبد القادر، أن دلتا النيل الحديثة تتكون من نواة من الرمل والحصى التى تغطيها طبقة رقيقة من طمي النيل الحديث، والتى ترسبت خلال الثمانية آلاف سنة الأخيرة وقت الفيضان الذى كان يغطى الأراضى، ويترك ما كان يحمله من رواسب فوق سطح الدلتا التى كان النهر يتفرع فيها إلى فروع كانت كثيرة تحد كل منها أجزاء واطئة تسمح للمياه بغمر الأراضى التى كان البعض منها يبقى غارقاً طول العام، ليكون مستنقعاً دائماً أو بحيرة شبه مالحة كما كان الحال فى شمال الدلتا عندما تأثرت بعض أحواض الدلتا الشمالية بمياه البحر التى جاءتها فى أوقات ارتفاع منسوب البحر وانكسار الضفاف التى كانت تحجزه عنها.