علماء الأديان من أبوظبى: التغيير المناخى يهدد النبات والحيوان بالانقراض

تواصلت فعاليات ملتقي أبوظبي التاسع لتعزيز السلم بحضور كثيف من علماء الأديان والباحثين وتنوعت المحاور التي تركزت عليها مقاربات «عولمة الحرب وعالمية السلام.. الشراكات والمقتضيات»، وعقدت أربع محاضرات بعنوان "أزمة النظام العالمي والتحديات الأمنية الجديدة" و"التحديات الحيوية للسلم العالمي" - (الغذاء- الصحة- البيئة)، و"ضرورة الشراكات لتحقيق السلم العالمي". إلى جانب ثلاث ورش، حول "القيادات الدينية والروحية والسلم العالمي" و"المرأة ومقتضيات السلم العالمي". وأكد الحاج كارامو جاورا وزير الشؤون الدينية في جمهورية غينيا الجلسة الافتتاحية خلال الجلسة الافتتاحية أن دورة الملتقى الحالية تأتي في وقت دقيق تشهد فيه مناطق عدة حروب وتحديات يمتد تأثيرها إلى العالم، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي هو دين سلام وتعاون وآخاء، وأن مفردة (السلام) ذكرت مرات عدة في القرآن دلالة على قدسيتها، وقال إن منتدى أبوظبي للسلم يمثل سانحة مهمة لطرح الأفكار واقتراح الحلول لنجعل من السلام هماً عالمياً. وأشار جاورا إلى تجربة غينيا محلية في إرساء مقومات السلام حيث شكلت الحكومة لجنة للتنسيق بين دول المنطقة في قضايا السلم ومكافحة الأشكال المتعددة للتطرف، وقال "نحن ننادي بالتعاون بين شعوب العالم للتركيز على السلام وبحضورنا لهذه الدورة نود أن نؤكد أن غينيا ستنصت باهتمام لتوصيات هذا الملتقى، ونود أن تكون التوصيات متاحة لصناع القرار في العالم". من جهته تحدث اللورد والني في مداخلته عن الدور المؤثر الذي تلعبه الديانة في تقليل وطأة النزاعات، مشيداً بجهود الشيخ عبد الله بن بيه في جمع الديانات المتعددة تحت قبة هذا الملتقى، وقال لو تأملنا دور الدين في الحروب لزاد تقديرنا لأهمية مثل هذا الملتقى. مشيراً إلى أن البرامج مثل منتدى أبوظبي للسلم تنهض لتواجه مثل تلك النزاعات وتؤسس لبناء التسامح والاحترام والتعايش بين الشعوب. أما المفكر والكاتب اللبناني عبد الوهاب بدر خان فلقد استهل قائلا( السلام ليس موضوعا يومياً في الإعلام فالصحافة مشغولة بالحرب. عندما تكون الحروب على مستوى كبير كالذي في أوكرنيا لا يكون هناك ذكر للسلام، والتالي مثل هذا الملتقى مهم ولا بد من الأصرار عليه. وكل مراقب سياسي يجب أن يربي مثل هذه الثقافة وأن يدعم تعميمها أكثر لا لتنحصر على مستوى المجتمعات بل لتشمل الدول أيضا، لمسنا كابوس الإرهاب منذ سنوات قليلة، وقد حوربت (داعش) دولياً، ولكن ما الذي يمكن القيام به حين "تتطرف دولة"، كيف يمكن مواجهتها؟ هل تتم مواجهتها عبر مؤسسات السلام والأمن الدولية؟). وذكر المتحدث أن الحديث عن السلاح النووي بات شيئا عادياً وهو أمر ينذر بخطر كبير لذا يجب التحلي بالمسؤولية، مشيرا إلى أن هناك تحديات أخرى مثل نقص الغذاء وصعوبة التنقل أو انعدام الطاقة، وقال" هذه تحديات أمنية تثير نزاعات كبرى داخلية وخارجية. لا أحد يفكر في تداعيات الأزمة الغذائية ربما نحن مهمومون لكن من هو صاحب السلطة الذي يمكن أن يحد من التحديات؟ الحروب الصغيرة تخلق الحروب الكبيرة". وعقدت "ورشة المرأة ومقتضيات السلم العالمي" واستهلت الورشة عقيلة أحمد فقالت إن الخطوة الأولى التي يمكن أن تساعد النساء على القيام بدورهن تتأسس على الاعتراف بهن أولاً، وتقدير اسهاماتهن على مر التاريخ، مشيرة إلى أنها تعمل في المملكة المتحدة مع نساء مسلمات لكي يصبحن سفيرات للسلم، ثم سردت بعض القصص الدالة على التأثير السلبي للصور النمطية حول المرأة المسلمة، وقد أشارت إلى حادثة انفجار في لندن سنة 2017 حيث تم تصوير أمراة مسلمة وهي تسير بجوار موقع الانفجار وتتكلم في هاتفها، وتم تدوال الصورة على الإنترنت للتدليل على لامبالاة تلك المرأة لما وقع كونها مسلمة. وذكرت أن معظم النساء المسلمات يشعرن بالخوف من أن يتم استهدافهن ولكنهن مع ذلك يظهرن تضامنهن ويردن التأكيد على أنهن بريطانيات. مشيرة إلى أنها تعلمت من عملها أن النساء يقمن بعمل كبير ويقمن علاقات مهمة في المجتمع. وفي هذا السياق حكت عن مجموعة من المبادرات العملية والإعلامية التي قامت بها رفقة زميلاتها لإظهار الأدوار . وتحدثت الدكتورة رحيمة عبد السلام وهي خبيرة في الشراكات والسلام بالولايات المتحدة، عن الدور الملهم الذي تقوم به النساء لتعزيز ثقافة السلام، منادية بضرورة إشراك النساء في صناعة السلم المجتمعي، وقالت إننا بحاجة للالتزام بعملية صنع قرار شمولية لا تستثنى المرأة ولا بد من مظهر حقيقي لمشاركة فاعلة للنساء في القيادة. القيس ماي كانون تحدث عن العوائق التي تقلل من حضور المرأة في المبادرات المتعلقة بالسلام، وقالت إن التحدي الأول يتمثل في أن لدى النساء التزامات متعددة يأتي في أولها " أننا نأتي بالأطفال ونعتنى بهم وعادة لا يتم ذكر الجهد الذي تبذله المرأة في هذا الجانب، كذلك لدينا التزامات أخرى في الأسرة والمجتمع ولدينا عراقيل اقتصادية وثمة نساء يعانين من نقص التعليم كما يخشين العنف. ودعت أسماء كفتارو، عضو المجلس الاستشاري النسائي للموفد الأممي، إلى تنقية المناهج الدراسية من كل ما يسيء إلى النساء ، ونادت بإدارج كل ما يتم الحديث عنه اليوم من برامج تمكين وقوانين داعمة للمرأة في المقررات المدرسية، وهي روت مجموعة من الوقائع لإظهار كيف تساهم التفسيرات الخاطئة والآراء الفقهية في معاداة النساء المسلمات. وعقدت "ورشة النظام الدولي والتحديات الأمنية الجديدة" بإدارة الدكتور علي عبدالله الأحمد- دبلوماسي إماراتي وسفير سابق لدولة الإمارات لدى ألمانيا وفرنسا، (الإمارات)، ومقرر الورشة الدكتور أوستن تيفاني، وشارك فيها معالي نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بالإنابة- (الإمارات العربية المتحدة)، نوكس تايمز، خبير زائر في معهد المشاركة العالمية (الولايات المتحدة الأميركية)، أحمد المسلماني، كاتب مصري- رئيس مركز القاهرة للدراسات الإستراتيجية. كذلك، عقدت "ورشة القيادات الدينية والروحية والسلم العالمي"، بإدارة الدكتور عبد الحميد عشاق- منسق موسوعة السلم في الإسلام، (المغرب)، ومقرر الورشة إمام قاري عاصم. وشارك فيها نورالدين ليمو، مدير البحوث والتدريب في معهد الدعوة بنيجيريا، (نيجيريا) و الدكتور رضوان السيد- عضو مجلس أمناء منتدى أبوظبي للسلم، عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدكتور روفين فايرستون- أستاذ كرسي ريغنشتاين في اليهودية والإسلام في العصور الوسطى في كلية الاتحاد العبري- المعهد اليهودي للدين، أمريكا، الشيخ غاندي مكارم- قاضي طائفة الموحدين الدروز، لبنان. وعقدت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور فيصل بن معمر المشرف العام على "سلام" للتوصل الحضاري، تحت عنوان "التحديات الحيوية للسلم العالمي.. الغذاء، الصحة، البيئة"، وشارك فيها البروفسور جيفري ساكس، أستاذ جامعي ومدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، أمريكا (عن بعد)، والدكتورة عظمى سيد طبيبة، رئيسة فريق عمل كوفيد 19 (أمريكا)، السيد كولن بلوم، مستشار الحكومة للشراكات الدينية، الحكومة البريطانية (المملكة المتحدة)، والدكتورة أمنيات الهاجري، مديرة الصحة العامة والسياسات في دائرة الصحة أبوظبي. وتحدثت الدكتور أمنيات الهاجري المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع – أبوظبي (الإمارات)، فاستهلت كلمتها بلفت النظر إلى أن التحديات الحيوية التي تواجه المجتمعات البشرية المعاصرة على مستويات الصحة والغذاء والمناح، هي تحديات مترابطة ولا يمكن فصلها. فمشكلة الغذا هي تعكس حقيقة أن العالم يمضي باتجاه معاكس للتنمية المستدامة. وآخر التقارير الدولية بهذا الخصوص تؤكد أن الصراعات فاقمت الوضع الصعب الذي يعاني الملايين من سكان العام. وشددت الهاجري على أن كوفيد 19 هو واحد من العديد من الفيروسات والأمراض التي يمكن أن تتحول إلى جوائح تهدد الإنسان في كل مكان. والأسباب دائما تعود إلى عدم وجود أنظمة مراقبة، ونقص في تمويل البحوث أو تغطية اللقاحات المطلوبة. والأمر عينه على مستوى التغيير المناخي الذي راح يهدد العدد الكبير من الأنواع النباتية والحيوانية بالانقراض. وأنه لا بد من العمل الجاد لوقف الانزلاقات الكبيرة التي تحدث في قضيايا الغذاء والصحة والمناخ. وذلك لن يكون كما يجب أن إلا من خلال الشراكات والشفافية في البحوث، التي توفر الوقت والامكانيات. وعرضت الهاجري تجربة الإمارات في التعامل مع الجائحة، فلا حظت أنها تأسست على قول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، "لا تشلون هم"، فالغذاء خط أحمر والدواء او اللقاح للجميع.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;