قال المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب،عضو مجلس حكماء المسلمين، ورئيس السودان الأسبق، إن العالم يحتاج الى بوصلة تهديه الى السلام والتعايش لأن الحروب الإقليمية والأهلية أودت بحياة الملايين من سكان الأرض بمختلف معتقداتهم وتوجهاتهم، مشيرا إلى أن مثل هذه الملتقيات تمثل وسيلة من الوسائل التي تقرب وتحقق السلام والتعايش بين مكونات العالم.
وأضاف إن الإنسان يمتلك الآن الكثير من أسرار الأرض والبحار والفضاء فمن مصلحته الاستفادة من هذا الواقع وتحويله إلى المصلحة الإنسانية عبر حوار يرتقي الى تحالف يجنب البشرية ويلات الحروب والدمار.
وأشار إلى أن الإسلام يؤكد على وحدة البشرية في دين الله الواحد، والمولى عز وجل تحدث إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالرسل الذين أرسلوا قبله في إشارة إلى أن الدين كله من عند الله، لافتا إلى أن الغلو والتطرف يعد أحد أكبر العقبات التي تقف أمام التعايش السلمي العالمي إذ أن هناك متطرفين من المسلمين كما يوجد في الجانب الآخر متطرفون وجميعهم يشوهون صورة أديانهم.
وأرجع المشير سوار الذهب التحديات التي يواجهها الحوار والتعايش بين الحضارات لخطأ المنهجية المعرفية لدى الغرب فضلا عن هيمنة عقلية الصدام والغلو والتطرف، منوها إلى أن الإنتقاد الذى يمكن أن يوجه الى الخطاب الغربي هو الإستعلاء المتعمد الذي يمارسه الغرب لما سواه من حضارات وأمم.
وأوضح أنه من بين المشكلات التى تواجه حوار الإسلام والغرب هو خطأ المنهج للحصول على المعرفة حيث أن كل الطرق التى أخذ منها الغرب تكوين رؤيته عن الإسلام ليست هي الطرق التى تصل به الى تشكيل رؤية موضوعية وعلمية عن الإسلام فهو يأخذ من الإستشراق وأهدافه المعروفة ثم أجهزة الإعلام وإثاراتها المعهودة وغير ذلك من الطرق الملتوية التى يتخذها الغرب لمعرفة الإسلام فتأتي حصيلة ما عرفه عن الإسلام كلها لا تعدو إنطباعات جاءت إليه من مصادر مشبوهة تتعمد الإساءة.
وأكد ضرورة تشجيع الخطاب المعتدل الذى يصدر من بعض الباحثين والمفكرين الغربيين والذين غالبا ما تكون نواياهم صادقة وبذات القدر على الخطاب الإسلامي، مشددا على اهمية أن يكون الحوار مع الغرب حوارا شاملا على كل جوانب الحياة كما أنه لا بد من تهيئة كل الثغور بالحوار الصحفي والإعلامي والدبلوماسي والعلمي والسياسي والإقتصادي والفني لتحقيق التقارب بين الأديان وبالتالي بين الشعوب.