ناقشت القمة العربية للطيران المنعقدة فى البحر الميت بالأردن، خلال اليوم الأول، سبل تعزيز الطيران بين الدول العربية كأحد أهم أعمدة الاقتصاد والدخل القومى للدول.
وفى البداية، أكد بندر أل فهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، خلال جلسات اليوم الأول لقمة العرب للطيران والمنعقدة بالمملكة الأردنية الهاشمية، أن السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة، حيث أنه لا سياحة بدون نقل جوى.
وشدد على ضرورة التكامل والتنسيق بين القطاعين لتحفيز الاقتصاديات العربية، مشيرًا إلى أنهما (السياحة والطيران) يعدان من أهم القطاعات التى تساهم فى الحد من البطالة، حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة أن القطاعين دعما بشكل مباشر ما يقارب من 108 مليون وظيفة حتى عام 2015، كما استفاد 277 مليون شخص بشكل غير مباشر من دعم قطاعى السياحة والطيران.
وأوضح "الفهيد" أن حجم الإنفاق على السياحة العلاجية والتى تعد من أهم مصادر الدخل فى حركة النمو والتدفق السياحى قد بلغت حوالى 27 مليار دولار فى العالم العربى.
وحول قطاع النقل الجوى، أشار رئيس المنظمة العربية للسياحة إلى انتقال 196 مليون راكب على متن رحلات محلية وعربية من خلال شركات الطيران العربية، مضيًفا إلى أنه يؤثر على الناتج المحلى العالمى بقيمة 3.50 % بما يوازى 2,7 تريليون دولار.
وعن انخفاض السياحية البينية بين الدول العربية، أوضح عبد الوهاب تفاحة، رئيس الاتحاد العربى للنقل الجوى أن عدم فتح السماوات بين الدول العربية يعد من أهم أسباب تراجع السياحة العربية.
وأضاف أن الأمن والحصول على التأشيرات أصبح غاية فى الصعوبة بين الدول العربية بعضها البعض على خلاف ما تتيحه الدول الأوربية التى تدعم القطاع السياحى.
وأشار "تفاحة" إلى أن الأمن منظومة قد تعتمد فى معطياتها على المعلومات الاستباقية للحدث، مطالبًا بضرورة التيسير فى الحصول على التأشيرات وصولاً لإلغائها نهائيا بين الدول العربية.
وأكد أن الدعم الحكومى لابد أن يكون محددًا فى إنشاء البنية التحتية بالمطارات، وإدارة الحركة الجوية بالإضافة إلى إصدار التشريعات التى تحد من زيادة الضرائب والرسوم على تذاكر الطيران والإقامة بالفنادق.
وطالب "تفاحة" إلى ضرورة وقف عملية دعم الحكومات لشركات النقل الجوى تحت مزاعم حماية الشركات الوطنية، مؤكدا أن حماية عدة وظائف لها أضرار بالغة على صناعة كاملة.
وكشف رئيس الاتحاد العربى للنقل الجوى أن 60% من الأجواء العربية مغلقة أمام حركة الطيران لأسباب عسكرية، وتساءل: "ما التهديد الأمنى الذى تسببه طائرة تحلق على ارتفاع يقارب 65 ألف قدم بالمجال الجوى لأى من الدول العربية؟".
ونوه تفاحة إلى أنه فى حال الفتح الكامل للسماوات العربية، سيتم توفير 29 دقيقة فى المتوسط.
وجمعت القمة التى أقيمت فى منطقة البحر الميت بالأردن التى حضرتها لينا عناب، وزيرة السياحة والآثار الأردنية، كبار المسؤولين التنفيذيين فى قطاعى الطيران والسياحة لمناقشة موضوع "تواصل الثقافات وتحفيز الاقتصادات" الذى تتناوله الفعالية في دورتها هذا العام.
وشهدت الفعالية توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة السياحة العربية وقمة العرب للطيران، وذلك فى خطوة تعكس الالتزام نحو تعزيز التعاون بين الجانبين.
واستهلت فعاليات القمة بكلمة افتتاحية ألقاها عادل العلى، رئيس قمة العرب للطيران، أشار خلالها إلى العلاقة الوثيقة والمهمة بين قطاعى الطيران والسياحة، كما حث على اتباع نهج تعاونى شامل لتحقيق المزيد من النمو والزخم فى قطاع السفر في المنطقة.
فيما أكدت لينا عناب، وزيرة السياحة والآثار الأردنية، أنه لا يمكن النظر إلى أحد القطاعين بمنأى عن الآخر، وسلطت الضوء على أهمية تعزيز البنية التحتية للمطارات وتيسير إجراءات إصدار تأشيرات الدخول، إلى جانب ضرورة بحث الضرائب والرسوم وغيرها من القضايا الأخرى التى يجب أن تُمنح الأولوية من قِبل الحكومات والتعامل معها بمشاركة جميع الأطراف المعنية، لاسيما أن قطاعى الطيران والسياحة يشهدان نمواً ملحوظاً يفوق معدله فى القطاعات الأخرى.
وانطلقت قمة العرب للطيران، اليوم الاثنين، حيث تقام فعالياتها على مدار يومين بالبحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، وعنوانها «تواصل الثقافات وتحفيز الاقتصادات» وتهدف إلى تسليط الضوء على ترابط الأدوار التى يلعبها قطاعا الطيران والسياحة ومساهمة ذلك فى تحقيق تنمية اقتصادية أكبر فى المنطقة، وتعد الفعالية الحدث الأبرز فى قطاع الطيران والسياحة فى المنطقة والذى يركز على التوجهات والرؤى الواسعة والفرص المتاحة لدفع عجلة النمو والتطور فى قطاع الطيران والسياحة فى العالم العربى.
وتجئ أهمية القمة من حيث أنها تجمع بين جانبين مهمين فى قطاع السياحة والسفر، وهما صناع القرار فى القطاع العام والخاص ووسائل الإعلام العربية.
وأُطلقت مبادرة قمة العرب للطيران فى عام 2011، وتُوصف بأنها المنصة الناطقة بقضايا القطاع، وتُقام سنوياً بالتعاون مع قادة قطاع الطيران والسياحة، وبمشاركة الهيئات الحكومية وممثلى وسائل الإعلام المرموقة والمؤسسات الرائدة للتحاور حول عدد من المواضيع الرئيسية التى تهم أصحاب المصلحة فى قطاع الطيران.