لا يعترفون بتغير درجات الحرارة ما بين الارتفاع الشديد فى فصل الصيف وتعرضهم لأشعة الشمس الحارقة او انخفاضها عند قدوم الشتاء ومواجهة اجسادهم التى انهكها التعب والإرهاق التى يواجهونها بملابس بالية لا تقيهم حرارة الصيف او تمنع عنهم برودة الشتاء فما يشغلهم هو اداء عملهم على اكمل وجه وهو جمع القمامة وتنظيف الشوارع دون النظر الى تقلبات الطقس او الالتفات لنظرات الدونية التى يقذفها البعض فى وجوههم .
"انفراد "قام بالحديث مع احد عمال النظافة الذى اكد على حبهلهذه المهنة على الرغم من الشقاء الذين يواجهونه وضعف المقابل المادى الذى يحصلون عليه .
" أحمد المهدى " احد عمال النظافة الذي تشاهده يوميا في شارع البحر الرئيسي بمدينة طنطا يسعى بكل نشاط يسارا ويمينا لرفع أكوام القمامة باستخدام ادواته البسيطة " مقشات الكنس ومعدات رفع أكوام القمامة والأتربة" لينتهى به الحال بعد 4 ساعات من العمل المتواصل على احد الارصفة ليأخذ قسطا من الراحة قبل ان يعود لاستكمال عمله مجددا
"انا دايما بحب أبقي حريص على أكل عيشي وقوت عيالي الأربعة ولازم أقوم واخرج من بيتنا الساعة 7 صباحا وأخلص شغلي 4 عصر ألف شوارع المدينة وأروح مناطق سكنية عشان أشيل الزبالة وارفع أكوام القمامة وربنا فضله عظيم وكبير وبيعيني على تحمل ارتفاع درجة الحرارة سواء في الصيف أو الشتاء ولازم اعرق عشان أحس بقيمة القرش اللي بكسبه بالحلال " هو ما بدأ به حديثه الرجل الاربعينى العمر والاب ل4 من الأولاد فى مراحل التعليم المختلفة .
مضيفا " أنا ربني رزقني بـ4 عيال منهم بنتين وولدين ولازم أعلمهم وأربيهم المرتب نعم قليل بس عمري ما سرقت وعارف ربنا كويس واسرتى يترضى بالقليل وربنا ساترها والحمد لله وعشان أواجه غلاء المعيشة بدور على شغلانه تانية اعمل بها في الفترة المسائية بعد الشغل تضر علي بدخل زيادة لأني مرتبي من الحكومة لا يتجاوز 500 جنيه "
وتابع :" عمال النظافة بمصر كادحين غلابة و مش لاقين غير صعوبة في حياتهم وتجاهل تام من قبل المسئولين لهم في المحافظة أو من جهه المواطنين الذين يبخسون حقهم في عملهم مبينا أن هناك دعوات للاحتجاج بين صفوف عمال النظافة بالغربية للمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة لضمان أحقية أبنائهم وأطفالهم الصغار من خطر التشرد أو الضياع "
أوضح أن حاله غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة أصبحت صداع مزمن في رأس كل عامل نظافة بسبب الأجور المتدنية " وكشف احمد بان ساعات العمل لعمال النظافة تتجاوز ما يقرب من 8 ساعات يوميا معربا عن حزنه لعدم وصول رسالته فى العمل على نظافة كافة المناطق السكنية ووقاية قاطنيها من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وعلى رأسها أمراض الصدر والربو وغيرها .
أشار إلى أن عامل النظافة شخص يكرم ويحترم بكافة البلاد المتحضرة ولكن للأسف هنا بدلا من توجيه كلمات شكر وتقدير نجده دائما يتهرب من المجتمع لما يسمعه من كلام قاس واهانات وتصرفات لبعض الأشخاص مهينة فلماذا كل هذا؟؟
واختتم حديثه مع انفراد متسائلا " أليس عامل النظافة مهنته شريفة ألم نخلق في هذه الدنيا ليكمل بعضنا بعض ولماذا كل هذا الذل والاحتقار لنا السنا أجدر بالتكريم ؟
نأمل أن نعيد النظر جميعنا في قيمة واحترام عمال النظافة لأنهم يستحقون كل الاحترام والتقدير والشكر لعملهم الطاهر الشريف