قال الشيخ محمود ياسين التهامى، نقيب المنشدين والمبتهلين، إن فن التواشيح يكاد يكون اندثر خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أنه لم يعد هناك منشدون يحفظون تواشيح تراثية، وأن هذا يعد تدهورا للإنشاد مما يدعو إلى الحزن، حسب وصفه.
وأضاف خلال برنامج "العودة للجذور"، الذى تنظمه جامعة القاهرة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، بقاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية، تحت عنوان "بين الأصالة والتجديد فى الإنشاد الدينى"، أن قمة الأصالة تتمثل فى مواكبة التقدم فى مختلف المجالات، مؤكدا أنه يجب على المنشدين أن يحاولوا مواكبة الموسيقى والإخراج والتصوير فى إنتاج الأناشيد والابتهالات، ومن ثم تطويرها وتصديرها للشعوب الأخرى.
وتابع، أنه لابد أن يكون التطوير متسقًا مع ثقافة الشعوب التى يرسل لها الفن الدينى، مؤكدا أن الموسيقى شىء جميل للغاية، وهناك أشخاص دخلوا الدين الإسلامى من خلال استماعهم للموسيقى، قائلأ: "نجد أن بعض الأفراد يحرمون سماع الموسيقى أو استخدام آلات معينة فى الفنون المختلفة".
وِأشار التهامى، إلى أنه وجد الكثير من الشرائط التى سجل عليها أصوات المنشدين القدماء تالفا فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، ولم يجد كثير منها مما يدل على أنه اختفى، قائلا: "كثير مما نحفظه اليوم لمشايخنا القدامى ليس موجود على شرائط، وهو ما جعلنا نقوم بتحفيظ ما نحفظ من أناشيد تراثية لمنشدين صغار وهذا واجبنا كى نحافظ على تراثنا من الضياع".
وقال، إنه أنشأ قناة على اليوتيوب، بالإضافة إلى نسخ من أناشيده ووضعها فى أماكن مختلفة، كما أنه اشترى خادم إنترنت لقناته فى قبرص كى يحفظ ما يقوم بإنشاده ويحافظ عليه من الضياع، مؤكدا أن تطوير الإنشاد الدينى ظهر فى إدخال الهندسة الصوتية على الأناشيد، واستخدام الصورة لإبهار المشاهدين، والأهم هو القيام بذلك مع المحافظة على المضمون والقالب اللغوى للأناشيد.
من جانبها، قالت سالمة الباز، مسئولة النشاط الثقافى بالإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة القاهرة، إن التقدم لابد له من جذور وأسس يبنى عليه، فمصر قامت حضارتها على ضفاف وادى النيل فى القدم، مضيفة أن فن الإنشاد الدينى يهدف إلى إرساء قيم التسامح والإخاء بين أفراد المجتمع، وهو فن يرقى بصاحبه ويجعله تأنس بالله.