شيخ الأزهر: الإسلام لم يكن في يوم من الأيام يربط الأسر بالأمزجة المتقلبة

- الإسلام لم يكن فى يوم من الأيام يربط الأسر بالأمزجة المتقلبة قال فضيلة الإمام الأكبر: أن التوصية بإحسان العشرة من ألزم ما يلتزم به الزوج تجاه زوجته وتجاه الأسرة معا، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) حيث أمر الله تعالى الأزواج بحسن معاملة زوجاتهن؛ لأن الزوجة لا ذنب لها أن كرهها الزوج، بل الذنب ذنبه؛ لأنه رجل متقلب المزاج، ضعيف الإرادة، ومثل هذه الأمزجة المتأرجحة لا يصلحها إلا علاج القناعة والاقتناع بهذه الآية الكريمة، ووَعْد الله لمن يقدم مصلحة الأسرة على رغبته وشهوته المتقلبة أن يجعل الله فى هذا الأمر خيرًا كثيرًا، وألفاظ التمنى والترجى مثل: عسى ولعل فى القرآن الكريم محققة الوقوع، وتنكير (خيرًا) للتعميم، فقد يكون بركة فى المال، وقد يكون بركة فى الأولاد، وقد يكون بركة فى الصحة. وأضاف فضيلته فى حديثه اليومى الذى يذاع قبل المغرب على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظم، أيضًا قوله تعالى: (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) يدل على ضرورة الإحسان إلى الزوجة، والرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: "خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" ولم يقل–صلى الله عليه وسلم: خياركم لمجتمعه أو خياركم لأمته، ونص على النساء بالذات، لأنه يعلم أن المسلم يجب عليه أن يلتزم بأدب معين حتى تسير الأسرة وتؤدى رسالتها على النحو الذى يجب، وقال أيضا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِى” ليقرر أن خير الرجال هم الذين يكونون مصدر خير لنسائهم ولأهلهم ويؤكد ذلك بقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِى” لِأَهْلِى، ليقتدى به كل الرجال فى الإحسان إلى زوجاتهن. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن هناك من يعتقد أن القسوة مع الزوجة والإساءة إليها مظهر من مظاهر الرجولة والشهامة، ونبه فضيلته إلى ضرورة الإقلاع عن عادة سيئة تمحق حسنات الزوج مهما بلغت، وهى التعود على سب زوجته بلعن أبيها... وأحيانا يكون ذلك على سبيل المزاح أو النقاش العام، فمثل هذه الألفاظ من الكبائر حتى لو قبلت الزوجة أو تعودت عليها، وعلى الزوج أن يقلع عنه فورًا وأن يستسمح زوجته فيما فرط منه. وأكد فضيلته أن تقديم مصلحة الأسرة على المصلحة الشخصية يدخل فى نطاق الواجبات الشرعية، وليس إحسان العشرة أمرا اختياريا للزوج، حين يكرهها يؤذيها وحين يحبها يحسن إليها، فالأمر ليس كذلك، لأن البيوت لا تبنى على الرغبات والنزوات المتقلبة، فالإسلام لم يكن فى يوم من الأيام يربط الأسر بالأمزجة المتقلبة أبدا، بل ينحيها جانبا ويأمر بتحمل المسؤولية؛ لأنه مسؤول عنها أمام الله عز وجل يوم القيامة عما استرعاه حفظ أم ضيع، منوهًا إلى أن هناك توجيهات صارمة فى حسن معاملة الزوجة، أن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها، لا كما هو الحال الآن إذا كرهها ظلمها وعاملها معاملة غير إنسانية، فهذا حرام.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;