فتاوى وآراء كثيرة خرجت من شيوخ وعلماء أزهريين أجازوا فيها الاستماع إلى الموسيقى واعتبروها نوعا من تزكية الروح، بل أن كثير من القراء والمبتهلين كانوا أصدقاء لمطربين كبار فى تاريخ الفن المصرى، ورغم كل ذلك تبقى إذاعة القرآن الكريم هى الإذاعة الوحيدة التى لا تستخدم أى نوع فى الموسيقى فى موادها المذاعة و لا حتى فواصلها أو تترات البرامج، فهل المقصود من ذلك عدم اعتراف القائمين عليها بأن هناك موسيقى تليق بإذاعتها على إذاعة القرآن الكريم أم أن هناك سببا آخر؟.
تجيب الدكتورة هاجر سعد الدين التى تعد واحدة من أشهر مذيعى شبكة القرآن الكريم، والتى تولت منصب رئاستها على مدار 9 سنوات، حيث تكشف فى تصريحات لـ "انفراد" أن الأزمة ليست كما يرى البعض أن إذاعة القرآن الكريم ترفض التطوير أو تتشدد فى عدم استخدام الموسيقى، بل أن الأمر يرتبط بضوابط إعلامية لا يدركها سوى من يعملون بالإذاعات المختلفة.
وتوضح هاجر سعد الدين فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن كل إذاعة تسعى دائما لتشكيل شخصيتها وهويتها بعدة طرق من بينها أصوات المذيعين وطبيعة البرامج والتترات، وأن الدليل على ذلك أن المستمعين للإذاعات يستطيعون أن يميزوا بين أصوات الإذاعة دون ذكر اسمها، فبمجرد ان يستمع لصوت معين يعلم أن هذه إذاعة البرنامج العام أو الشرق الأوسط أو القرآن الكريم، وأن هذه النظرية مهمة جدا فى ارتباط المستمع بالإذاعة التى يحبها.
وأضافت سعد الدين أن إذاعة القرآن الكريم لها طبيعتها وسماتها الخاصة التى من الصعب تغييرها، لأنها ستغير هوية الإذاعة بأكملها، وأن استخدام الموسيقى فيها سيجعلها تفقد تلك الهوية والروح التى تميزها، مشددة على أن ذلك ليس له علاقة بتحريم أو إجازة الموسيقى، مؤكدة أنها شخصيا تحب الموسيقى وتستمع لها، لكن الأمر فى الإذاعة مختلف، وأن التطوير يكون فى المحتوى المقدم للمستمع وليس فى هوية وروح الإذاعة التى ألفها الناس وارتبطت بها.
