"علي" رسام البهجة على منتجات الخزف والفخار بالفيوم .. تعرف على قصته

تجده يجلس فى زاوية بعيدة بمدرسة تعليم صناعة الخزف والفخار بقرية تونس بمحافظة الفيوم، أمامه منتجات الخزف وفى يده فرشاة الرسم وينقش بعناية على المنتجات ويمسك بها كأنها قطعا من الماس يخصى عليها أن تقع من يداه ، ينقش رسوما مختلفة ومتنوعة مستوحاة من خياله ومن الطبيعة من حولة لا يقلد أحدا ، معروف عنه إتقانه لصنعته وإخلاصه لها لا يحب التصوير ولا الظهور فى القنوات التلفزيونية ، مؤكدا أنه يتقن عمله ولا يرى فى ذلك ما يستحق أن يتحدث عنه. بعد محاولات عديدة لإقناعه للتخلى عن عمله لدقائق والحديث معنا، قال على محمد أنه لا يتذكر كثيرا عن بداية تعلمه لمهنته ولكن كل ما يذكره أنه منذ 18 عاما وهو يعمل بها ، يقول محمد أنه صغيرا جدا عندما دعته السيدة إيفيلين بيوريه السويسرية التى حضرت للقرية وأقامت بها للإلتحاق بمدرسة جديدة أنشأتها بالقرية لصناعة الخزف والفخار وكعدد كبير من أبناء القرية ألتحق على بالمدرسة فى فصل اليف بعد انتهاء عامه الدراسى وبدأ تعلم صناعة الخزف ووجد فى الأمر متعة وبدأت أيفيلين تشيد بتمكنه فى صناعة الخزف وحرفته البارعة فى الرسم بالفرشاة على المنتجات وإختياره للألوان. يضيف على.. قررت أن تكون هذه هى مهنتى وكنت أذهب لمدرستى صباحا ولمدرسة إيفيلين بعد الظهيرة حتى حصلت على دبلوم تجارة وتفرغت لصناعة الخزف وتزوجت إحدى الفتيات التى تعمل بصناعة الخزف بالمدرسة وأصبحت المهنة عشقنا الوحيد أقضى ساعات يومى هنا فى هذه الزاوية أرسم الرسومات على الخزف ، وعلى الرغم من إتقانى لجميع مراسل صناعة الخزف إلا أننى أفضل الرسم عليه ومولع به وهو ما يجعل زملائى بالمدرسة وزوجتى يستعينون بى لإنهاء مرحلة الرسم على منتجاتهم. وعن مراحل صناعة الخزف قال على إلى أنهم يقومون بشراء "الطين الأسواني" من مصر القديمة ويتم وضعها فى احواض مياه لفترة تتراوح من 7 إلى 20 يوما وتستخرج ويتم وضعها على قماش حتى تجف وبعد ذلك يتم جردها والعمل بها على "الدولاب" المخصص لذلك ويتم عمل المنتج ثم تركه فى الشمس حتى يجف تماما ثم النقش عليه وتلوينه وبعدها يدخل للفرن فى آخر مراحل تصنيعه. وعنأجره مقابل عمله أكد على أنه يتم إحتساب الأجر بنسبة على المبيعات وهى سياسة جيدة تساهم من تحسين جودة الإنتاج ، مؤكدا أن الحرفة مرتبطة بشكل كبيربنشاط حركة السياحة حيث أحيانا تكون القرية ممتلئة بالسائحين وتكون حركة البيع كبيرة ويزيد دخلنا. ولفت على إلى أنه لديه طفلة صغيرة وسيعلمها صناعة الخزف ولكنه سيشجعها على استكمال دراستها.