صور.. البقيع الثانى للمسلمين.. حكاية استشهاد 5 آلاف صحابى فى البهنسا بالمنيا

تشتهر مدينة البهنسا إحدى قرى مركز ومدينة بنى مزار محافظة المنيا بتلالها الأثرية وموالد الأولياء والشهداء، وقد مر بها العديد من التطورات والتغيرات على فترات وحقب التاريخ المختلفة بداية من العصر الفرعونى ثم اليونانى الرومانى نهاية بالعصر الإسلامى وكانت ذات مكانة هامة فى العصر الإسلامى ودل على ذلك العديد من الآثار العمرانية القائمة والدارسة التى كانت تزخر بها مدينة البهنسا من جوامع وقباب ووكالات وحمامات وازدهار الفنون بها ومن أهمها النسيج والخزف والفخار والمسكوكات، حيث كانت من أهم مراكز هذه الصناعات. وتعتبر البهنسا متحفا تاريخيا مفتوحا وذلك من عصور مصرية قديمة ووجدت بها اثار تدل على تاريخ هذه الفترات المتعاقبة على مصر . التسمية كانت البهنسا قبل الإسلام تسمى بمج أو بمجة وهى كلمة قبطية ومن هنا سماها العرب المسلمون بالبهنسا . وفى أواخر العصر الاسلامى عرفت بالبهنسا الغربية تمييزا لها عن قرية صندفا التى عرفت بالبهنسا الشرقية فهما متقابلتان على شاطىء بحر يوسف وكانت صندفا من اهم شون الغلال ايام على باشا مبارك . البهنسا ليست هى القرية الحالية ولكنها تقلصت نتيجة للتطور الادارى واختلاف وسائل المعيشة من عصر لاخر حيث كانت تمتد من الواسطى بنى سويف إلى الفسم الشمالى من محافظة المنيا مركز سمالوط . وكانت الواحات تابعة اداريا للبهنسا حيث تبعد عنها بحوالى 160 كم وكانت تمر بها التجارة والمواصلات عن طريق عرف (درب البهنساوى ) حيث ذكر المقريزى فى خططه ومن البهنسا يفوزون إلى الواحات. وذكرها الرحالة ابن بطوطة بأنها مدينة كبيرة وبساتينها كثيرة وتصنع بها الصوف الجيدة والنسيج المطرز، حيث قال ثم سافرت منها إلى مدينة البهنسا وهى مدينة كبيرة وبساتينها كثيرة، " وضبط اسمها بفتح الموحدة وإسكان الهاء وفتح النون والسين " وتصنع بهذه المدينة ثياب الصوف الجيدة. وممن لقيته بها قاضيها العالم شرف الدين، وهو كريم النفس فاضل. ولقيت بها الشيخ الصالح أبا بكر العجمي، ونزلت عنده وأضافني. ثم سافرت منها إلى مدينة منية ابن خصيب، وهى مدينة كبيرة الساحة متسعة المساحة مبنية على شاطئ النيل. وحق حقيق لها على بلاد الصعيد التفضيل. بها المارس والمشاهد والزوايا والمساجد وكانت فى القديم منية عامل مصر الخصيب.وذكر الواقدى بأنه حضر البهنسا عشرة الاف عين رأت النبى صلى الله عليه وسلم وسبعون بدريا ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول صلى اللهوالامراء والسادات واصحاب الرايات 1400 ودفن بأرض البهنسا نحو 5000 صحابى . وذكرها على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية بأنها مدينة كان لها شهرة عظيمة ومسطحها حوالى 1000 فدان ويعمل بها الستور الذهبية وكان طول الستر 30 ذراعا وكان اقليمها يضم 120 قرية غير الكفور والنجوع وكانت وقت فتحها العرب المسلمون عالية الجدران حصينة البنيان ومنيعة الاركان وكان لها ابواب اربعة الشمالى قندس والغربى الجبل والقبلى توما والشرقى البحر وكان لكل باب ثلاثة ابراج وكان بها اربعون رباطا وقصور ومساجد كثيرة وبنهايتها الغربية يوجد محل شهير عرف بالسبع بنات فيه نوع انحدار وفيه مراغة يتمرغ الناس فيه ذكورا واناثا طلبا للشفاء وكان به مجموعة من القبور . علماء البهنسا وزخرت البهنسا بالعديد من العلماء ومنهم شهاب الدين ابو العباس احمد بن ادريس الصنهاجى البهنسى المصرى الذى تولى رئاسة المالكية ولازم الشيخ عز الدين بن عبد السلام والف كتب التنقيح فى الاصول وشرح المحصول والقواعد . الوجيه البهنسى عبد الوهاب بن الحسن إمام فى الفقه وولى قضاء الديار المصرية عام 685 ه. عبد الحى بن الحسن بن زين العابدين الحسينى البهنسى المالكى ولد بالبهنسا 1083ه وتوفى 1181ه وكان شيخا بهيا معمرا منور الشيبة اضاف للحياة العلمية والثقافية الكثير . وقد سميت أيضا باسم مدينة الشهداء، حيث إن المدينة استعصت فى بداية الأمر على جيش المسلمين ولم تفتح إلا بعد سقوط العديد من شهداء الصحابة والتابعين وهذا مادل عليه عدد القباب الموجودة على أرض البهنسا والتى تنسب إلى شهداء الصحابة مثل محمد بن عقبة بن عامر الجهنى وزياد بن الحارث بن عبد المطلب وابان بن عثمان بن ابان وعبد الرحمن بن ابى بكر الصديق وغيرهم . الفتح الإسلامى عندما انتهى عمرو بن العاص من فتح مدن الوجه البحرى والقاهرة والجيزة والاسكندرية وأراد السير لفتح الصعيد فأرسل إلى سيدنا عمر بن الخطاب يطلب منه الإذن فى السير لفتح الصعيد فأشار عليه أن اردتم فتح الصعيد فعليكم بالبهنسا وإهناسيا أهناس قريبة من مصر، والثانية يقال لها البهنسا أمنع وأحصن وبلغنى أن بها بطريقاً طاغياً سفاكاً للدماء يقال له البطليوس وهو أعظم بطارقة مصر كما بلغني، وأنه ملك الواحات فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين وعليك بتقوى الله فى السر والعلانية، أنت ومن معك، وأنصف المظلوم من الظالم، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر وخذ حق الضعيف وهما اهم معاقل الروم فان سقطتا سقط الروم جميعا ولن تقم لهم قائمة بعد ذلك ولا يسير عمرو بن العاص على رأس الجيش حتى يكون هناك مهابة فى نفوس الاعداء فأرسل بالفعل قيس بن الحارس المرادى الذى يفت الناس فى زمانه ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب وذهب لفتح البهنسا وحاصرها وعسكر بقرية القيس التى سميت باسمه ولما علم الروم بذلك جمعوا كل فلول حاميتهم وعلموا انه لو سقطت البهنسا لسقط الصعيد كله واشتدت المعركة واشتد الحصار فأرسل إلى خالد بن الوليد يطلب منه أن يسير معهم هو والمهاجرين والانصار ولكنه ارسل ابى عبد الله الزبير بن العوام ومعه 300 فارس ولما بعد ارسل خلفه المقداد بن الاسود وضرار بن الازور ودفع لهما 200 فارس ثم عبد الله بن عمر ومعه 200 فارس وعقبة بن عامر الجهنى ومعه 200 فارس . واستقرت القبائل العربية بالبهنسا حيث سكنها قبيلة غفار التى تنتمى إلى ابو ذر الغفارى وتكون منها الجيش المسلم واختارت البهنسا واستقرت بها قبيلة بنى الزبير من ابناء الزبير بن العوام . ويقول سلامة زهران مدير منطقة البهنسا، إن المنطقة تفد إليها الزيارات على مدار أيام الأسبوع وتزداد خلال أيام الجمعه والاعياد والمواسم سواء زيارات داخلية أو خارجية، ولفت أن من ابرز الشخصيات التى زارت البهنسا فى الحقبة الماضية كان الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ سيد طنطاوى شيخا للأزهر الشريف ولفت قائلا إنه تم عمل بروشور عن اثار البهنسا من خلال وزارة السياحة والاثار وتاريخها وذلك لتوزيعه على الزيارات الوافدة للبهنسا، وحاليا فى انتظار البدء فى اعمال ترميم وصيانة اثار البهنسا من خلال ميزانية تم رصدها من وزارة السياحة والاثار وسوف تخضع عملية الترميم لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة . وأشار إلى أنه تم غلق المنطقة الاثرية بالبهنسا وهى اتخاذ لاجراءات احترازية ضد تفشى فيروس كورونا ومنعا للزحام والتكدس اثناء الزيارات وخاصة فى ايام الجمعة والاعياد وقال أن المنطقة تزخر بالعديد من قباب الصحابة ومن بينها قبة محمد الخرسى والحسن الصالح والسيدة رقية وكذلك قبة السبع بنات وهى نوع انحدار ومراغة يتمرغ فيه الناس من الرجال والنساء طلبا للشفاء . وقبة أبو محمد يوسف بن عبدالله التكرور وهو أحد الأمراء المغاربة، وكذلك قبة الأمير زياد بن أبى سفيان وهواة بنت الأزور وعلى الحمام واولاد عقيل . وأضاف أيضا يوجد قبة أبان بن عثمان بن عفان وقبة ابوسمره ومحمد بن عقبه بن عامر الجهنى ومحمد بن أبى ذر الغفارى ومحمد ابن أبى بكر وغيرهم الكثير من الصحابة والتابعين دموع الزائرين على أبواب سيدى على الجمام ورغم إغلاق الأماكن أمام الزائرين إلا أنه مازال البعض حريصا على زيارة المكان من الخارج، يقفون على أبواب سيدى على الحمام وهو أحد المعالم الأثرية الموجودة بالبهنسا، يتضرعون إلى الله لفتح أبواب الزيارة أمامهم يقول محمود على احد الزائرين احرص أن أتى كل يوم جمعه للزيارة وانا اعلم أن المكان مغلق، واضاف المكان يوجد به روحانيات عاليه ، خاصة مع أولياء الله الصالح سواء شهداء بدر أو التابعين ممن دفنوا هنا . وأشار ليت وحدى من ياتى لكن الكثيرين يأتون إلى هنا يتضرعون إلى الله لعودة فتح الأماكن أمام الزائرين من جديد . فيما قالت فاطمة ابراهيم إحدى السيدات التى تواجدن امام مزار السبع بنات، أن الحزن يخيم على الجميع بسبب إغلاق المكان للزيارة واضافت كان كل يوم جمعه والمواسم ياتى المئات هنا للزيارة ومنهم من كان يطلب الشفاء أو أن يرزقه الله بالولد، وكان ذلك يتم عن طريق التمرغ فى انحدار السبع بنات، واضافت ذلك لم يكن مقد النساء فقط بل الرجال أيضا، قائلة أتى كل يوم جمعه إلى المكان ادعوا الله أن يعيده من جديد الينا.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;