أقام بيت الشعر بالأقصر، حفل توقيع ومناقشة للمسرحية الشعرية "لمسة البعث" للشاعر والمسرحى أحمد سراج، حيث قدم الناقد الدكتور عادل ضرغام ورقة نقدية تناول فى أجزاءها أهم ملامح العمل ونقاطه المضيئة، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحى مدير بيت الشعر بالأقصر.
وبدأ القباحى بمقدمة تعريفية عن المسرح، وعن الإهمال الفكرى الذى يعانيه المسرح الشعرى بالذات، وعن مسرحية "لمسة البعث" يقول إن صاحبها بذل جهدًا ملموسًا فى تتبع فترة تاريخية مهمة من تاريخنا العربى أو ما يعرف تحديدًا بفترة "ملوك الطوائف" ثم تلاه الشاعر أحمد سراج متحدثًا عن هذه الفترة الخصبة من التاريخ التى دفعته لأن يكتب هذا العمل المسرحي، فهو مولع بشخصية ابن زيدون بحياته وشعره، وحبه لولادة، والنص المسرحى يتحدث عن ذهاب ابن زيدون ليرى ولادة وهو شيخ كبير فى أواخر حياته.
ثم قدم الناقد الدكتور عادل ضرغام رؤيته النقدية حول العمل وحول ما يمكن أن يكون قد أضافها لفن المسرح الشعري، تحدث الدكتور عادل ضرغام عن حضور التاريخ فى الكتابة المسرحية واشتباك هذا التاريخ بالواقع، واختيار الشخصيات والفترة التاريخية والأفكار التى يريد أن يمررها فابن زيدون هنا إطار لتقديم محاكمة للمشروع العربى المعرفي، فكل شخصية هنا تتحول إلى معانٍ وأفكار، والفكرة التى بنيت على المسرحية هى تجربة الحب الممتدة بين ابن زيدون وولادة، وتقديم مساءلة تاريخية لأحداث كثيرة من خلال هذه التجربة، كما تحدث الدكتور ضرغام عن حضور شخصية الشاعر أو المثقف وبخاصة إذا كان ينتمى إلى فترات زمنية سابقة هو حضور مهم لأن للشاعر أو المثقف رسوخًا ووجودًا بارزًا فى المخيال العربى بدلالته التاريخية، وبدلالته الوظيفية الآنية، وبدلالاته التى يمكن أن نغذى بها الماضى فيجعلنا هذا الحضور نعيد قراءة الماضي، ونعيد فهمنا الخاص لهذا الماضي، وطبيعته وحركته، فمن خلال هذا الحضور لا نقارب الحاضر فقط وإنما نقارب الماضى ونفهمه انطلاقًا من محددات آنية.
كما تحدث الدكتور ضرغام أيضًا عن التاريخ فى المسرح الشعرى فهو تاريخ ثابت بحمولاته الفكرية والدلالية ولا يتخطى حدود الحادثة فى سياقها التاريخي، ويأتى حضوره مشدودًا ومحددًا بسياقه التاريخي، ودلالته الثابتة، وفى فقرة المداخلات كان الحوار ثريًا حول المسرح الشعري، والمسرح النثرى والغنائية عند أحمد شوقي، والإسقاط فى المسرح وغيرها من المواضيع التى تم طرحها أثناء الحوار.
.jpg)
