مازالت صوره تملئ كل شبر فى المنزل، فى قرية الخسارة التابعة لمركز أبو قرقاص بالمنيا، تقطن أسرة الشهيد الملازم أول محمود أصلان صديق الذى استشهد دفاعا عن الوطن خلال مداهمات لعناصر إرهابية. رحل ولكن لا تزال كلماته تملئ الآذان وهو يطلب من زملائه فى آخر أنفاسه قائلا: "كملوا احنا على حق" ثم فارق الحياة".
قال أصلان صديق، والد الشهيد: علمت أبنائى الوطنية وحب الوطن منهم الرائد كريم أصلان دفعة 101 حربية وشقيقة محمود الشهيد، والاثنين كانا فى رفح وقت استشهاد محمود ولم أكن أعلم أن محمود فى رفح فى ذلك الوقت، ولم يخبرونى بذلك فقد كان محمود ملاك بيننا واجتماعي جدا وحافظ للقرآن الكريم وكان يعشق الأطفال .
وأضاف: محمود أخذ إجازتين وقبل ذلك بفترة أخبرنى أنه سوف يستشهد قلت له أن الشهادة لا تأتى لكل الناس، أنا حضرت حرب الخليج وكنت أتمنى الشهادة.
وأوضح قائلا: قبل استشهاده بـ6 شهور أخبرنى أنه سوف يستشهد، وقبل ذلك استشهد زميل له وجلس وهو يبكى كثيرا وبعدها سافر، ثم عاد من السفر فى منتصف شهر رمضان ودخل علينا فجأة وقال لنا ما رأيكم فى تلك المفاجأة، أخبرناه أنها مفاجأة سارة قال إن خبر استشهادى سوف يأتى إليكم بنفس الطريقة .
وأضاف والد أنه يوم استشهاد محمود اتصل بى صباحا اطمئن على وسأل على والدته فأخبرته أنها غير موجودة قال خلاص سوف أحاول أن اطمئن عليها مرة أخرى ولكن لم يحدث فقد استشهد.
وتابع: بعد استشهاد محمود اتصل بى شقيقه كريم ليخبرنى باستشهاد شقيقه وقال مبروك محمود استشهد ولكنى سمعتها أن محمود نزل إجازة، ولكنه أعاد على الخبر وقال محمود استشهد قلت الحمد لله، وبالفعل جاء محمود مع شقيقه وزملائه وقمنا بدفنه فى مدافن القرية، كان محمود محبوبا جدا بين أهل القرية حتى الاطفال فقد كان يلعب معهم فى الإجازة ويقوم بالحجز لهم فى البلاى استيشن ثم يتركهم ويرحل.
وقال إن محمود كان يتمتع بقوة خاصة حباه الله بها لكنه لم يكن يستخدمها، وعلى حسب كلمات زملائه أثناء نقله إلى المستشفى قال لهم "كملوا ..احنا على حق".
وطالب والد الشهيد بتخليد ذكرى نجله من خلال الموافقة على تخصيص قطعة الأرض التى تبرعنا بها لإنشاء مكتب بريد بالقرية تحمل اسم محمود، خاصة أن محمود استشهد أعزب وليس له من الولد من يحمل اسمه.