قدم تلفزيون انفراد فى بث مباشر له رحلة إنتاج أغلى خيط فى العالم وهو خيط الحرير الطبيعى من داخل أكبر مزرعة لإنتاجالحرير الطبيعى بالوادى الجديد، والتى يتم فيها تربية دود القز الذى يتغذى على أوراق نبات التّوت الهندى نظرا لتشبعه بالمواد المضادة للأكسدة والبروتين، والألياف التى تساهم فى الحصول على أفضل أنواع الحرير.
وتابعت كاميرا انفراد مراحل إنتاج الحرير الطبيعى، أو بداية من تعقيم بيض دود القز عند استيرادها وحفظها فى مكان آمن لمدّة ستة أسابيع إلى أن تتحوّل إلى يرقات ويتم تغذية اليرقات المتواجدة على أوراق التوت، حتى بلوغها مرحلة الشّرنقة حيث تقوم اليرقات الناضجة بإفراز مادة من غُدتين فى الرأس، تتحول إلى ألياف طويلة مستمرة على شكل خيوط، تتصل مع بعضها بواسطة صمغ سيريسين تنتجه غدتين أخريين، حيث يصل طول الخيط الذى تلف اليرقة به نفسها ما يقارب (600-800) متر.
وعن طريقة تربية دود الحرير يقول المهندس محمد جلال فى تصريح خاص لـ"انفراد" إن الجانب الزراعى يشمل زراعة التوت وإنتاج البيض وتربية الديدان وإنتاج الشرانق وحل الحرير وغزل عادم الحرير، حيث يتم حساب عدد العلب المطلوبة خلال شهر أكتوبر من كل عام وذلك للتربية خلال موسم الربيع الذى يليه، أما حجز البيض لتربية الصيف أو الخريف فيتم خلال شهر يناير من كل عام وتحتوى علبة البيض الواحدة على 20 ألف بيضة ويكون وزن العلبة حوالى 11,8 جرام.
ويضيف جلال أنه توضع ورقة عادية فى قاع صينية التربية ثم توضع فوقها الديدان، ويحاط مهد التربية بشرائط الأسفنج المبللة بعد عصرها ثم تغطى صينية التربية بورق البارافين على أن يرفع الغطاء قبل ميعاد التغذية بنصف ساعة وأيضا خلال فترات الصيام، وتحتاج الأعمار الصغيرة إلى درجات حرارة عالية ( 26-28 درجة مئوية ) ورطوبة نسبية مرتفعة أيضا ( 80-90% )، وتقدم أوراق التوت بعد تقطيعها إلى أحجام صغيرة حيث تقطع بمساحة 0,5 سم2 فى العمر الأول و1,5-2,5 سم2 فى العمر الثانى و3-4 سم2 فى العمر الثالث.
ويؤكد جلال أن التغذية تقدم 4 مرات يوميا الساعة 9 صباحا – 1 ظهرا – 5 عصرا – 9 مساءا، على أن يوقف تقديم الغذاء طوال فترة الصيام وحتى تمام الخروج من الانسلاخ ولا يتم تغيير الفرشة خلال العمر الأول بينما يتم تغييرها بعد تمام الخروج من الصومة الأولى وبعد الخروج من الصومة الثانية، ثم مرة فى منتصف العمر الثالث ومرة أخرى بعد تمام الخروج من الصومة الثالثة.
واشار جلال إلى أن تربية الاعمار الكبيرة الناتجة من علبة البيض تحتاج إلى 24 صينية وتثبت هذه الصوانى على هيئة أرفف فوق حامل من أربع قوائم من الحديد أو الخشب، بحيث تكون المسافة بين كل رف والذى يليه 30 سم وبذلك تحتاج العلبة أربع حوامل بحيث يحتوى كل حامل على 6 صوان.
ومن داخل وحدة حل الحرير يقول المهندس محمد جاد المشرف على وحدة إنتاج الحرير بالمشروع فى تصريح خاص ل انفراد عملية الحل تمثل دورا هاما فى جودة الحرير الناتج وارتفاع قيمته التجارية، حيث يتحكم فيه جودة الشرانق بنسبة 70% وعملية الحل بنسبة 30% حيث تغزل اليرقة الشرنقة على هيئة خيط واحد متصل، يصل إلى 1400 متر فى الهجن و800 متر فى السلالات، ويتركب الخيط من مادة الفيروين وهى مادة بروتينية تمثل 70-80% من وزن الخيط ومادة السيرين وهى مادة صمغية تذوب فى الماء الساخن، وهى مادة بروتينية أيضا تمثل 20-30% بالإضافة إلى 2-3% مواد دهنية وشمعية وألوان ومعادن.
ويضيف جاد أن الخيط الواحد الناتج من شرنقة واحدة لا يصلح لصناعة النسيج حيث أنه توجد 3 عيارات عالمية للحرير وهى عيار دقيق ( 9-15 دينيير ) وعيار متوسط ( 18-30 دينيير ) وعيار سميك ( أكثر من 30 دينيير ) والدنيير، هو وحدة قياس حجم الخيط ويعرف بأنه الوزن بالجرام لخيط طوله 9000 متر ويختلف باختلاف السلالات ويمكن تحديد عدد الشرانق، التى يجب حل خيوطها معا طبقا للعيار المطلوب حيث أن عيار 20-22 دينيير يمكن الحصول عليه من حل 7-8 شرانق كما يوجد ميزان خاص بالدينيير يمكنه تحديد ذلك بدقة للمحافظة على سمك الخيط بالعيار المطلوب.
أضاف جاد أنه يتم استخدام 3 أنظمة للحل وهى الحل البلدى وتعتمد عليه مصر اعتمادا كبيرا منذ عام 1975 حيث يتم الحل على دولاب الحل البلدى ويصل محيط دولاب لف الحرير إلى 180-200 سم وأحد أضلاعه متحرك، ويحتاج إلى 3 عمال ولا يستطيع إنتاج جميع العيارات بل العيار السميك فقط، حيث أن الحرير الناتج يكون به نسبة سيريسين مرتفعة تؤدى إلى حدوث فاقد أثناء التصنيع ويمكن حل 5 صفائح شرانق فى اليوم فى ورديتين ويستخدم الحرير الناتج عنه فى صناعة السجاد أو المنسوجات على الأنوال البلدية والحل الميكانيكى ( نصف إلى )، ويوجد منه طراز قديم حيث يحتوى حوض الحل على 6-10 عيون ويكون محيط دولاب الحل 140-150 سم وأحد أضلاعه متحرك وينتج جميع العيارات وهو أفضل من الدولاب البلدى ينتج 1 كيلو جرام حرير عيار متوسط فى اليوم ( 8 ساعات ).