بالصور..ارتفاع تكاليف الدفن فى ثانى أقدم جبانة إسلامية بعد البقيع بأسوان لـ500 جنيه.. والتكدس يهددها.. ومطالب بتفعيل قرار إغلاق المقابر الفاطمية ونقل الموتى

تتعرض جبانة أسوان الفاطمية، والتى تعد ثانى أقدم جبانة فى العالم الإسلامى بعد "البقيع" فى المدينة المنورة للإهمال وإخفاء معالمها، بعد أن تزايدت أعداد القبور التى توجد فيها ورفض أهالى أسوان دفن موتاهم فى الجبانة الجديدة.

ويستعرض "انفراد" الآثار السلبية الناتجة من تزايد حالات دفن الموتى فى جبانة أسوان والتى أصبحت لا تستطيع استيعاب المزيد من القبور، حتى تعالت الأصوات بضرورة صدور قرار من محافظ أسوان بغلق الجبانة أمام أعمال الدفن ونقلها إلى جبانة أسوان الجديدة بمنطقة غرب أسوان.

الأثرى حسن جبر، مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، قال "جبانة أسوان تعد ثانى أقدم جبانة فى العالم الإسلامى بعد "البقيع" فى المدينة المنورة، ويرجع تاريخ هذه الجبانة إلى بدايات القرن الأول الهجرى بعد الفتح الإسلامى لمصر مباشرة، حيث عثر فى الجبانة على أقدم شاهد حجرى إسلامى مؤرخ فى عام 31 هجريا باسم عبد الرحمن الحجزى أو الحجازى، وهذا الشاهد محفوظ حالياً فى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة".

وأضاف مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، أن الجبانة الإسلامية كانت تمتد من منطقة العنانى بوسط مدينة أسوان، والتى تسمى حاليا باسم "الجبانة البحرية" حتى طريق السادات حالياً والمعروفة باسم جبانة "السيد البدوى"، ولكن مع امتداد العمران وشق الشوارع والطرق اندثرت معظم هذه الجبانة وبقيت منها مجموعتان فقط.

وأكد "جبر"، أن وزارة الآثار تبرعت بمبلغ مليونى جنيه تقريباً لإنشاء جبانة بديلة فى غرب أسوان ومنع الدفن فى الجبانة الفاطمية منذ بضعة سنوات وذلك حفاظاً على القيمة الأثرية بالجبانة، والتى يوجد فيها قباب فاطمية تعود للقرن الخامس الهجرى، وذلك لأن استمرار الدفن فى الجبانة يؤثر على القباب الفاطمية ويشوهها نتيجة اقتراب القبور بشدة من القباب الفاطمية، بجانب أن البعثات الأثرية لا تستطيع القيام بأعمال الترميم للقباب بسبب تزايد أعداد القبور.

وأشار إلى أن اللواء سمير يوسف، محافظ أسوان الراحل، أصدر قراراً بمنع الدفن فى الجبانة الفاطمية، ثم صدر بعده قراراً من اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان الأسبق، بمنع الدفن أيضا ولكن لم يتم تفعيل هذين القرارين حتى اليوم، على الرغم من إنشاء جبانة بديلة فى غرب أسوان، لافتاً إلى حدوث العديد من المشكلات بين مفتشى الآثار والمواطنين حينما حاولوا منع الدفن فى الجبانة القديمة فى وقت سابق وتعدى عليهم الأهالى بالضرب لأكثر من مرة، لذلك يجب أن تتعاون جميع الجهات المسئولة معاً لمنع الدفن فى الجبانة الفاطمية تماما وذلك عن طريق غلق الأبواب الكبيرة للجبانة والإبقاء على باب واحد فقط لزيارة القبور، ومنع تواجد الحفارين داخل الجبانة بالتنسيق مع جمعية دفن الموتى، بحيث يتواجدوا فى الجبانة الجديدة فقط.

وتابع الحديث عن الأزمة، طاهر محمد جمعة، عضو بجمعية الخدمات الاجتماعية فى الحسناب بمدينة أسوان، قائلاً: "لا توجد حالياً أماكن خالية لدفن الموتى فى جبانة أسوان القديمة بسبب تكدس القبور وغرق مساحات كبيرة من الجبانة بالمياه الجوفية، لذا يجد الأهالى صعوبة كبيرة فى دفن موتاهم، وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع تكلفة الحفر والدفن فى هذه الجبانة والذى يتراوح حالياً ما بين 300 و500 جنيهاً نظراً لاستغلال الحفارين للأهالى بسبب ضيق الأماكن".

ولفت طاهر جمعة، إلى أن معظم الأهالى لا يفضلون دفن موتاهم فى الجبانة الجديدة التى تم إنشاءها على الطريق الصحراوى فى غرب أسوان منذ حوالى 6 أو 7 سنوات، لأنها تقع فى مكان بعيد للغاية ويحتاج الأهالى إلى وسائل مواصلات من أجل نقل المشيعين للجبانة، موضحا أنه الاتفاق مع المسئولين بالمحافظة فى وقت سابق على توفير أتوبيسين للنقل الجماعى لنقل المشيعين بأجر رمزى قدره 30 جنيها فقط ولكن لم يتم تنفيذ هذا المقترح مازال الدفن محدوداً فى هذه الجبانة حتى اليوم.

وأوضح بأن الجبانة الجديدة تحتاج إلى الاهتمام بالتشجير لحماية المواطنين من حرارة الشمس أثناء تشييع الجنازات، وأيضا يجب أن يتواجد العمال المسئولين عن الجبانة بشكل دائم ومنتظم، لأنه فى معظم الأوقات لا نجد هؤلاء العمال داخل الجبانة وكلما نسألهم عن ذلك يبررون غيابهم بصعوبة الذهاب للجبانة التى تقع فى منطقة بعيدة للغاية لذلك يجب توفير وسيلة مواصلات خاصة بالعمال أيضا أو صرف بدل انتقال لهم حتى ينتظموا فى البقاء فى الجبانة.

"حمدى حجاج" رئيس جمعية الحمر، ووكيل مجلس إدارة جمعية بنى هلال بأسوان، أوضح بأن المحافظة وزعت قطعة أرض مساحتها 500 متراً لكل جمعية فى جبانة أسوان الجديدة فى غرب أسوان خلال السنوات الماضية، وبنت كل جمعية هذه الأرض على حسابها الخاص بتكلفة تتراوح ما بين 15 إلى 17 آلف جنيه، وتابع قائلاً: "المشكلة الأساسية للجبانة الجديدة فى غرب أسوان أنها موجودة فى منطقة بعيدة للغاية على الطريق الصحراوى جنوب خزان أسوان، ويجد الأهالى صعوبة كبيرة فى نقل الموتى إليها لذلك يجب توفير أتوبيس خاص نقل المشيعين، حيث يشارك عشرات أو مئات المواطنين فى إتباع الجنائز نظراً لطبيعة الترابط والتماسك بين فئات المجتمع الأسوانى".

واقترح حمدى حجاج، تخصيص قطعة أرض بجوار جبانة الجزيرة شمال مدينة أسوان كتوسعات لهذه الجبانة التى ضاقت بالموتى أيضاً نظراً أهالى شرق مدينة أسوان سوف يجدون صعوبة كبيرة فى نقل موتاهم إلى الجبانة الجديدة فى أقصى الغرب.

وطالب أيضا بتفعيل دور جمعية دفن الموتى، والتى تم حل مجلس إدارتها مؤخراً، ويتعامل المواطنون مع جهة واحدة تتولى ترتيب كافة الإجراءات الخاصة بالجنازة والدفن وتوفير وسائل المواصلات وسيارة الإسعاف.

"عبد المتعال أغا" رئيس مجلس إدارة جمعية دفن الموتى، أكد أنه لا يوجد بديل عن غلق جبانة أسوان القديمة التى أصبحت لا تستطيع استيعاب المزيد من القبور، ويجب أن تقوم الجهات المختصة بتنفيذ القرار الصادر من محافظ أسوان بغلق هذه الجبانة وتعيين حراسة دائمة عليها من مجلس المدينة لمنع الدفن تماماً، وأيضا لمنع تعديات الأهالى والقيام بفتح الجبانة أمام الزيارة فى أيام الجمع والمناسبات فقط.

وعلق قائلاً: "يجب توفير بعض التسهيلات لتشجيع المواطنين على الدفن فى الجبانة الجديدة بغرب أسوان منها تخفيض أجرة نقل جثمان المتوفى بسيارة الإسعاف من مدينة أسوان إلى هذه الجبانة والتى تبلغ حاليا 150 جنيها، وأيضا إلغاء الرسوم المقررة على الجمعيات الأهلية نظير انتفاعهم بالجبانة الجديدة والتى تقدر بحوالى ألف جنيه سنوياً، وزيادة الإنارة داخل الجبانة من أجل تسهيل إجراءات الدفن ليلاً".

فى المقابل، صرح ناجح مصطفى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان، بأن جبانة أسوان ضاقت بالفعل بالقبور لدرجة أنه شخصيا شاهد عدد من المشيعين وهم يقفون فوق القبور أثناء مشاركته فى تشييع إحدى الجنائز بالجبانة، وعدم وجود أماكن خالية حتى يقفوا عليها.

واستكمل رئيس مدينة أسوان تصريحاته، موضحاً بأن قرار غلق جبانة أسوان القديمة هو قرار مجتمعى وشعبى فى المقام الأول وليس قرار تنفيذى فقط، لذا يجب أن تتفق جميع القيادات الشعبية والطبيعية فى المجتمع الأسوانى فيما بينها على غلق الجبانة القديمة ودفن جميع المتوفيين فى الجبانة الجديدة فى غرب أسوان وبعد ذلك يبدأ مجلس المدينة فى غلق الجبانة القديمة تماما ومنع الدفن داخلها.

وشدد على أن الجبانة الجديدة فى غرب أسوان متاحة لدفن الموتى حالياً، ويوجد فيها كافة المرافق من مياه وكهرباء ومسجد لإقامة الصلوات داخلة، علاوة على وجود سيارتى إسعاف لنقل الموتى من مدينة أسوان إلى الجبانة الجديدة بأجر رمزى وأقل من أسعار سيارات الأسعاف، وشهدت الفترة الماضية إجراء أعمال الصيانة اللازمة لهاتين السيارتين لتكونا تحت الطلب فى أى وقت، بالإضافة إلى وجود عدد من العمال والحفارين التابعين لمجلس المدينة والذين يتواجدون على مدار 24 ساعة بنظام الورديات لدفن أى جنازة، كما أنه سيتم إنشاء إدارة خاصة للجبانات بدلا من القسم الحالى من أجل تلبية كافة مطالب واحتياجات المواطنين.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;