بالصور..مأساة فتاة بالوادى الجديد أصيبت بشلل قبل زفافها بأسبوع

لم تفقد جمالها الهادىء رغم ظروفها، فعيناها بما فيها من بحور الحزن ما زالت صافية، وابتسامتها ترى فيها الطيبة ممزوجة بالوقار وقليل من التفاؤل، فتعيش حياتها كنصف إنسان، يتمدد جسدها على وسادة هوائية تفشل فى صد هجوم "قرح الفراش" الوحشى الذى يفتك بأنسجتها وينخر فى عظامها، تستيقظ أحيانًا على بكاء أمها وهى متشبثة بأقدام ابنتها تتضرع إلى الله أن ينقدها من مصيرها، فهى تحتاج إلى معجزة تعيد الحياة لنصفها الباقى. أسماء فتاة جميلة هادئة تبلغ من العمر 21 عامًا من أبناء محافظة الوادى الجديد، تعكس ملامحها جمال الواحات، قبل زفافها بأسبوع كانت تستعد للذهاب إلى الكوافير، ولكنها تذكرت أن سجادة الصالة ما زالت منشورة فوق السطوح، فقررت إحضارها وإصلاح طبق الدش، ولم تكن تعلم أن هذه هى المرة الأخيرة التى ستصعد فيها سلم العمارة على قدميها، بعد أن اختل توازنها، وسقطت على حائط استهدف الفقرتين الخامسة والسادسة، وتسبب فى تكوين تجمع دموى على النخاع الشوكى أصابها بالشلل لتبدأ الفتاة الجميلة قصة معاناة. التقت عدسة "انفراد" مع الفتاة المصابة بشلل نصفى ووالدتها، حيث قالت "أنا أسماء جمال من الخارجة وتعرضت لحادث تسبب فى إعاقتى، وجعلنى ألزم الفراش مند عامين فقدت فيها كل أمل لأن أمشى على قدمى مرة أخرى، حيث أصبت بغيبوبة بعد سقوطى لمدة 15 يومًا، واستيقظت منها على صدمة إصابتى بالشلل، وطاف والدى ويعمل شرطى بإدارة مرور الوادى الجديد على كل الأطباء والمستشفيات للبحث عن علاج إلا أنهم أخبروه أن علاجى خارج مصر، ويستلزم زرع خلايا جزعية أو نخاع، وأن تلك العمليات ما زالت قيد التجربة ولا يمكن إجرائها هنا، وتستلزم السفر للخارج، وأنا وأسرتى ليس لنا طاقة بتحمل تلك التكلفة الكبيرة لإجراء الجراحة". وأضافت أسماء "بعد إصابتى بالشلل، بدأت المشكلة الأخطر من تلك الإصابة وهى تعرضى لقرح الفراش التى مزقت أشلائى ووصلت الجروح إلى العظام حتى كادت أن تصيبنى بتسمم الأنسجة والغرغرينا، لولا لطف الله بى، بعد أن ساق لى طبيب من القوافل الطبية أجرى لى جراحة ناجحة فى ظهرى وتوقفت قرح الفراش، ولكنه ظهر فى منطقة القدمين، رغم أنى لا أشعر بهما إلا أن ألم تلك القرح بغليانه يجعلنى لا أتحمل ودخلت غرفة العمليات أول أمس وأجريت جراجة لاستئصال وتنظيف القرح وخياطتها". وتسترجع أسماء فصول معاناتها بعد علمها بالعجز، حيث تقول "كنت استعد لزفافى قبل أسبوع من الحادث، وبعد إصابتى أخبرت خطيبى أنى لاستطيع أن أظلمه معى، وأخبرت أسرتى أن ترد له أشيائه بالكامل، ولكنه رفض فى البداية وتقبل الأمر بعدها وتزوج بعد إصابتى بـ3 شهور، فكنت أعلم إنى لن أسعده فأنا عالة على أسرتى، وخاصة أمى التى لا تفارقنى، ووهبت حياتها من أجلى، حيث بدأنا رحلة العلاج حتى باع أبى ميراثه، وأنفقت أمى كل مدخراتها، رغم أن حالتنا المادية مستقرة، ونعيش فى منزل بناه والدى، إلا إنى أشعر بالآلم عندما آرى أسرتى تبيع كل ما لديها من أجل علاجى، الذى يتجاوز أكثر من 8 آلاف جنيه شهريًا، فالدواء مستورد ولا يتم صرفه على نفقة الدولة، والجراحات كلها على حساب أسرتى حتى الممرض الذى يقوم بتطهير جروح القرح كان يتقاضى 70 جنيه يوميًا على مدار عامين". وتؤكد أسماء أنها لا تنسى نظرة الحزن فى عيون الطبيب الذى كان يعالجها من القرح، والذى كاد أن يغادر المستشفى بسبب انتهاء برنامج القوافل الطبية ليعود إلى مستشفى سانت كاترين بسيناء إلا أن تأخر موعد الطائرة تسبب فى انقاذها، حيث أمر الطبيب فور مشاهدتها بإدخالها غرفة العمليات فورًا وبعد إجراء الجراحة كان متأثرًا جدًا بحالتها فهى صغيرة على الإصابة بقرح الفراش والعجز بهده الطريقة وطلب منها أن تصبر على الابتلاء. وأضافت أسماء "لقد أصبح الوجع بالنسبة لى أسلوب حياة"، وابتسمت وهى تقول "تخيل أنى فى ظروفى دى لحد دلوقتى بيتقدملى عرسان عايزين يخطبونى، وأنا برفض مع أنهم محترمين وولاد ناس، وكلهم راضيين بحالتى لكن أزاى، وأنا نص إنسان علشان أفرد رجلى من حركتها اللاإرادية بحتاج لأمى، وما حدش يقدر يدخل عليا وهية بتغير لى على الجروح من بشاعة المنظر، أمى دى جبل من غيرها أنا هموت فعلا". وبابتسامة رضا قالت أم أسماء وهى ربة منزل، أن أمنيتها الوحيدة فى الحياة أن ترى أبنتها تمشى مرة آخرى على قدميها، فهى لا تتحمل مشاهد الآلم والمعاناة والعجز واليأس الذى اقتطف زهرتها قبل آوانها إلا أن إيمانها بالله وثقتها أنه رؤوف رحيم بابنتها أكثر منها، هو ما يمنحها الصبر الذى تفقده بين حين وآخر بدافع الأمومة الغريزية، فتجد ابنتها هى التى تمنحها جرعة جديدة من الاحتساب والرضا بالقضاء والقدر. وتضيف أم أسماء أنها ترجو وتتوسل لكل مسئول وفاعل خير أن يساعد نجلتها فهى لا تعرف سبيلًا آخر غير السبل التى طرقتها على مدار أكثر من عامين، وإمكانية علاجها بالخارج لا تسمع عنها سوى فى الأفلام فهم بسطاء لا يمتلكون سوى راتب زوجها وما أدخرته وزوجها على مدار 3 عقود عاشوا فيها سنين عجاف للعيش مستورين بين الناس، فجاءت حادثة أسماء لتلتهم ما أدخرته الأسرة البسيطة ولم يعد أمامهم سوى المنزل الذى يعيشون فيه. ويقول جمال مصطفى فرد شرطة ووالد الفتاة المصابة، أنه بعد أن بدأت ظروفه المادية تتأثر بشدة بسبب ارتفاع نفقات علاج نجلته، ومن المقرر أن يبلغ سن المعاش فى العام القادم، فتقدم بطلب إلى اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد، لبحث إمكانية علاج نجلته خارج مصر ومدى ما يمكن أن تقدمه الدولة لمثل تلك الحالات، فجاءه الرد قاطعًا أن تلك العمليات تجريبية فى مصر وتحتاج للسفر بالفعل للخارج، مؤكدًا على أن ما أحزنه بشدة أن بعد ذهابه عدة مرات للحصول على أية مساعدات تساهم فى علاج ابنته، تفاجأ بالمسئول المختص يخبره بأنه تقرر صرف 250 جنيه مساعدة لابنته، فلم يعلق على ذلك، وانصرف فى هدوء فهو حتى هذه اللحطة لم يتلق مساعدات من أية جمعية خيرية أو جهة حكومية. وأرسل مكتب خدمة المواطنين التابع لديوان عام المحافظة خطابًا إلى الفتاة المصابة ردًا على طلبها بصرف مساعدات مالية لكونها تحتاج لجلسات علاج طبيعى طويلة المدى، حيث أكدت خدمة المواطنين أن حالة الفتاة وفقًا لتقرير مستشفى القوات المسلحة تعانى من شلل نصفى نتيجة حادث وتعانى من قرح الفراش ولا تستدعى العلاج الطبيعى وتستلزم كرسى متحرك وهو ما يحمل فى مضمونه أن حالة الفتاة ميئوس منها، وهو ما أصابها بحالة من الاكتئاب الشديد، وخاصة أن الأطباء أكدوا لها أن علاجها خارج مصر لأن الحبل الشوكى لم ينقطع فى الحادث.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;