حافظت الأقصر علي طقوسها التناقلة عبر الآجيال المتعاقبة، والخاصة بإحتفالات المولد النبوي الشريف، وتتميز الأقصر بمجموعة من المراسم الاحتفالية الخاصة ارتبطت بالشخصية الصعيدية يأتي في مقدمتها إقامة سباق الخيل أو كما يعرف بإسم " المرماح " والذي يتباري خلاله الأهالي لاستعراض مهارتهم في ركوب الخيل، بالإضافة إلى إقامة حلقات التحطيب وهي تبارز أستعراضي بين شخصين لأستعراض مدي مهاراتهم القتالية الرمزية.
ويقول محمد جمال، أحد الأهالي ، إن إقامة مرماح الخيل يعد أحد أهم السمات الأحتفالية للمولد النبوي الشريف، وتشتهر منطقة المنشأة بشمال شرق الأقصر بهذه الطقوس الإحتفالية، والتي يحرص الآلاف من الأهالي علي المشاركة بها لإستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل، والأفتخار بمدي جمال خيولهم، ويبدأ الأحتفال بالمولد النبوي في مطلع شهر ربيع الأول من كل عام هجري وتستمر علي مدار 13 يوماً متواصلين.
وتابع حديثه: هذا إلي جانب المراسم الأحتفالية الأخري التي تقيمها الساحات الدينية والطرق الصوفية ولعل من أشهرها ساحات الطيب الخلاوية والرضوانية وساحة المرتضي والجيلانية، حيث تقام حلقات الذكر و إلقاء خطب الوعظ الديني.
وأوضح الباحث عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب الأقصر لتراث الصعيد ,إن من ضمن المراسم الاحتفالية للمولد النبوي الشريف، إقامة مباريات التحطيب، والتي تعد إحدى الظواهر الشعبية فى الصعيد التى ترمز فى مجملها إلى تجسيد قبمة البطل الشعبي، وخلالها يتقابل الرجلان فيما يشبه الحلبة حيث يحيطهم المتفرجين من كل جانب فى شكل دائرة غالبا ومستطيل احيانا يمسك كلا من المتنافسان بشومة ( عصا ) يقوم كلا الرجلان بتقديم التحية للزمار(نقطة من النقود) ممسكا بالعصا وراقصا بها بشكل استعراضي يستخدم فيه جسمه واقفا علي قدم واحدة وناصبا ظهره في مشهد يوحي بالشموخ والمهابة.
وتابع حديثه: خلالها يتحرك الاثنان بعد ذلك بشكل دائري ممسكاً كلاً منهم بالعصا وهو يلفها فوق رأسه ورأس خصمه بمسافات معينه وتلعب العصا في حد ذاتها دوراً دفاعيا مرة وهى أن تكون قادرة علي تغطية كامل الجسم عند التعرض للضرب من قبل الخصم وهجوميا مره أخري.
وأكد علي أن "الضرب" خلال حلقات التحطيب ليس ضربا حقيقيا وإنما هو ملامسة العصا للخصم ، وقبل أن يتحول التنافس إلي عداء ومشاحنات يقوم اثنين آخرين باستلام العصا من كلا الاثنين وتعاد الكره مرة أخرى .
أما عن الأحتفالات الدينية فتقيم مديرية أوقاف الأقصر أحتفالاً دينياً بأحد المساجد بحضور قيادات الأقصر، ولفيف من الشخصيات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.