تعود العلاقات المصرية اليمنية لمئات السنوات، فهى علاقة تاريخية منذ القدم، حيث يشار إلى انه من أقدم الشواهد التى تؤكد تواصل البلدين، أن الإمبراطور المصرى تحتمس الثالث كان تلقى هدية من تجار سبئيين "نسبة لمملكة سبأ – اليمن حالياً" ، كما كان التجار اليمنيون المورد الرئيسى للبخور للمعابد المصرية القديمة.
وبمناسبة زيارة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى للقاهرة، والتى تسيطر المحاور السياسية على معظم جوانبها، نستعرض أحدث جوانب العلاقات الاقتصادية بين مصر واليمن، خلال العام الجارى، وذلك طبقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول حجم التجارة الخارجية بين البلدين خاصة منذ بداية العام وحتى شهر مايو منه.
229.7 مليون دولار صادرات مصرية لليمن فى 5 أشهر
بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر واليمن خلال الفترة من يناير – مايو 2018 نحو 318.8 مليون دولار، وجاء الميزان التجارى فى هذه العلاقة الاقتصادية لصالح مصر، حيث فاقت الصادرات المصرية لليمن على الواردات منها، وبقيمة تزيد عن 229.7 مليون دولار صدرت مصر عشرات السلع والمنتجات إلى الجمهورية اليمنية، والتى جاء واردات منها بنحو 89 مليون دولار.
تعتبر مصر من أهم الأسواق لوجهة الصادرات اليمنية، إذ إنها تحتل المرتبة الثانية بعد السعودية، وطبقاً للبيانات الإحصائية، تمثلت أهم واردات اليمن من السلع والمنتجات المصرية فى الملابس والأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية والعطور والأدوية، وغيرها، فيما تتمثل أهم واردات مصر من اليمن فى بعض السلع الزراعية كالقمح والذرة بالإضافة إلى الأسمدة والبن والشاى.
زيارة الرئيس اليمنى للقاهرة
من الجدير بالذكر، أن زيارة الرئيس اليمنى للقاهرة، والتى بدأت منذ أمس الاثنين لمدة يومين، تضمنت عدة لقاءات، بدأت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، حيث تم خلال اللقاء بحث الأوضاع باليمن، وآخر المستجدات بهذا الملف، كما تضمنت لقاء الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم.
لم تقتصر العلاقات الاقتصادية والجانب الاقتصادى بين مصر واليمن على التبادل التجارى فقط بصادرات وواردات بين البلدين، ولكن يشمل أيضاً جانب آخر لا يقل أهمية عن التبادل التجارى، وهو جانب الاستثمارات اليمنية فى مصر، حيث أشار عدد من البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الاستثمار إلى أن حجم الاستثمارات اليمنية فى مصر تصل لـ 71 مليون جنيه تقريبً.
اليمن تنتظر المزيد من الاستثمارات المصرية
أما فيما يخص الاستثمار فى اليمن، فأكدت كافة التقارير الصادرة عن الجهات اليمنية المختصة، أن الفرص أمام مصر للاستثمار فى اليمن تتوافر بشكل كبير وواسع، تحديداً فى مجال صناعة الأدوية وتعليب الأسماك وصناعة الأحذية وهى مجالات تحتاج اليمن بها المزيد من الاستثمارات، كما أكدت تلك التقارير أن مستقبل العلاقات الاقتصادية اليمنية المصرية سيتقدم للأفضل خلال الفترة المقبلة، خاصة فى ظل ما يبذله الطرفين من جهود حالياً.
وبالنظر للموقع الجغرافى والاستراتيجى لدولتى مصر واليمن، نجد أن البلدين يمسكان بالبوابتين الشمالية والجنوبية للبحر الأحمر، وبذلك فهما يمتلكان مفتاحى طريق التجارة الدولية المؤدى لنحو 65% من مخزون موارد الطاقة العالمية، وتطوير العلاقات المصرية اليمنية وتوسيعها، خاصة على المستوى الاقتصادى، سيصب فى صالح البلدين، بحسب التقارير الصادرة عن الوزارات الاقتصادية اليمنية المختصة.
وطبقاً للتقارير، تحرص اليمن الفترة المقبلة على اجتذاب المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم نحوها فى العديد من المجالات مثل مجال الصناعات الدوائية، والسمكية، وصناعة النسيج، وغيرها، كمجال السياحة والفندقة، وذلك من خلال تفعيل دور اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى بين البلدين بشكل أكبر مما هى عليه الآن للاستفادة من المقومات الخاصة بكل دولة.