"ماكرون" يكسر "حصار التسريبات" ويفوز برئاسة فرنسا.. المرشح الشاب يحطم آمال اليمين المتطرف ويهزم مارين لوبان بـ65.1% من الأصوات.. خطابه المتزن ضمن كتلة الأقليات والمسلمين.. وتأييد المرشحين الخاسرين مفت

دون مفاجآت، وعلى الرغم من أزمة التسريبات التى طالت حملته، استطاع السياسى المستقل الشاب إيمانويل ماكرون، أن يكلل صدارته شبه الدائمة لاستطلاعات الرأى، ويحسم سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية لصالحه، متفوقاً على منافسته زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان بحصوله على 65.1% من أصوات الناخبين فى الداخل الفرنسى بمؤشرات الفرز شبه النهائية. وكشفت مؤشرات الفرز شبه النهائية فى السفارات والقنصليات الفرنسية حول العالم تقدم ماكرون على حساب لوبان، حيث حصد وزير الاقتصاد السابق 93% من أصوات الفرنسيين المقيمين فى ولاية نيويورك الأمريكية مقابل 3% فقط لصالح لوبان، فى حين حصدت الأخيرة 36.7% من الأصوات فى إقليم سان بيار لتكون بذلك أعلى نسبة تصويت تحصل عليها زعيمة اليمين المتطرف حتى الآن. وفى كندا، استطاع المرشح الشاب حصد 90% من الأصوات مقابل 10% لصالح لوبان ، بينما حقق ماكرون ـ حتى الآن تقدماً ملحوظاً فى نتائج فرز الأصوات بإقليم سان مارتين حاصلاً على 67.6% من الأصوات مقابل 32.4%، وفى إقليم مارتينيك حقق المرشح الشاب 77.5% مقابل أقل من 22.5%، وفى جويانا اختاره 65% من الفرنسيين مقابل 35% لزعيمة اليمين المتطرفة، أما إقليم جادولوب ففاز فيه بـ75.1%، مقابل 24.5%. وفيما يمكن وصفه بمثابة انتصار للمؤسسات والنخب الفرنسية القائمة ، استطاع ماكرون هزيمة منافسته مارين لوبان، وأن يضمن انتقالاً آمناً للسلطة، خلفاً للرئيس الفرنسى المنتهية ولايته فرانسوا هولاند، والذى أعلن صراحة عن دعمه للمرشح الشاب والتصويت لصالحه. وفى صدارة مفاتيح الفوز التى استطاع ماكرون استغلالها بقوة، جاء احتشاد النخب الفرنسية والمسئولين السابقين والحاليين خلف المرشح الشاب، حيث بادر ثمانية مرشحين من أصل تسعة خرجوا من الجولة الأولى بإعلان تأييدهم له وأجمعوا على ضرورة التصدى لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. وفى مؤشر على حرص النخب الفرنسية على قطع أى طرق محتملة أمام لفوز لوبان ، قال المرشح الخاسر ، السياسى الاشتراكى بانوا هامون فى تدوينة أرفقها بصورة أثناء التصويت فى جولة الإعادة صباح اليوم : "سوف أحارب وأضرب بكل قوة ممكنة الجبهة الوطنية (حزب لوبان).. صوتت لماكرون حتى وإن لم يدعم اليسار". وفى السياق نفسه، قال الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند فور الإدلاء بصوته صباح اليوم : "خُضنا معًا تحديات تواجه بلدنا وتغلبنا عليها، وخليفتى سيكون عليه مواصلة الطريق بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مستخدما كلمة "مارشيه" باللغة الفرنسية فى إشارة إلى حزب ماكرون "أون مارشيه". وبخلاف النخب والمسئولين ، استطاع ماكرون ضمان شريحة المجنسين والفرنسيون ذوو الأصول العربية والمسلمين لما قدمه من خطاب متزن طيلة حملته الانتخابية، حيث يتخذ موقف بعيد عن التشدد حيال المسلمين والمهاجرين، ومؤيداً فى الوقت نفسه لبقاء فرنسا فى أوروبا، ويرفع ماكرون شعار "لا يسار ولا يمين". وفى وقت سابق، قال ماكرون، فى تصريحات أمام أنصاره خلال الحملة الانتخابية ما بين الجولتين الأولى والثانية، إن "فرنسا ارتكبت أخطاءً فى بعض الأحيان باستهدافها المسلمين بشكل غير عادل"، مشيراً إلى أن البلد يمكن أن يكون أقل صرامة فى تطبيق قواعده بشأن العلمانية. ومن أبرز ما يؤكد حياده تجاه المهاجرين والمسلمين، هو ما قاله خلال زيارته للجزائر، فى فبراير 2017، "إن تاريخ فرنسا فى الجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية"، مضيفا، "كان الأمر وحشياً حقاً، وهو جزء من الماضى يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضاً لمن تضرروا". إقليميًا، يعد فوز ماكرون بمثابة انتصار للاتحاد الأوروبى ، والقوى المؤيدة لاستمرار التحالف الأوروبى، على حساب أنصار الخروج الفرنسى من عضوية الاتحاد ممثلين فى مارين لوبان. وبخلاف ما مثلته الانتخابات الفرنسية من أهمية بالغة للدول الأوروبية كافة لانحصارها بين مرشحان أحداهما يدعم الاتحاد الأوروبى فى مواجهة المرشحة اليمينية الخاسرة مارين لوبان، التى كانت تدعو لتنظيم استفتاء للخروج من عضوية الاتحاد وفك ارتباط فرنسا بكل الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والأمنية التى تربطها بدول القارة العجوز، إلا أن الانتخابات حظيت كذلك باهتمام لافت داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وحرص الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما على الإعلان صراحة عن دعم ماكرون، وأكد فى مقطع فيديو إن نجاح فرنسا أمر يهم العالم بأكملة، معلنا أنه اختار أن يدعم ماكرون. وقال أوباما فى رسالته التى نشرها على حسابه الرسمى بموقع التدوينات المصغرة تويتر قبل يوم من الانتخابات: "لا أخطط للتدخل فى العديد من الانتخابات التى لن أخوضها، لكن الانتخابات الفرنسية مهمة للغاية لمستقبل فرنسا وللقيم التى نحرص عليها جدا"، وخلص بالقول إنه يدعم ماكرون لأنه يناشد آمال الناس وليس مخاوفهم، وختم رسالته المصورة بالقول بالفرنسية "تحيا فرنسا- Vive la France".



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;