بين البدايات القاسية فى قرية نجريج مسقط رأسه.. ولحظات الدموع فى المقاولون.. وأيام التألق فى أوروبا.. كتب _ ومازال _ محمد صلاح رحلة كفاح ربما لم يكتبها غيره من اللاعبين المصريين.
بعد اعتزال أبوتريكة، ومعظم لاعبى جيله، ظن كثيرون أن قلوب المصريين لن تفتح أبوابها لموهبة جديدة أو على الأقل سنحتاج سنوات وسنوات حتى يأتى من يسكن قلوب المصريين بأهدافه الحاسمة ولمساته الرائعة وقبلهما أخلاقه العالية.
وسط "نبرة" التشاؤم التى سادت الوسط الكروى عقب تبّخر حلم الصعود لمونديال 2014 واعتزال معظم لاعبى جيل أبوتريكة الذهبى ووسط سنوات "العتّمة" الكروية، جاء محمد صلاح من القارة العجوز يحمل شعاع أمل للكرة المصرية.
سنوات وربما شهور قليلة كانت كفيلة بأن توحّد أهداف ولمسات وأخلاق صلاح المصريين حوله.. تركوا هموم السياسة وارتفاع الأسعار ومآسى الحياة اليومية وتجمّعوا على المقاهى ليستمعوا بالفرعون المصرى وهو يغزو شباك الخصوم فى سويسرا وإيطاليا وإنجلترا ومع المنتخب الوطنى.
لم يكن غريباً أن يتحول عشق المصريين للفرعون الشاب لما يشبه غزواً عبر "السويشال ميديا"، حينما يتعلق الأمر بمستقبل النجم الصاعد بقوة الصاروخ فى أوربا.. هتفوا باسمه.. تغنوا بأخلاقه وتواضعه.. جعلوه فارس أحلامهم الكروية.
يقضى محمد صلاح حالياً فترة الازدهار الكروى مع روما الإيطالى.. تلقى عرضاً مغرياً وجاداً من ليفربول.. لم يُحسم الأمر بشكل رسمى حتى الآن.. تتعلق به الجماهير المصرية الليلة فى مباراة تونس فى "ضربة البداية" بتصفيات أمم أفريقيا المقبلة بالكاميرون بعدما أصبح مايسترو فرقة الفراعنة الكروية.
لعب "أبو صلاح" دور البطولة فى أمم أفريقيا الأخيرة بالجابون بعدما قاد أحفاد الفراعنة لنهائى البطولة فى إنجاز لم يتوقعه كثيرون، باعتبار أن المنتخب المصرى كان عائداً للبطولة بعد غياب 3 دورات مُتتالية.
فى الثانية عشرة منتصف الليل، سيلتف المصريون حول شاشات الفضائيات من أجل متابعة منتخب الساجدين فى موقعة تونس باستاد رادس.. صحيح سيُساند الجميع كل لاعب بالمنتخب.. ستختفى الانتماءات.. سنهتف للجميع.. لكن يبقى محمد صلاح "بيكاسيو" العرب هو شعاع الأمل الذى تتعلق به أحلامنا وطموحاتنا الكروية.