أحمد زكى.. فنان استثنائى وموهبة فذة

مع اقتراب ذكرى وفاته، لا أحد يختلف على أن الفنان أحمد زكى موهبة فنية فذة لن تتكرر على مر السنين، وأن عدم اجادته للتحدث بلغات مختلفة كان العائق الوحيد وراء نجوميته العالمية، فمعايشته التامة للشخصيات التى كان يقدمها مازال لها بريق خاص حتى الآن، فقد كان يمثل ويجسد أدواره بكل ما يملك من حواس، فكثيرا ما كان يقال أنه يمثل حتى بشعر رأسه، وذلك كان بعد دوره فى فيلم "كابوريا" الذى ابتكر فيه قصة شعر للشخصية مازالت حية حتى الآن. كثيرة هى الأدوار التى قدمها فطوال مشواره الفنى قدم ما يقرب من الـ65 فيلما، لا يمكن من خلالها أن يقال بأنه كرر نفسه أو أداؤه فى أى منها، فلا أحد ينسى دوره فى فيلم " أنا لا أكذب ولكنى أتجمل"، إبراهيم صالح ابن حفار القبور الذى يخجل من مهنة والده ويحاول أن يجعل من نفسه ابن لبيئة مختلفة عن التى يعيش فيها، فيلجىء لكثير من الكذب، الذى يراه تجميلا لواقعه المرير الذى يعيشه. مشكلة كان يعيشها العديد والكثير من شباب تلك المرحلة التى تم تقديم خلالها الفيلم، فأبدع فى الأداء وخاصة فى المشهد الذى اكتشفته فيه حبيبته عندما ذهبت للمقابر فوجدته يحفر القبور عوضا عن والده. ليأتى دوره فى فيلم " الحب فوق هضبة الهرم" على عبد الستار، الشاب الذى يحلم بالزواج من حبيبته وظروفه المادية تقهره، فيحاول ايجاد أى سبيل آخر لاتمام هذا الزواج، لكثرة الطلبات التى يضعها أهل العروس على كاهله وأهمها الشقة، التى كانت فى فترة من الفترات حلم يكاد مستحيل بالنسبة لكثير من الشباب المتخرجين ويبحثون عن وظيفة بخلاف الحكومية التى لا تكفى حتى للسجائر التى لجأ لها عدد كبير من شباب هذه المرحلة لكثرة هموم أيامهم التي يعيشوها. لتأتى بعدها مرحلة النضج الفنى الكبير بأفلام "البرىء، والبيه البواب، والبيضة والحجر، وأحلام هند وكاميليا، والإمبراطور، وزوجة رجل مهم وإمرأة واحدة لا تكفى، والهروب"، والكثير والكثير غيرها التى لا تكفى السطور للحديث عنها. لكن فيلم مثل "ضد الحكومة" بجرأته وذاك المشهد الذى مازال حيا حتى اليوم ويتداوله الكثير من محبى أحمد زكى، لا يمكن وصفه إلا أنه مدرسة فنية كان يجب التوقف عندها كثيرا، فكانت نظراته فى أى عمل يقدمه درسا فنيا منفصل بحد ذاته. لتنتهى حياته بذاك الوحش الذى هاجم رئته أثناء تحضيرات فيلم "حليم" الذى قال الكثيرون أن معايشته الكبيرة لمرض حليم هو ما أصابه بهذا المرض اللعين، فلم يقوى على المقاومة وكان لا بد من وضع كلمة النهاية، فعلى الرغم من صراعه مع المرض وتحذير الأطباء له مرارا من إقدامه على تصوير الفيلم إلا أنه أصر على العمل، وبالفعل قدم شخصية " حليم" ومرضه لينهي حياته كما انتهت حياة عبد الحليم حافظ على سرير المرض.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;