طبيعيا ومتوقعا لدى السيدات والفتيات أن يدخلن محل الكوافير فيجدن مصفف الشعر رجلا، لكن ماذا لو دخلت أنت كرجل إلى صالون الحلاقة فوجدت الحلاق الخاص بك "هبة".
هبة محمد فتاة تحدت أعراف المجتمع الشرقي وصممت على العمل في مجال ذكورى لا يقترب منه سوى الرجال، فتاة للتجميل في صالون حلاقة رجالي.
تقول هبة: مجرد فكرة غير مألوفة طرأت على ذهنى منذ سبع سنوات كنت في الـ 25 من عمرى، تحديت بها كافة المحيطين بي من الأهل والأصدقاء، فالتعامل مع الرجال أسهل بكثير من السيدات على الرغم من النظرة الدونية التى ينظر بها مجتمعنا الشرقي لمثل هذه المهنة وخاصة إذا كانت تعملها فتاة، إلا أنى عزمت على النجاح فيها وحققته.
"كلام الناس لا يودى ولا يجيب"حكمتها التي دفعتها للأمام فقالت" صديقنى لو كنت ركزت في كلام الناس ما كنتش خرجت من بيتى ولا كنت عرفت أصرف على أولادى بعد إنفصالي من جوزى وكنت مديت إيدى للناس "
تضحى الأم من أجل أبنائها وهذا ما أكدت عليه هبه فأولادها في المقام الأول تعمل من أجلهم لذلك تحفاظ على الحدود التى علمها لها استاذها في المهنة، كيف تسقبل الضيف ومتى تتحدث معه، ومدى المسافة بينه وبينها أثناء العمل، متى تضحك وكيف تتعامل مع التجاوزات إذا حدثت.
قص الشعر، حلق الدقن، الشمع، تنظيف بشرة، باديكير، غسيل على الحوض ومحاسبة الضيف، جميعها خطوات عمل تقوم بها الفتاة، وأصعب ما فيها كما قالت "حلق الدقن" لأن فيها تقترب المسافة بينها وبين الرجل، لذلك تكون نسبة التركيز عالية لدرجة كبيرة لتجنب أى أخطاء .
منذ الصباح الباكر وحتى المساء تتعامل"هبه" مع فئة واحدة من البشر بداية من صاحب المحل، الإصطاف المساعد لها، مندوبي المبيعات ، والضيف جميعهم رجال لذلك تقول: تعلمت فك شفرات التعامل رجل من النظرة الأولى سواء في العمل أو خارجه.
" ولم تنسى أنها إمرأة" فرغم تعاملها الذكورى مع الرجال طول اليوم إلا أنها تحن إلى أنوثتها وأمومتها وهذا تترجمه إلى واقع بعد الإنتهاء من العمل فتكون هبه " البنت والأم وست البيت ".