تحل اليوم ذكرى ميلاد هنرى بركات ذلك المخرج الفريد من نوعه، والذى استطاع أن يقتحم أذهان الجمهور بأعماله، التى تجبرهم على مشاهدتها ولو أعيدت مئات المرات على الشاشة ، يعد هنرى من كبار المخرجين الذين أثروا الحركة السينمائية كما وكيفا فقد قدم ما يقرب من 100 فيلم من إخراجه لا نختلف عن مستواهم الجيد، درس القانون بكليه الحقوق ولكنه لم يعمل بشهادته قط، ولعل الحسنة التى جاءته من وراء دراسة القانون كما صرح هو من قبل أنه تعلم فن المنطق ونجد ذلك واضحا خلال أعماله.
عشق السينما منذ صغره وبعد إنهاء دراسته قرر السفر لفرنسا لدراسة السينما ولسوء حظه لم يتمكن من ذلك ولكنه لم يقف مكتوف الأيدى بل بدأ يعلم نفسه بنفسه فشاهد العديد من الأفلام وقرأ مئات الكتب وتعلم فن مونتاج الأفلام ، وعند عودته لمصر حالفه الحظ عندما قررت المنتجة آسيا داغر تقديم مخرج شاي موهوب وقدم فيلم "الشريد" كأول عمل له، وأنطلق بعد ذلك ليكمل مشوار مليء بتاريخ حافل .
عمل مع معظم نجوم جيله مثل فريد شوقى وعبد الحليم حافظ وليلي مراد وصباح ومحمد فوزى وهدى سلطان، وأستطاع عمل ثنائى ناجح مع فاتن حمامه وقدم سعاد حسنى للسينما من خلال فيلم حسن ونعيمة التى كان من المفترض أن تقدمه فاتن حمامة ولكنه قرر أن يقدم وجوه شابه جديده ووقع الإختيار على سعاد حسنى ونجح الفيلم نجاحا كبيرا أنطلقت من بعده سعاد حسنى لتغزو السينما بأعمال ثرية.
عرف عن هنرى بركات شغفه بتحويل الروايات والأعمال الأدبية لأفلام ، ومن أهم الأدباء الذى أستعان بكتاباتهم هنرى ليقوم بتحويلها طه حسين ، إحسان عبد القدوس ، يوسف إدريس ، سكينة فؤاد ، وصرح هنرى فى إحدى اللقاءات أن فيلم دعاء الكروان كان فريد شوقى قد عرضه عليه ليقوم ببطولته وبمجرد أن قرأ الرواية قال لفريد أن هذا ليس دوره ولكن ظلت الرواية عالقة فى أذهانه ولكنه خاف أن يخوض التجربة لأن أجواء الرواية غريبة عليه ولم يقتحمها قبل ذلك وبعد فيلم حسن ونعيمة والذى يعتبر أجواءه قريبه نوعا ما من دعاء الكروان قرر خوض التجربه التى نجحت نجاحا غير مسبوق .
هنرى بركات له لغة خاصة به فى الإخراج جعلته متفردا، أشاد به الكثير من النقاد والمؤرخين حول العالم فقد أعتبر المؤرخ چورچ سادول أن مشهد الولاده فى الحقل التى قدمته فاتن حمامة فى فيلم الحرام هو أجمل مشاهد السينما المصرية على الإطلاق.
.jpeg)
