تضمنت أحداث الحلقة 26 من مسلسل "رسالة الإمام" بطولة النجم خالد النبوى، مخالفة الإمام الشافعى بعض ما في موطأ الإمام مالك، ما أثار غضب علماء مصر الذين يتبعون مذهب مالك، حتى قال أحدهم، هل باتت حجج إمامنا مالك محط طعن وتشكيك؟
يسأل أحد الحاضرين في المسجد: هل صار موطأ شيخنا مالك محل تشكيك ونقد؟
ويرد الشافعى: "حاشا لله أن أشكك أو أطعن أو أن أساق سوقا دون تدبر ودون أن أعقل ما بينا أيدينا من تراث شيخنا مالك ، ما دام الهدف صلاح الناس"
يقول عبد الله بن عبد الحكم "جمال عبد الناصر": وهل أضل مالك الناس يا ابن إدريس؟
يرد الشافعى: "لا.. بل ضلوا هم بتعصبهم له، نقول قال رسول الله، يقولون قال مالك ، ألم تسمع قول ضيوفك المغاربة بأن لمالك قلنسوة يستسقى بها لديهم؟
يغضب الناس في المسجد ، ويثورون على الشافعى، فيقول فتيان "أحمد الرافعى": على رسلك يا ابن إدريس.. نفد الصبر والله واستنفدت الأعذار .. كيف بربك تشتره هكذا على أستاذك مالك وتتنكر له ؟ تشتره على علمه المستمد من فتاوى الخليفة عمر بن الخطاب وعلم الصحابة وعلم التابعين الذين استقروا في مدينة رسول الله.
يرد الشافعى في وداعة: "هو شيخى ومعلمى لا ريب ولا أتنكر له، بل له اجتهاده ولى اجتهادى، فأستاذنا مالك في اجتهاده تارة يأخذ بقول الصحابى والتابعى ويترك الحديث ، وتارة أخرى يترك الحديث وقول الصحابى إما لما يترجح عنده من الرأي أو لحجية عمل أهل المدينة .
يرد عبد الله بن عبد الحكم: لقد اهتم الإمام مالك في اجتهاده الفقهى بأمرين ؛ الحرص على تحقيق مقصد الشريعة ، والحرص على استقرار أحوال الناس الفقهية والقضائية بالمدينة، لذلك لقد رأى أن الذى يحقق هذين الأمرين معا هو التوسع في فتح باب المصالح وسد باب الذرائع والتمسك بعمل أهل المدينة.
ويضيف فتيان: لذلك لا يطبق أصلا واحدا على كل المسائل التي تبدو متشابهة ، أنت تعرف ذلك جيدا ، بل كان ينظر في كل مسألة على حدة، مراعيا عند دراستها أكثر من أصل ، تجده في أحيان كثيرة يأخذ بالحديث وإن كان منقطعا، إذا عضده العمل أو جرى على وفقه عرف الناس أو كان موافقا لقول من أقوال أئمة الصحابة أو كان ثابتا عندهم من غير طريق.
يرد الشافعى: حسنا إذن لكل منا أصوله التي يبنى عليها استنباطه لأحكامه الشرعية.
ويلاحقه فتيان: قلت لك لقد تأثرت بفقه أهل العراق، فقه أهل الرأي، علم لا يعتمد على الكتاب والسنة وأقوال السلف بل على الرأي.
ويتبعه عبد الله بن عبد الحكم: "أخطأت في هذه المرة يا شافعى ، فلا يصح أن تحاكم من سبقك من العلماء ومنهم الإمام مالك، بالأصول التي ارتضيتها أنت لنفسك".
ويرد الشافعى: أنا لا أحاكم أحدا .. أنا فقط أجتهد .. وحتى لو أخطأت بحسبى أنى حاولت .. وأرانى صرت أبتعد بمسافة عن أصول فقه الإمام مالك فهو يراعى ما جرى به عمل الناس وما استقرت عليه أحوالهم أما أنا فالشرع عندى إما نص من القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس ولا شئ معتبرا عندى وراء ذلك من التقاليد والعادات، وفى النهاية قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب .
يهاجمه فتيان: "بئس البضاعة الفاسدة التي تنشرها يا ابن إدريس، جئت على مصر ونحن عصبة نسير على نهج إمامنا مالك فإذا بك تبذر بذور الفرقة والتضليل".
بينما يرد الشافعى: ألا يستقيم أن نكون أخوة ولو اختلفنا ؟ هذا كتابى فسرت فيه اختلافى، لو أخطأت حسبى أن حاولت لتحقيق مصالح الناس لا لفرقتهم، وأرى أنه من العيب أن نحصر العلم في قول واحد حتى لو كان قولى أنا، دعوا الناس تقرأ ما كتبت وتسمع منكم فلن يفرقنا اجتهاد، أما أن نحجر على عقول الناس فهذا هو الفساد بعينه.
مسلسل رسالة الإمام يعرض على منصة Watch IT، وعلى قناة dmc في تمام الساعة 6:30 مساءً، والإعادة الساعة 6:15 والساعة 11 صباحًا، وعلى المحور الساعة 7 مساءً، والإعادة 5:00 صباحًا و 12:00 مساءً، وفي الساعة 10:45 مساءً على قناة الحياة والإعادة 11:15 صباحًا، وعلى قناة CBC في الساعة 12:15 صباحًا ويعاد في الساعة 5 صباحًا.
مسلسل "رسالة الإمام" بطولة خالد النبوي، أروى جودة، نضال الشافعي، خالد أنور، وليد فواز، جيهان خليل، حمزة العيلي، أحمد الرافعى، سلمى أبو ضيف ونخبة من نجوم الوطن العربي أبرزهم السوريان خالد القيش وهافال حمدي، والأردنية فرح بسيسو، والعمل سيناريو وحوار ورشة كتابة تحت إشراف المؤلف محمد هشام عبية، وإخراج السوري ليث حجو، وإنتاج شركة "Media Hub – سعدى وجوهر ويعرض علي قناة الحياة وdmc و cbc.
استعانت الشركة المنتجة بمراجع تاريخي يلازم فريق المسلسل طوال فترة التصوير، إضافة إلى مراجعة الحلقات بشكل مستمر من قبل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وكذلك وجود مراجع لغوى للسيناريو، خاصة أنه يتم تقديم العمل باللغة العربية الفصحى، هذا بالإضافة إلى الفترة الماضية شهدت تدريب الفنانين المشاركين في البطولة على ركوب الخيل والمبارزة بالسيف.
الإمام الشافعى هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعى فى الفقه الإسلامى، ومؤسس علم أصول الفقه، وتنسب له آراء فقهية عدة وفتاوى قديمة، ويتطرق المسلسل إلى السنوات التي قضاها الإمام الشافعي في مصر، حيث حضر إليها عام 198 هـ / 813 مـ وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين.