العباس السكرى يكتب: الحب ما بين الواقع والسينما.. قلوب فى بحر الشجن

ما الحب؟.. وهل يتشابه هذا السر العظيم فى الواقع مع السينما؟.. يبدو فى الواقع كحالة غامضة مثل الجنون؟.. شيئًا لا نعرفه.. ربما يكون مقدسًا لا يمكن أن نراه أو نضع أيدينا عليه.. لكن نحسه ونشعره من خلال تلك الغمزات والدقات والرهبة الكبيرة التى تنتابنا باطنيًا أكثر من ظاهريًا عندما ينادينا الحب؟.. هنا يصّدق قول نزار قبانى: "الحب فى الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه". الواقع غالبًا يختلف عن السينما.. هو مُر وهى حلوة.. هو قاس وهى رقيقة.. هو هزيمة وهى انتصار.. لكن ربما يتشابهان أحيانا فى جرعات الرومانسية ومشاهدها التى نتشبث بها دائما لنقوى عليه فى الواقع.. كثيرًا ما كانت هناك رقصات بين الأحبة وإن كانت تختلف عن رقصة الحياة بين "خالد" عمر الشريف و"نوال" فاتن حمامة، على موسيقى أندريا رايدر، فى فيلم "نهر الحب"، إخراج عز الدين ذو الفقار، ولكن بالتأكيد كانت هناك مشاهد مثل تشابك أصابع "صلاح" عبد الحليم حافظ و"سميحة" لبنى عبد العزيز، وهما يسيران فى الشارع، وظهور وجهها بعينيها الخضراوين الحالمتين خيالا على وسادة "صلاح" كل ليلة فى فيلم "الوسادة الخالية"، وتطبيب الأميرة "إنجى" مريم فخر الدين يد "على" شكرى سرحان، واحتفاظها بالمنديل المغموس بدمائه، وركوعه أمامها لتقبيل يدها، مع غروب الشمس فى "رد قلبى". قصص الحب فى السينما المصرية منها المعقد والبسيط والرومانسى، ومنها ما تشابه مع الواقع، خصوصا تلك التى أنتجت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، من روائعها فيلم "بين الأطلال" قصة يوسف السباعى، إخراج عز الدين ذو الفقار، الفيلم يحكى عن أنبل قصص الحب التى ولدت فى الخريف وبداية فصل الشتاء عند تلك الشجرة البعيدة، التى يلتقى عندها العاشقان وقت الغروب "منى" فاتن حمامة، و"محمود" عماد حمدى، إذ تقع منى الطالبة الجامعية فى حب أستاذها، رغم أنه متزوج ويكبرها بسنوات، ويواجه هذا الحب تحديات كبيرة وترفض والدة منى هذه الزيجة، فتتزوج من صلاح نظمى وتغادر مصر، وبعد عدة سنوات تعود إلى مصر وتعلم بمرض عماد حمدى فتذهب لزيارته ويستعيدان ذكريات الماضى وقت غروب الشمس فى الشتاء، وعندها يعلو صوت عماد حمدى مخاطباً الشمس: "أيتها الشمس اشهدى على أن حبى لها خالد كخلودك".. ومن "بين الأطلال" لـ "حبيبى دائمًا" يتوهج الحب بين "فريدة" بوسى، و"إبراهيم" نور الشريف التى تموت فى نهاية الفيلم بين أحضانه على نغمات "الهوى هوايا". لم يكن عماد حمدى مبالغًا حينما أشهد الشمس على حبه لفاتن حمامة، فالحب كان قد تملّك من الرجل الأربعينى لفتاة العشرينات، ولم يجد منه مهربًا، ورغم إعادة نفس قصة الفيلم بعنوان "اذكرينى" بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحى التى صارت رمزا للرومانسية فى السبعينيات، إلا أن أداء عماد حمدى عاطفيا ما زال يشع حبا وحنانًا من الخمسينيات وحتى الألفية.. وما زال السؤال على فم أغلبية العاشقين ما الحب؟












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;