العباس السكرى يكتب: نيللى كريم تحقق نبوءة فاتن حمامة وتأكل الجو بـ لأعلى سعر

بقوام رفيع طويل يتمايل فى مرونة طبيعية كأنه لا يرتكز على أى مجموعة من العظام، ظهرت النجمة نيللى كريم فى مسلسلها "لأعلى سعر" وهى ترقص الـ "باليه" بإبداع ودلع يثير الدهشة والانبهار، لكنه انبهار مهذب، بنجمة رقيقة مبدعة فنًا وأداءً، لتثبت نيللى بعد نحو 17 عاما هى عمرها فى مجال التمثيل أنها النجمة الأصدق تمثيلاً على الشاشة. ربما يتلخص محور العمل الأساسى فى سؤال واحد "هل للحب فترة صلاحية"؟.. الإجابة بالطبع رصدتها النجمة نيللى كريم تبعًا للأحداث المنساقة فى إطار الرصد الواقعى والمجتمعى، حيث تعمقت النجمة فى رصد تكوينات شخصية "جميلة" النفسية والذهنية وحتى الجسدية، لتصير حديث الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، فأحداث "لأعلى سعر" تدور حول "جميلة" راقصة باليه محترفة، متزوجة من طبيب يجسده المطرب أحمد فهمى، تعيش معه الحب والأيام و"كل بكرة فى أحلام"، حتى يصبح من ألمع الأطباء وفجأة يتبدل حالهما ويحدث الطلاق بعد أن ضحت بكل شىء ولم يبق لديها سوى تلك النظرات التائهة الحائرة التى تئن من الوجع. العمل فى مضمونه وسياقه وواقعه الدرامى متشابه إلى حد كبير مع العديد من كلاسيكيات السينما المصرية، لأنه يحكى عن منعطف مهم يلامس بصورة أساسية مشاعر المرأة، وفى سبيل هذه المهمة حشد السيناريست مدحت العدل كثيرًا من التفاصيل والعلامات التى تؤكد على انحيازه للمرأة وعالمها ومجتمعها وتفاصيل حياتها، بدءًا من اختيار نماذج إنسانية شائعة فى المحيط الاجتماعى، وحتى المفارقات الدرامية التى تملىء المسلسل والمشاهد الكثيرة المتداخلة فى العلاقات ما بين "جميلة" ووالدها "مخلوف" يجسده نبيل الحلفاوى وأيضا والدتها تجسدها سلوى محمد على، وزوجها يجسده المطرب أحمد فهمى. نيللى كريم فى لأعلى سعر، تؤكد موهبتها الواعدة التى انطلقت من بين يدى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 2000 عندما وقفت أمامها وهى فتاة عشرينية فى مسلسلها "وجه القمر"، ثم انطلقت من بعده فى أعمال أخرى "حديث الصباح والمساء" و"سحر العيون"، وما لبثت حتى احتلت مساحة كبيرة من الانتشار سينمائيا (غبى منه فيه، واحد صفر، زهايمر) وغيرهم، ثم أصبحت بطلة مطلقة فى السنوات التى تلت 25 يناير لتحتل الشاشة كوجه نسائى مألوف.