جمال عبدالناصر يكتب: "جواب اعتقال" الأفضل فكرا ولسة الصيف طويل

يعرض ضمن موسم العيد السينمائي كما هو معروف 5 أفلام سينمائية ما بين الكوميدي والأكشن والرومانسي ولكن فيلم " جواب اعتقال " لمحمد رمضان هو الفيلم الأكثر فكرا ويحمل مضمونا مهما ومناسبا للأحداث التي نعيشها لأنه يكشف عن الفكر الإرهابي وكيفية تجنيد الشباب وتحولهم لانتحاريين كما يظهر الطبقية الموجودة داخل الجماعات المتأسلمة التي تدعي المساواة بين المسلمين وهي على غير ذلك تماما فهي تعيش الطبقية ولا يوجد لديها المبدأ المعروف بـ"الناس سواسية". محمد رمضان خلال الفيلم يقدم شخصية " خالد الدجوي " ذلك الشاب الذي نشأ في أسرة فقيرة لأب كان يعمل خادما، ولكنه بعد وفاة والده وتجنيده من قبل الجماعات يصبح هو الجناح العسكري في الجماعة لذكائه وقوته، وينفذ عمليات إرهابية بأحدث الوسائل لعلمه وتسلحه بالتكنولوجيا فهو خريج كلية الهندسة والمتفوق دائما على زملائه أثناء دراسته. محمد رمضان ابتعد في فيلمه الجديد عما يسمى بالخلطة الشعبية التي كان يقال إنه ينجح بها، وهي الأغنية والراقصة وتيمة الانتقام أو الصعود من قاع المجتمع للقمة، فقد برهن النجم الشعبي المحبوب أنه قادر على تغيير جلده فيقدم لنا من خلال الفيلم الذي كتبه ويخرجه محمد سامي شخصية خالد الدجوي الملقب بالطاووس، لما يمتلكه من قوة وذكاء وخبرة وتعتمد عليه الجماعات الإرهابية الداخلية والخارجية في التفجيرات والعمليات الانتحارية وفي نفس الوقت لا تستطيع الجهات الأمنية إثبات أدلة تدينه. شخصية خالد الدجوي لها نقطتا ضعف، الأولى هو شقيقه " أحمد " الذي يرغب في الانضمام للجماعات، ولكن خالد يرفض ويحاول بكل الطرق إبعاده ولكن يستغل منافسيه وكارهيه ذلك، ويقومون فيما بعد بقتله، ونقطة الضعف الثانية هي حبيبته وابنة عمه " فاطمة " التي يحبها ولكنها لا تطيقه ومن هنا يحاول الضابط " محمد " ضابط الأمن الوطني الذي يجسده إياد نصار تجنيد فاطمة وينجح في ذلك . محمد رمضان ربما لم يحقق نفس الإيرادات التي كان يحققها في أفلامه السابقة حتى الآن، لكنه حقق نجاحات من نوع آخر، أهمها أنه غير جلده شكلا ومضمونا، وثانيا قدم موضوعا مهما عن الإرهاب والمؤامرة التى تحاك ضد مصر من قبل تلك الجماعات، ويكشف من خلال سيناريو الفيلم أن دولا كبرى تتآمر ضد مصر . على مستوى التمثيل نجح محمد رمضان في تقديم شخصية " خالد الدجوي " وكان المخرج محمد سامي موفقا في اختيار كل فريق عمله من الممثلين فقد كان صبري فواز رائعا في تقديم شخصية الشيخ مصطفى، ذلك الداعية الإرهابي المنضم للجماعة، والمسئول عن تجنيد الشباب وفي نفس الوقت هو غريم الشيخ خالد والكاره والحاقد له. كل فريق العمل من الممثلين أجادوا أدوارهم، فدينا الشربيني في شخصية " فاطمة " كانت مقنعة وعبرت عن أحاسيس الفتاة الكارهة لابن عمها، التي تنتقم منه بعدما حرمها من حبيبها، ربما يكون إياد نصار في دور ضابط الأمن الوطني لم يكن مقنعا. مشاهد الأكشن والمطاردات والتفجيرات، استخدم فيها المخرج محمد سامي أحدث التقنيات ولذلك ظهرت بشكل محترف واستطاع المخرج ككاتب للسيناريو أن يظهر العقد النفسية للمتأسلمين. أخيرا فكرة الإيرادات وانخفاض أسهمها لدى محمد رمضان في هذا الفيلم أمر لا يزعجه ولا يقلقه، ففيلمه جيد الصنع وسوف يعيش ويكون من أهم أفلامه، وسيحصل من خلاله على جوائز كثيرة كممثل، أما ما يخص الإيرادات فكما كتب هو بنفسه " لسة الصيف طويل".



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;