الجزائريون يحيون ذكرى ثورة الأول من نوفمبر وسط ترقب للانتخابات الرئاسية

يحتفل الجزائريون فى الأول من نوفمبر من كل عام، بذكرى انطلاق الثورة التحريرية عام 1954، إلا أن الذكرى الخامسة والستين هذا العام تبدو مختلفة بسبب الترقب فى الشارع الجزائرى للانتخابات الرئاسية المقررة فى 12 ديسمبر المقبل. وتحرص الجزائر حكومة وشعبا على الاحتفال بهذا اليوم عبر اعتباره عطلة وطنية فى كافة أنحاء البلاد، كما تعرض القنوات الجزائرية أفلاما درامية ووثائقية تؤرخ للثورة، وتقيم وزارة الدفاع الجزائرية فعاليات فى كل الولايات لتمجيد هذه الذكرى، كما تم إطلاق 65 طلقة تجاه البحر عند منتصف الليل تخليدا للذكرى الـ65 لاندلاع الثورة. وتتزامن الذكرى الخامسة والستون للثورة التحريرية هذا العام مع دخول الانتخابات الرئاسية المقبلة مرحلة حاسمة، حيث من المقرر أن تعلن السلطة المستقلة للانتخابات غدا السبت القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة. وكانت سلطة الانتخابات قد شكلت 10 لجان قانونية تضم 200 موظف لفحص ملفات 22 مرشحا قدموا أوراق ترشحهم للرئاسة، قبل أن يعلن محمد شرفى رئيس السلطة غدا القائمة النهائية. ويعتبر الجزائريون أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستؤسس لجمهورية جديدة، بعد تلك التى أسستها الثورة التحريرية، التى انطلقت عام 1954، واستمرت 8 سنوات حتى نالت الجزائر استقلالها عام 1962، وقلبت موازين القوى فى العالم. فالثورة الجزائرية التى بدأها نحو 1200 مجاهد كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية، أجبرت دولة عظمى مثل فرنسا إلى إنهاء استعمارها للجزائر الذى دام 132 سنة. وجاء قرار الثورة بعدما وصلت الحركة الوطنية الجزائرية سنة 1954 إلى طريق مسدود، فكان قرار إعلان الثورة التحريرية هو المخرج الوحيد تبنته مجموعة من العناصر الشابة المتحمسة لخيار الكفاح المسلح، خاصة مع ملاءمة الظروف الدولية والإقليمية والداخلية لهذا الأمر. وأسفرت اجتماعات اللجنة الثورية للوحدة والعمل عن الاتفاق على خوض غمار الثورة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسى والبدء الفعلى فى التخطيط لها، ودعت إلى عقد اجتماع لدراسة المستجدات الجديدة واتخاذ موقف موحّد لإنقاذ المشروع الثوري، واتفق الجميع على دعوة أعضاء المنظمة السرية المُلاحقين من طرف الإدارة الفرنسية والمتواجدين عبر أنحاء الوطن والمؤمنين بحتمية الكفاح المسلّح. وانعقد هذا الاجتماع التاريخى فى النصف الثانى من شهر يونيو 1954 بمنزل المناضل إلياس دريش بحى المدنية بالجزائر العاصمة وحضره كل من مصطفى بن بولعيد – محمد بوضياف – العربى بن مهيدى – مراد ديدوش – رابح بيطاط – عثمان بلوزداد – محمد مرزوقي- الزبير بوعجاج – بوجمعة سويدانى – أحمد بوشعيب – عبد الحفيظ بوصوف – رمضان بن عبد المالك – محمد مشاطى – عبد السلام حباشى – رشيد ملاح- سعيد بوعلى – يوسف زيغود – لخضر بن طوبال – عمار بن عودة- مختار باجى – عبد القادر العمودي، وهى المجموعة المعروفة تاريخيا باسم مجموعة الـ22. وخلص الاجتماع إلى عدة قرارات منها العمل على توحيد الصفوف بلمّ شمل المناضلين المتنازعين، وتدعيم وقف اللجنة الثورية للوحدة والعمل فى أهدافها الثلاثة: الثورة – الوحدة – العمل، تفجير الثورة فى تاريخ تحدده لجنة مصغرة، وانتخاب مسؤول يتولى تكوين لجنة مصغرة، وتم انتخاب محمد بوضياف مسئولا وطنيا وتكليفه بتشكيل أمانة تنفيذية تقود الحركة الثورية وتطبّق القرارات المتخذة فى اللقاء. وتم الاتفاق على إعادة تسمية اللجنة الثورية للوحدة والعمل ليصبح اسمها الجديد جبهة التحرير الوطنى ويشترط أن يكون الانضمام فى صفوفها فرديا وليس حزبيا، وتم تسمية جناحها العسكرى بجيش التحرير الوطني. وتم تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية، بليلة الأول من نوفمبر 1954 لعدة أسباب منها أن عددا كبيرا من جنود وضباط جيش الاحتلال الفرنسى كانوا يقضون عطلة نهاية الأسبوع، ويليها احتفالهم بعيد القديسين، وهنا برزت أهمية استغلال عامل المباغتة والمفاجأة. ولم يتجاوز عدد المجاهدين فى ليلة أول نوفمبر 1954، 1200 مجاهد، مسلحين ببنادق صيد وبنادق أوتوماتيكية من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وبحوزتهم قنابل تقليدية وسكاكين وفؤوس وعصي. واستهدفت الهجمات الأولى مراكز قيادية للجيش الجزائرى فى العديد من المناطق ومن أبرزها الثكنات العسكرية، ومخازن الأسلحة ومراكز الشرطة والدرك، ومزارع المستوطنين والوحدات الصناعية والاقتصادية، وشبكات كهربائية، وشبكات هاتفية وأعمدتها، ونسف الطرق والجسور، وحرق وسائل النقل وإعدام بعض المتعاونين مع السلطات الاستعمارية. وبلغ عدد العمليات ضد الأهداف الفرنسية ليلة الأول من نوفمبر 1954، 30 عملية خلفت العديد من القتلى والجرحى، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة. وبالتزامن مع انطلاق الثورة، صدر أول بيانتها، بيان الأول من نوفمبر 1954، الذى يعتبر أول وثيقة للثورة الجزائرية، وجهته جبهة التحرير الوطنى إلى الشعب الجزائرى بجميع انتماءاته مساء 31 أكتوبر 1954 ووزّعته صباح الأول من نوفمبر، حددت فيه قيادة الثورة مبادئها ووسائلها، ورسمت أهدافها المتمثلة فى الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري. وأوضحت الجبهة فى البيان الشروط السياسية التى تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف، كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري، والتى دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه الوطنية، مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي. وظل هذا البيان نبراسا للثورة الجزائرية التى دعمتها عدة دول عربية وفى مقدمتها مصر، التى قدمت دعما غير محدود سياسيا وعسكريا واقتصاديا وفنيا للثورة الجزائرية، أدى إلى مشاركة فرنسا فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956. واللافت أن يوم الأول من نوفمبر الذى مثل شرارة للثورة الجزائرية التى اندلعت عام 1954، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر فى 5 يوليو 1962، وهو نفس اليوم الذى أعلن فيه احتلال الجزائر فى سنة 1830، ليتذكر الجزائريون منذ ذلك الوقت هذا التاريخ بكل فخر واعتزاز. وأعدت وزارة الدفاع الجزائرية برنامجا احتفاليا يشمل الكثير من الأنشطة فى إطار الاحتفالات بالذكرى الـ65 لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر يتضمن ندوات ومحاضرات ومسابقات ثقافية ورياضية ومعارض للصور وأفلام ثورية، فضلا عن تسمية بعض وحدات الجيش بأسماء عدد من شهداء الثورة. وفى مختلف وحدات الجيش سيتم رفع العلم الوطنى والوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;