كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية النقاب فى عددها الصادر اليوم الأربعاء عن أن الولايات المتحدة اقترحت إجراء حوار استراتيجى لمراجعة دورها الاقتصادى والأمنى فى العراق، وذلك بعد أسابيع من تصويت البرلمان العراقى على انسحاب القوات الأمريكية، التى استُهدفت بشكل منتظم فى هجمات من جانب الميليشيات المرتبطة بإيران في الآونة الأخيرة.
واستشهدت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين يوم أمس الثلاثاء بأن "جميع القضايا الاستراتيجية بين بلدينا ستكون على جدول الأعمال، بما في ذلك الوجود المستقبلي لقوات الولايات المتحدة في ذلك البلد وأفضل السبل لدعم تأسيس عراق مستقل وذات سيادة".
ونقلت الصحيفة عن بومبيو قوله "إن ثالث أعلى مسئول في وزارة الخارجية، وهو الدبلوماسي الأمريكي المحترف ديفيد هيل، سوف يقود الحوار الاستراتيجي في يونيو المقبل بهدف دعم العراق، الذي يعاني من انخفاض أسعار النفط ويسعى لضمان عدم عودة فلول تنظيم داعش الارهابي من جديد".
وأكد بومبيو -وفقا لـ"فاينانشيال تايمز"- أنه من المهم أن تعمل الحكومتان (الأمريكية والعراقية) بشكل وثيق لوقف أي انعكاسات للمكاسب التي نجحا سويا في تحقيقها وأدت إلى هزيمة داعش وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أن تصريحات بومبيو جاءت بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي المعين عدنان الزورفي يوم الاحد الماضي أن الولايات المتحدة تعهدت بأن نصف قواتها البالغ قوامها 5200 جندي ستغادر البلاد قبل نهاية العام، وإعلانه أنه تحدث مع ممثلي التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، وطلب من السفير الأمريكي في العراق "تحديد موعد للانسحاب".
وللتعقيب على تصريحات الزروفي، نقلت الصحيفة البريطانية عن مسئول أمريكي رفيع المستوي -لم تكشف هويته- قوله "سيستغرق الطرفان بعض الوقت للتحضير للحوار الاستراتيجي المقترح. ونأمل أن يكون للعراق حكومة جديدة قائمة في الوقت الذي بدأت فيه هذه المحادثات".
ونقلت الصحيفة عن عباس كاظم مدير معهد مبادرة المجلس الأطلسي للعراق والزميل به: "أعتقد أن أي مفاوضات يجب أن تتضمن قدرا من انسحاب القوات، وإما سوف نواجه سيناريو أكثر قتامة ربما تستمر فيه الميليشيات في استخدام تكتيكات عنيفة ومخربة".
وأكدت أن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم رحب بالخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة لاعادة التفاوض بشأن العلاقات بين البلدين.
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى حقيقة تراجع الدعم المحلي في العراق للمهمة الأمريكية بعد أن أمر الرئيس دونالد ترامب بشن هجوم في يناير الماضي أسفر عن مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني على الأراضي العراقية، مما أدى إلى سلسلة من الأعمال الانتقامية من الجماعات المتحالفة مع إيران على القوات الأمريكية في البلاد.